> تقرير/ خاص
█ توفي فيه 50 شخصاً خلال السنوات الماضية
باتت صنعاء مدينة الثلاثة ملايين نسمة تخلوا من المتنزهات سوى حديقتين قديمتين يقصدها السكان للترفيه عن أنفسهم لاسيما في أيام المناسبات كعيدي الفطري والأضحى والعطل الرسمية وغيرها على الرغم من الازدحام الشديد فيهما.


وبحسب شهود عيان لـ«الأيام»، فإن رِجل الزوج انزلقت أثناء تجولهما بالقرب من مجرى الشلال، ولإنقاذ الزوج نفسه أمسك بزوجته لكنهما سقطا إلى الأسفل قبل أن يرتطما بالصخور ليتوفى الزوج على الفور فيما تعرض جزء من وجه زوجته للتهشم.

ويبعد هذا الشلال عن صنعاء بأكثر من (20) كيلو متراً غرباً باتجاه طريق الحديدة، وتخلو الطريق المؤدية إليه من اليافطات الإرشادية في الوقت الذي يصل فيه مرتادوه إلى الآلاف خلال أيام العيدين.
█ منبع
تنبع مياه الشلال من جبال مديرية الحيمة الخارجية وتمر شرقاً عبر جدول طبيعي يسمى (سائلة) تشق وديان البُن والقات في مديرية بني مطر ثم تنحدر تدريجياً باتجاه الجنوب فالغرب حيث يلتقي بوادي سهام لينتهي به المطاف في سهول تهامة.


وفي الوقت الذي أصبح فيه هذا المتنفس الأول لسكان صنعاء والمناطق المجاورة، ما زال يفتقر لكافتيريا ولدورة مياه (حمامات) وغيرهما من المتطلبات الضرورية.
يقول المواطن فيصل صالح، وهو أحد أبناء عدن، بينما كان يستمتع بالجو الغائم والأمطار المتساقطة في المكان: "مؤسف أن يفتقر هذا المكان السياحي ليافطات أو إرشادات سياحية أو أي شيء يدل عليه خصوصاً لمن يزوره لأول مرة فضلاً عن عدم وجود شمسيات ومطعم، مع ترك الفطريات والطحالب على سطح الماء والجوانب فيه".

█ باعة متجولون
ينتشر في هذا المكان كذلك باعة لألعاب نارية متجولون، يقول أحدهم إنه يبيع في اليوم الواحد بنحو (5) آلاف ريال أيام العيد، وهي ظاهرة يعتقد بعض الآباء والكبار أنها تمتع أطفالهم بقدر ما تسببه من إزعاج وفزع للزوار جميعاً فضلاً عما تشكله من مخاطر على الأطفال.
كما بدأ ولأول مرة إدخال الحمير والتي يتم استئجارها لصعود الأطفال على ظهورها والتجول بها أو كما يسميها الطفل كمال حسين المطري، وهو صاحب حمار، "مشوار". مشيراً إلى أن "حماره يدر عليه مبالغ يتراوح ما بين (7 - 15) ألف ريال يومياً خلال الأعياد والمناسبات".

█ حوادث غرق
وأوضح أحسن رزق وهو متعهد توفير مشروبات ورفيقه حميد أحمد أنهما شهدا حوادث غرق مفزعة تجاوز عدد ضحاياها (50) شخصا خلال الخمس السنوات الماضية.

إبراهيم عبده علي، وهو موظف جاء برفقة (5) من أفراد عائلته، تمنى في حديثه لـ«الأيام» إصلاح الطريق وإنشاء مضلات ومواقف للسيارات في المكان".

يقول الصورعي: "خياراتنا ضيقة فيما يخص انتقاء متنزهات مناسبة لقضاء بعض الوقت، بعدما عجزنا عن قضاء إجازاتنا السنوية في المدن الساحلية مثل عدن أو الحديدة أو مدينة تعز الجبلية بسبب الحرب وما نشأ عنها من مشاكل اقتصادية حادة، كذلك لم أستلم مرتبي منذ ثلاثة سنوات في الوقت الذي لا تتوقف فيه أسعار الوقود والغذاء عن الارتفاع بسبب جبايات الحوثي المستمرة وسياسة الموت التي تنتهجها مليشياته".
█ بحاجة لاستثمار
ويُعد شلال بني مطر منتجعاً سياحياً بحاجة ماسة لمزيد من الاهتمام وبذل الجهد؛ لتحويله كواجهة سياحية داخلية.
ويرى المطري أن تحقيق ذلك سهل ويتطلب رأس مال متواضعاً وربحه مضمون؛ لكن المشكلة، بحسب قوله، تكمن في تعقيدات القانون والإجراءات الروتينية.
ويضيف لـ«الأيام»: "لو أني استخرجت تصريحاً للاستثمار هنا.. سيمنحون عشرات المستثمرين نفس الترخيص تباعاً لنفس المكان في حين معظم الدول لا تمنح ترخيصاً آخر إلا بعد سنوات من تاريخ الترخيص للمستثمر السابق فيكون حينها قد أعاد رأس المال على الأقل".
باتت صنعاء مدينة الثلاثة ملايين نسمة تخلوا من المتنزهات سوى حديقتين قديمتين يقصدها السكان للترفيه عن أنفسهم لاسيما في أيام المناسبات كعيدي الفطري والأضحى والعطل الرسمية وغيرها على الرغم من الازدحام الشديد فيهما.
وشهدت حدائق صنعاء، خلال السنوات الماضية، إهمالاً ونهباً كبيرين من قِبل قوات الحوثي الانقلابية، وتحول أخرى إلى مواقع وثكنات عسكرية، الأمر الذي دفع بآلاف الأسر إلى البحث عن متنفسات بديلة بعيدة عن ازدحام المدينة كالمساحات الطبيعية المفتوحة في الضواحي الريفية للمدينة.

وأصبح شلال بني مطر في المدينة من أبرز وجهات المواطنين خلال مناسباتهم بالرغم مما يشكله من تهديد على أرواح الزوار، إذ تحولت خلال السنوات الماضية الكثير من الأوقات السعيدة للمواطنين إلى ماسٍ لسقوط بعضهم فيه؛ لعدم وجود حاجز من شأنه أن يحمي قاصديه من الانزلاق والسقوط، والذين كان آخرهم سقوط زوجين من أعلى الشلال في رابع أيام العيد، وكان مصير الزوج الوفاة فيما لا تزال الزوجة في حالة خطرة بالمستشفى الجمهوري بصنعاء.

فيما عبّر العديد من الزوّار عن استيائهم من إهمال السلطات المحلية تجاه المنتزه وعدم قيامها بوضع سياج حديدي حول المنطقة والأماكن الواقعة على الحيود والمرتفعات الخطيرة والمتسببة بسقوط ووفاة العشرات، مطالبين بضرورة وضع وسائل السلامة والحماية فيه حتى لا تتكرر الحوادث المأساوية وتتحول لحظات الأفراح والمناسبات السعيدة إلى أحزان.

█ منبع
تنبع مياه الشلال من جبال مديرية الحيمة الخارجية وتمر شرقاً عبر جدول طبيعي يسمى (سائلة) تشق وديان البُن والقات في مديرية بني مطر ثم تنحدر تدريجياً باتجاه الجنوب فالغرب حيث يلتقي بوادي سهام لينتهي به المطاف في سهول تهامة.
يتسابق زوار الشلال في ساحته الشاسعة للفوز بظل شجرة أو كتلة صخرية كمواقع إستراتيجية ليتمكنوا عبرها على التحكم برؤية أكبر مساحة ممكنة من الماء والخضرة ويراقبون بحذر حركات ولعب أطفالهم.

لكن ما يلفت نظر الزائرين سريعاً هو تراكم معلبات العصائر والمشروبات وقوارير المياه والأكياس البلاستيكية وكذا بقايا الأطعمة والحلويات التي يخلفها الزوار المتراكمة على أغصان الأشجار وسطح الماء، وباتت تغطي مساحة المكان بشكل يستدعي قاصديه إلى تنظيف المكان الذي يجلسون فيه قبل بسط فرشهم ثم لا يلبثون في مفارقة ملفتة لترك بقايا أطعمتهم لمن يليهم في اليوم التالي أو زوار نفس اليوم.

يقول المواطن فيصل صالح، وهو أحد أبناء عدن، بينما كان يستمتع بالجو الغائم والأمطار المتساقطة في المكان: "مؤسف أن يفتقر هذا المكان السياحي ليافطات أو إرشادات سياحية أو أي شيء يدل عليه خصوصاً لمن يزوره لأول مرة فضلاً عن عدم وجود شمسيات ومطعم، مع ترك الفطريات والطحالب على سطح الماء والجوانب فيه".

█ باعة متجولون
ينتشر في هذا المكان كذلك باعة لألعاب نارية متجولون، يقول أحدهم إنه يبيع في اليوم الواحد بنحو (5) آلاف ريال أيام العيد، وهي ظاهرة يعتقد بعض الآباء والكبار أنها تمتع أطفالهم بقدر ما تسببه من إزعاج وفزع للزوار جميعاً فضلاً عما تشكله من مخاطر على الأطفال.
كما بدأ ولأول مرة إدخال الحمير والتي يتم استئجارها لصعود الأطفال على ظهورها والتجول بها أو كما يسميها الطفل كمال حسين المطري، وهو صاحب حمار، "مشوار". مشيراً إلى أن "حماره يدر عليه مبالغ يتراوح ما بين (7 - 15) ألف ريال يومياً خلال الأعياد والمناسبات".

█ حوادث غرق
وأوضح أحسن رزق وهو متعهد توفير مشروبات ورفيقه حميد أحمد أنهما شهدا حوادث غرق مفزعة تجاوز عدد ضحاياها (50) شخصا خلال الخمس السنوات الماضية.
ويبيع حميد وأحسن في اليوم الواحد بنحو (20) ألف ريال ألعاب نارية وعصائر ومياه شرب.

فيما يشعر حسين الصورعي وكذا أفراد أسرته بأنهم محاصرون بالسياسة والحرب والكوليرا والفوضى الحوثية وغيرها.

█ بحاجة لاستثمار
ويُعد شلال بني مطر منتجعاً سياحياً بحاجة ماسة لمزيد من الاهتمام وبذل الجهد؛ لتحويله كواجهة سياحية داخلية.
وهو ما يؤكده عبدالله المطري أحد أبناء المنطقة الذي قال: "إن المكان برمته بحاجة لمستثمر شجاع ينشئ منتزه وحدائق بملحقاتها".

ويضيف لـ«الأيام»: "لو أني استخرجت تصريحاً للاستثمار هنا.. سيمنحون عشرات المستثمرين نفس الترخيص تباعاً لنفس المكان في حين معظم الدول لا تمنح ترخيصاً آخر إلا بعد سنوات من تاريخ الترخيص للمستثمر السابق فيكون حينها قد أعاد رأس المال على الأقل".