> تقرير/ سليم المعمري
█ مواطنون: تتجاوز عدد الأعيرة في العرس الواحد 6 آلاف طلقة
أطلق عدد من مشايخ وأعيان ومواطنين من أبناء بني عمر بمديرية الشمايتين في محافظة تعز حملة توعوية لمنع إطلاق الرصاص في الأعراس.


وأوضح المعمري لـ "الأيام" أن هناك مشاكل كثيرة تحدث في هذه المناسبات نتيجة إطلاق النار "الرصاص" بشكل عشوائي إلى الجو، الأمر الذي يؤدي إلى كوارث في الأرواح أو إصابات لا تشفى ولا يمكن علاجها بسبب الراجع منها.

█ اعتقاد خاطئ
فيما قال محمد مرشد المعمري: "أصبحت ظاهرة إطلاق الرصاص الحي عادة يمارسها أبناء منطقتنا على وجه التحديد على حد سواء، ولأهمية الموضوع وخطورته أطلقنا حملة توعوية مجتمعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والجروبات (المجموعات) لمنع استخدام الأعيرة النارية في الأعراس في منطقتنا بني عمر ومديريتنا الشمايتين، ولكن المؤسف أن هناك اعتقاداً خاطئاً لدى بعض الشباب وحاملين السلاح إذ يعتقدون بأن قيامهم بإطلاق الأعيرة الحية في الهواء يدخل البهجة والسرور إلى نفوس أهل العرس وهناك من يعبرونها من صفات الرجولة"، متمنياً حملة السلاح ومستخدموه في الأعراس تسخير مبالغهم المالية لما يعود على أبناء المنطقة بالنفع كالتزويج الجماعي ودعم المشاريع وإعانة المرضى وكبار السن وغيرهم من المحتاجين".

█ ظاهرة خطيرة
وتابع بالقول: "إذا أردنا أن نتحدث عن الحلول العملية والمتاحة لإنهاء هذه الظاهرة وباختصار فالمهمة مشتركة والمسئولية تقع مناصفة بين الجانب الرسمي الذي يجب أن ينفذ مواد القانون الهادفة لردع كل من يطلق النار في الأعراس، وكذا الجانب المجتمعي من منطلق المسئولية الملقاة على عاتقه لابد له أن يمثل القانون ويمتثل له ، دون أدنى تلكؤ أو تسويف".
█ انخفاض مستوى الوعي
ولفت إلى أن "التخفيف من حدة هذه الظاهرة المقيتة يتطلب من الجميع تضافر الجهود والتعاون مع رجال الأمن في الإبلاغ عن أي مخلفات تحدث هنا وهناك حول ما يقلق الأمن والسكينة في وسط المجتمع وتطبيق النظام والقانون التي تمنع إطلاق الرصاص في الأعراس".
█ عقوبات رادعة
فيما أوضح المواطن عبدالصمد المعمري بأن لا حل لهذه المشكلة إلا بتكثيف التوعية المجتمعية حول مخاطر هذه الظاهرة على أفراد المجتمع من خلال الوسائل الإعلامية وغيرها، بالإضافة إلى ضرورة اتفاق الأهالي واقتناعهم بالخطورة الناتجة عنها، مع عدم إغفال اتخاذ العقوبات الرادعة على كل مخالف، كما تمنى من المشايخ والعدول التحرك بجدية بمساعدة ومساندة من كل الخيرين في كل القرى".
أطلق عدد من مشايخ وأعيان ومواطنين من أبناء بني عمر بمديرية الشمايتين في محافظة تعز حملة توعوية لمنع إطلاق الرصاص في الأعراس.
ولاقت الحملة ترحيباً واسعاً من قِبل المواطنين، وذلك لِما لهذه الظاهرة من مخاطر على حياة وسلامة السكان.

وأوضح الصحفي محمد علي العزعزي أن العديد من الأعراس والأفراح في المديرية تحولت إلى أتراح وأحزان بسبب الرصاص الراجع لاسيما في ريف تعز، والتي زادت بشكل كبير خلال فترة الحرب الأخيرة، لافتاً إلى أن "ما يثير السخط بين المواطنين أن الميسورين والمنتسبين للجيش والأمن هم من يخترق السكينة العامة، والمؤسف أيضاً أن هذه العادة السيئة أصبحت تُعد نوعاً من أنواع التفاخر بين الأهالي، وهو تقليد جديد ظهر مع رخاوة السلطات وغياب القانون رغم خطورته باعتبار إطلاق النار وسيلة للفرح وحفاوة لاستقبال الضيف، وهو تعبير عن الفرحة الزائدة؛ بل ويستخدم أحياناً قنابل صوتية فضلاً عن الألعاب النارية في مظهر ترف غير مبرر في الوقت الذي توجد فيه أسر تُعاني الفاقة ولا أحد يتفقدهم".
ويشير العزعزي في حديثه لـ "الأيام" إلى أن "الدولة ما زالت هلامية - اسم فقط - ليس لها دور في الحد من هذه الظاهرة في قرى الشمايتين عموماً برغم توجيهات أمن المديرية إلى مشايخ وعدول القرى والتزامهم بعدم إطلاق النار في الأعراس وكذا إبلاغ الأمناء الشرعيين والتأكيد على أهل العرسان بعدم إطلاق الرصاص لكن دون جدوى".

وقال أحد شبان المديرية: "هذه الظاهرة خطيرة ومكلفة، وذلك لما ينتج عنها من أضرار جسيمة في حق الفرد والمجتمع وفي كثير من الأحيان يدفع ثمنها الأبرياء، وقد تؤدي فرحة شخص إلى حزن أشخاص.. ورغم المناشدات ما تزال الرصاص هي علامة الفرح، وقد يطلق في الوليمة الواحدة أكثر من 6 آلاف رصاصة وتزيد هذه الظاهرة في ولائم المنتمين للجيش".
وأضاف عبدالناصر ناصر المعمري قائلاً: "لن أقدم جديداً فيما سأتكلم عنه والتحذير مما يشكله تنامي هذه الظاهرة في المجتمع اليمني على وجه العموم وفي منطقتنا (بني عمر ومديرتنا الشمايتين) على وجه الخصوص من خطورة كبيرة على حياة الأفراد وسلامتهم الشخصية، فكل يوم نسمع عن أخبار وحوادث مأساوية قلبت الأفراح إلى مآتم وتسببت في إزهاق أرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا لتهنئة أصحاب الفرح والعرس ومشاركتهم فرحتهم".

█ اعتقاد خاطئ
فيما قال محمد مرشد المعمري: "أصبحت ظاهرة إطلاق الرصاص الحي عادة يمارسها أبناء منطقتنا على وجه التحديد على حد سواء، ولأهمية الموضوع وخطورته أطلقنا حملة توعوية مجتمعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والجروبات (المجموعات) لمنع استخدام الأعيرة النارية في الأعراس في منطقتنا بني عمر ومديريتنا الشمايتين، ولكن المؤسف أن هناك اعتقاداً خاطئاً لدى بعض الشباب وحاملين السلاح إذ يعتقدون بأن قيامهم بإطلاق الأعيرة الحية في الهواء يدخل البهجة والسرور إلى نفوس أهل العرس وهناك من يعبرونها من صفات الرجولة"، متمنياً حملة السلاح ومستخدموه في الأعراس تسخير مبالغهم المالية لما يعود على أبناء المنطقة بالنفع كالتزويج الجماعي ودعم المشاريع وإعانة المرضى وكبار السن وغيرهم من المحتاجين".

█ ظاهرة خطيرة
م. وائل المعمري تحدث حول هذه الظاهرة السلبية بالقول: "باختصار إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس وبهذه الكثافة الملفتة التي بتنا نشهدها خلال المرحلة الأخيرة، تُعد بحق ظاهرة خطيرة ودخيلة على مجتمعنا اليمني، رغم إدراكنا ويقيننا الثابت بامتلاك غالبية أبناء الشعب للسلاح، ولنا في فترة حكم الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي خير مثال على تقليص هذه الظاهرة السلبية في بادئ الأمر ووصولاً إلى إنهائها خلال فترة حكمه القصيرة والحافلة بالإنجازات، والتي لم تتجاوز أصلا الثلاث سنوات تقريباً، مما يدلل على تقبل عامة الناس لفكرة الإقلاع عن ثقافة إطلاق النار في الأعراس، بل وحتى التخلي عن مبدأ التمترس خلف سياسة الاستقواء بالسلاح حينا والاستعراض به أحيانا أخرى، ولا شك أن الجميع مقتنع تماماً بأنه يتوجب علينا أن نبحث عن حلول جذرية تتبناها الدولة وتستوعب ضروراتها فئات المجتمع للتوقف عن الاستمرار بإطلاق النار في جميع أعراسنا دون استثناء، للدواعي الأمنية التي تقتضيها سلامة المجتمع وللمبررات الاقتصادية كذلك، ولما لهذه الظاهرة الكارثية من آثار مالية سلبية تحتم علينا أيضاً من هذا المنظور مراجعة حقيقية لقناعاتنا غير المنطقية في هذا الجانب".
█ انخفاض مستوى الوعي
أما د. علي الشعيبي فأشار إلى أن "إطلاق الرصاص الذي يعاني منه المجتمع اليمني في حضره وريفه يعبر عن ثقافة مجتمعية متجسدة في الواقع الاجتماعي، وهو ما يدل على انخفاض مستوى الوعي لدي المجتمع، وبالتالي يعطي مؤشراً إلى عدم إدراكه إلى مدى خطورة هذه الظاهرة ونتائجها المترتبة عن إزهاق الأرواح، وما تتركه من ماسٍ وآلام وتتحول التهاني إلى تعازٍ".
█ عقوبات رادعة
وأوضح المواطن محمد المعمري بأنه خلال الآونة الأخيرة ظهرت حملات تدعو وتناشد بمكافحة هذه الظاهرة غير الإنسانية والعادة السلبية في المجتمع، والتي باتت تختطف أرواح الأبرياء من المواطنين الآمنين في منازلهم بغير وجه حق وبغير ذنب، متمنياً أن تستمر هذه الحملة وأن تلاقي تجاوباً من الجميع حفاظاً على حياة المواطنين وضماناً لاستمرار الأفراح دون أي تعكير لصفوها.