> حسن زيد
تمكن الغرب من تفكيك الهوية الوطنية والقومية والدينية للأمة العربية والإسلامية، وجعل مكوناتها البدائية في مواجهة بعض، فالرجل في مواجهة المرأة (في الغرب قضية الجندرة ليست مثارة بنفس درجة الحدة التي تثار في مجتمعاتنا، لأن الظلم الناتج عن قيم التخلف يسبب الضيق والإحباط ويتحول إلى طاقة للصراع)، والقبيلة في مواجهة القبيلة، والمذهب في مواجهة المذهب، والمنطقة الجغرافية في مواجهة الأخرى، والدين في مواجهة الدين، والحزب في مواجهة الأحزاب الأخرى، والنقابة في مواجهة النقابات الأخرى..
نحن ندمر اليمن لأننا لم نعد يمنيين في نظر بعضنا، فهذا داعشي وهابي عميل مرتزق انفصالي منافق، وذلك مجوسي فارسي متورد انقلابي سلالي، وحتى داخل هذه القسمة الثنائية نجد التفتيت والفتات.
فالقومي اعتبر الوطنية خيانة للأمة ومقابلا لها، والإسلامي اعتبر الانتماء الوطني جاهلية وشركا وكفرا ونفاقا، والأحزاب التي ادعت انتماءها للوطن جسدت في ممارساتها ليس المناطقية الضيقة بل والقبلية ثم الأسرية وأخيرا الفردية الفجة.