> عبود الشعبي

صبِّح بفنجان شاي عدني، وتذكّر وأنت ترشفه أنخاب أن اليمن كله سُمّي قديماً بمملكة عدن!

* هذه ريح بخور تنبعث من قلب المدينة في خيط دخان يصل "الثغر" بالكون عبر أثير.. وقد فاح ملئ الأرجاء عطراً وشذى!

* لقد شهدت المصادر الغربية الكلاسيكية أن اسم عدن أُطلق على اليمن كله من العصر الروماني حتى عصور النهضة الأوروبية!

* إنّهُ العشق الأزلي لمدينة كونية رسمها العالم في مخيلته ولم ينسها بعد، حريٌ أن يشحذ هِمم العدنيين وكل عشّاق المدينة إلى قَلْبِها إلى نعيم وإخراجها من دائرة السوء التي أحاطت بها إلى فضاءٍ رحيب كذاك الذي ركضت فيه قديماً كغزال يعدو ولا يلتفت، ملؤها الأناقة والجمال، أو كفراشة صبغت السماء بألوان أجنحتها الزاهية وهي تعلو في الفضاء تشفّ وترفّ!

* يا قوم.. اقفزوا إلى الميدان.. فعدن تهتف فيكم أنْ "هلمّوا إليّا" فقد "ولّى عهد النوم يا خديجة".. غادِروا فُرُشكم واستردّوا لفرضة بلاد العرب مجدها التليد.. تيك المدينة زخرت بعلاقات تجارية عبر التاريخ مع بلاد اليونان والرومان، فكانت هي "العربية السعيدة" والسوق الكبير المفتوح على الدُّنيا!

* دعكم من مؤتمر جنيف واتفاق ستوكهولم ومفاوضات السفينة!

دُر يا شمسان في محيط المدينة.. زَلزِل النائمين، أخبِرهم أن عدن استيقظت واصرخ فيهم "الجبل يا سارية"!

* لم تشهد عدن خراباً في تاريخها كالذي تشهده الآن منذ ست سنوات، وكان له أصلٌ في صيف 94، وكأن المُخرِج وصانع الحرب أراد "هدم عدن"!

* أشيروا إليّا أيّها القوم.. هل دار في حِسّكم يوماً أن مجرد جماعة صغيرة خرج زعيمها للتو من كهف في جبل مرّان أسقط دولة وصادر جمهورية واستباح عاصمة قيل عنها مدينة سام حتى وصل إلى بوابة عدن وطرد الرئيس ووزراء حكومته خارج البلد، ثم هو يتحدى العالم كله ويصرخ فيهم "الموت لأمريكا".. هذه وربّ الكعبة مسرحية!

* يا وليتا أن نرى عدن تُدمّر وقد ذهب الحوثي بعيداً عنها ولا يرفّ لنا جفن.. مَنْ أحالك يا ريحانة القلب إلى "قرية البنادق" وكنتِ دروب الأمان؟.. أعيدوا أيُّها الناس لمدينتكم وهج الصباء فقد شاخت باكراً وهي الوجه الذي لا يشيخ!

* أخرِجوا السلاح من مدينة السلام.. وانزعوا إلى حملة نظافة شرِّقوا فيها وغرِّبوا حتى تبعثوا بعضاً من جمال المدينة المسلوبة الذي ألفناه قديماً.. ثم قُدِّر أن يطمسه الدُّخلاء بركام من الشوائب والقَذَر!

* قفوا عند باب بلدية المدينة وخاطبوا السلطة بعمل برنامج نظافة يستمر ويدوم يحفظ لعدن قيمتها الحضارية كميناء ومرسى وبوّابة وسوق وحصون وأسوار وقلعة!

مدينة لها أثر في النقوش والكتب المقدسة، وهي عشق "لازيس وهير" الآلهتين الساميتين!

* يا قومنا العدني وكل عشاق المدينة من البدو والحضر والجنوب الغيور أعيدوا ترتيب سكك المدينة.. طرقها أسواقها وشوارعها فقد ضُيق عليها واشتد الخناق!

* استردوا لأطفال المدينة حقهم في اللعب والتنزّه في حدائق اللهو المباح وطوِّقوا خصر المدينة وساعداها بحزام أخضر من النبات والغروس حتى تمنحونا شيئاً من جمال مزهريات "الجولات" وعنفوان نخيل الزوايا والأركان!

* اليوم يا شمسان.. فليذهب جريفيثس إلى الحوثي ولتذهب الشرعية إلى جريفيثس.. أخبرنا عن مساحات مؤسسات ومرافق الجنوب وأفنية المدارس والكليات التي كانت تزدان بالورد والزروع والريحان ونافورات الماء!

* هل كثير على عدن أيّها العدني الأصيل أن تستيقظ من أجل مدينتك؟.. أليست هي قبلة الشاعر الشهير "رامبو" ومن قبله ساح في بحرها المهاجر هيراميوس ابن أثينون اليوناني الذي ذاب فيها عشقاً حتى صار يُطلق عليه "مواطن عدن"؟!