> كتب/ ذويزن مخشف
قليلون هم من يحظون باحترام وتقدير وحب الناس من المسؤولين والقيادات الذين برز صيتهم في تأمين وحماية المحافظات الجنوبية قبل وبعد حرب الحوثيين على الجنوب وعاصمتهم عدن.
شخصان هما محل حديثي من أولئك المعنيين بالقيادة والمسؤولية يتوجب ذكرهما هنا وبكل ثقة، فهما خير من يجب الإشادة بجهودهم العظيمة وأدوارهم الجبارة الفاعلة في تثبيت الاستقرار الأمني في محافظتهم أبين، وبات أبناؤها يستشعرون ذلك دون غيرهم من أبناء المحافظات الجنوبية الأخرى على الأقل، فالأمن نعمة وليس نقمة، كما جعله آخرون في محافظات أخرى بالجنوب.
بلا شك الحديث عن الرجلين وسبر أغوارهم ذو شجون؛ لكن المهم والأهم أن يعرف الناس ما لا يعرفوه، فالرجلان جاءا من رحم المعاناة من بين صفوف الناس من بين آلالم الشعب، ولهذا فإن نجاحهم ملموس على الأرض، وبالتالي يمكن وصفهم بقدوة المهمة الوطنية.
يشهد الله وحده أنه في عجالتي هذه أسطر ما يمليه عليّ ضميري الأخلاقي والمهني، والحقيقة الساطعة التي رأيتها على أرض الواقع قبل أيام في أبين، والحقيقة كلما زرت فإننا نجد أبين مثالاً رائعاً لحالة الاستقرار الأمني على الدوام، وتكاد نسبة الجريمة منعدمة برغم كل القلق والاضطراب الذي يحيطها ويخطط لها المخربون بقصد أو بدونه، بينما ما تزال أبين تعاني وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية إهمالاً متعمداً من الدولة لكل مناحي الحياة التنموية والاقتصادية والأمنية فضلاً على تنامي معدلات الفقر.
هذه هي أبين برغم جل الأحداث التي شهدتها وتشهدها من وقت لآخر وتحديداً منذ الأحداث المعروفة في أغسطس الماضي إثر المواجهات التي نشبت بين قوات جنوبية منقسمة بسبب تقدم قوات قادمة من مأرب لاقتحام المحافظة إلا أن أبين سرعان ما استعادة أمنها واستقرارها بعد فضل الله ومن ثم الرجلين المخلصين لها (السيد والشنيني) اللذين بحنكتهما واقتدارهما وبقوة إرادتهما وإيمانهما وصدقهما استطاعا نصب الأمور وهزيمة الشر القادم من مأرب، ولو في نصف المحافظة.

عبداللطيف السيد وعبدالرحمن الشنيني يتوسطهم الشهيد فهد غرامة
يحظى عبداللطيف بشعبية كبيرة في أبين تكاد تقول إنه الرجل الأول بالمحافظة، وفعلاً هو كذلك، فما من مشكلة أو قضية عامة أو شخصية إلا وتجد الناس يلجؤون إليه لحلها، كانت من اختصاصه أو لا.
إن الحديث هنا لا يقتصر على شخص عبداللطيف؛ وإنما عما حققه هذا الرجل على أرض الواقع وبمساعدة ساعده الأيمن والأيسر نائبه في قيادة حزام أبين عبدالرحمن الشنيني.
تبرز نجاحات السيد والشنيني في ثبات الرجلين على مبدأ "أمن الناس أولاً وأخيراً"، وهذا ما تلمسه بالفعل في زيارتك عاصمة المحافظة (زنجبار) أو المدينة الثانية (جعار)، وفي كافة مناطق وبلدات دلتا أبين، ولنترك الحديث عما يدور في مناطق شقرة والمحفد، وما تحيطهما من مناطق، لحكم الناس على من أصبح يتحكم بشؤون أمنهم هناك بعد سيطرة قوات عسكرية بأشخاص وإن كان بعضهم من فلذة أكبادهم (أبنائهم) إلا أنهم ليسوا قريبين من المواطنين، ولم يكونوا يوماً يدركون آلامهم، وهنا يكمن الفرق والبون الشاسع مقارنةً بالسيد والشنيني بغيرهم؛ حيث يبدو أن من أهم أسباب نجاحهما في إدارة الملف الأمني اقترابهم من الناس وعلمهم بمكامن معاناتهم وقضاياهم على اختلاف مشاربها!.
يكفي السيد والشنيني فخراً أنهم خلال فترة وجيزة تمكنا من جمع شتات قواتهم وإعادة ترتيب صفوفها، والأهم من ذلك عملية التأهيل والتربية والإعداد العسكري والنشأة الأمنية الأساسية، وتكريس مفهوم احترام الناس، واعتباره المهمة الرئيسة والخاصة لرجل الأمن عامة!.
وللحقيقة.. يكمن تميز السيد والشنيني عن باقي زملائه من القيادات الأمنية الجنوبية العاملة في قوات الحزام الأمني في عدن ولحج وكذا باقي التشكيلات العسكرية، التي تمارس البلطجة في وضح النهار سواء كانوا قيادات أو أفراداً، والتي تعاني من عشوائية القيادة وتخبط القرار.. استشعارهما (أي السيد والشنيني) بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وحرصهم على تقديس واجبهم الوطني في حماية الناس.. ولا يسمح المجال هنا للخوض في هذا الحديث، ولكنها مقارنة بسيطة فقط.
إن قوات حزام أبين محل شكر وتقدير الناس لصلابة قيادتها ومهنيتهم العالية وحسن أخلاقهم لأنهم، كما قلت، من الناس ولم يجلبوا أنفسهم إلى مناطق لا يمثلوها اجتماعياً أو شعبياً، بينما نسمع صراخ الناس وآلامهم ترتفع في عدن نتيجة القوات المتخبطة التي باتت محل شتم وسب عموم المواطنين.
تجاوزتْ شعبية السيد والشنيني قيادات كُثر عرفتهم أبين منذ عقود، والحقيقة الماثلة أن الرجلين أصبحت شعبيتهما على سبيل المثال مقاربة لشعبية محمد علي أحمد الذي شهدت أبين في عهده حينما كان محافظاً لها خلال حقبة الثمانينات عراقة وتطوراً تنموياً لا يضاهى..