> مواطنون: لا مساعدات حكومية لمواجهة آثار تعطل الأعمال
تقرير/ عبدالله الظبي

ويقول الكثير من المواطنين الذين يعيشون على الأجور اليومية والأعمال الحرفية الحرة إنهم سيواجهون الموت داخل منازلهم في حال انتشار الفيروس لا قدر الله، حيث لا مؤشرات مالية أو مساعدات قدمتها الحكومة أو رصدتها لمواجهة الفيروس وآثار تعطل الأعمال.
خطر كبير على معظم شرائح المجتمع

من جهته، يقول المواطن نبيل علي، عامل في محل تجاري لبيع المواد البناء في عاصمة المحافظة زنجبار: "أنا أعمل في هذه المهنة منذ فترة طويلة، وهي مصدر دخلي الوحيد الذي أعتمد عليه لتوفير متطلبات الحياة اليومية لأفراد أسرتي".

وقال: "الحكومة ليست قادرة على توفير أبسط مقومات الحياة في الظروف العادية، فكيف سنتخيل دورها في مثل هذه الظروف الخطيرة لا قدر الله؟ فلا مستشفيات مؤهلة، وإلى الآن لم تستطع بعض المحافظات توفير محاجر صحية لوقاية المواطنين وعزل الحالات المشتبهة".
كارثة إنسانية بكل المقاييس

وأكد محسن حسين سالم، مساعد طبيب متقاعد: "في حالة تفشي فيروس كورونا في البلاد، سيتسبب بكارثة إنسانية كيف تستطيع توفرها في حال تفشى هذا الفيروس، ونتمنى تقديم المساعدة للشعب اليمني حتى يستطيع مجابهة الفيروس".
> بعد أشهر من انتشار فيروس كورونا وزيادة رقعة انتشاره في العالم، يعيش المواطنون في محافظة أبين حالة من الخوف والقلق لاسيما مع تدهور خدمات الرعاية الصحية في المحافظة، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة والسلطة المحلية لمواجهة كورونا، لم تشمل أية حزمة لمساعدة المتضررين من تعطل مصالحهم وأعمالهم خصوصاً عمال الأجر اليومي الذين يكابدون بحثاً عن فرص عمل هامشية.

وأقرت السلطات الحكومية عدداً من الإجراءات والتدابير الاحترازية للحد من انتشار الفيروس في حال وصوله إلى الأراضي اليمنية، وفي محافظة أبين أغلقت المدارس والكليات التابعة لجامعة أبين ومعاهد التدريب المهني والمعاهد الصحية بشكل كامل، وأوقفت صلاة الجماعة في المساجد، وقد أصدرت قيادة قوات الحزام الأمني والتدخل السريع بالمحافظة، يوم السبت الماضي، قرار حظر تجوال ليلي للمواطنين حفاظاً على سلامتهم من تداعيات متحملة لفيروس كورونا.
خطر كبير على معظم شرائح المجتمع
ويقول المواطن إيهاب محمد عوض الهبيري، يعمل في مهنة الحِدادة: "هذه المهنة الشاقة مصدر دخلي الوحيد لتوفير متطلبات الحياة اليومية لي ولأسرتي، وهي مهنة شريفة توارثناها واجتهدنا في العمل بها لمواجهة أعباء الحياة المعيشية الصعبة وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية".

وأضاف: "في حالة تفشي فيروس كورونا في اليمن، لا ندري أين سنذهب، ومن أين سنحصل على قوت أطفالنا، فأصحاب الدخل المحدود والعمالة الحرة والحرفية لا يملكون أي راتب حكومي أو مصدر دخل آخر، وإذا طبق حظر التجوال ستكون الأسواق خالية، وتكثر البطالة وحالهم سيكون مزرياً، وربنا يعيننا على مصائب الدنيا وغلاء المعيشية وتدهور كل مؤسسات الدولة، وكل هذا يشكل خطراً كبيراً على معظم شرائح المجتمع".
وتابع قائلاً: "الحكومة لا وجدود لها، ويصعب عليها اكتشاف فيروس كورونا، والواضح جداً أنها عاجزة عن فعل شيء حتى أبسط المستلزمات أو المساعدات للحد من انتشار الفيروس، إذا انتشر في اليمن ستكون عواقبه مخيفة على أغلبية الشعب اليمني الذي يعيش في الأماكن المزدحمة التي تفتقد للنظافة وخدمات الصرف الصحي، وتفتقد لأبسط تجهيزات السلامة في المستشفيات والمراكز الصحية، ربنا يجنب اليمن وكل دول العالم من هذا الوباء الفتاك والقاتل".

وعبّر عن مخاوفه من انتشار الفيروس في وقت يعيش فيه المواطنون تحد خط الفقر، قائلاً في حديثه لـ "الأيام": "يزداد عندي القلق والخوف كل يوم من فيروس كورونا، الذي أرعب دول العالم؛ حيث تضرر الكثير من أصحاب الدخل المحدود، وأصبح الكثير من المواطنين بلا أعمال، العالم يستعد ويرصد مبالغ طائلة وتعويضات إلى جانب إجراءات الوقاية والحماية، لكن في بلادي الحكومة عجزت عن توفير المعاشات للموظفين، ويزداد كل يوم الخوف والقلق، في حال صدرت الحكومة والسلطات المحلية في المحافظات قراراً بحظر تجوال مثل الدول التي انتشر فيها المرض، ولم تسمح للمواطنين بالخروج من منزلهم إلا عند الضرورة".

كارثة إنسانية بكل المقاييس
من جانبه، قال الناشط والإعلامي نايف الرصاصي: "في البداية نسال الله أن يجنب البلاد والعباد هذه الجائحة الصحية وهذا الوباء الذي ضرب أكبر اقتصاديات العالم وأصبحت عاجزة عن مواجهة الفيروس وفشلت في إيجاد مصل يقضي عليه".

وأضاف الرصاصي: "بخصوص تضرر ذوي الدخل المحدود في حال انتشر الوباء في البلاد، نقول في حال لا قدر الله، وانتشر هذا الفيروس في بلادنا، فالضرر سيشمل الجميع، فالفيروس وانتشاره لا يستهدف فئة بعينها؛ ولكنه أولاً يتسبب بأضرار قاتلة للإنسان وخصوصاً كبار السن، وثانياً يتسبب بتعطيل الأعمال والمصالح". مشيراً إلى أن "الحكومة تبدو عاجزة على توفير الاحتياجات الأساسية، وإذا كانت الدول المصنعة والمتقدمة فشلت أمام هذا الوباء، فما بالك بالحكومة التي لا وجود لها على الأرض، أو تقيم في إحدى الدول المجاورة وتدير عملها عبر الواتس آب، ونحن كمواطنين نرفع أيدينا إلى السماء للدعاء والتضرع إلى الله بأن يجنبنا وشعبنا هذا الوباء وهذا الفيروس، فهو أدرى وأعلم بأحوال هذا الشعب المغلوب على أمره.. فهو وحده من نحتاج إليه وليس الاعتماد على حكومة فشلت في إيجاد أبسط مقومات العيش لمواطنيها".