> فوبيا يرافقها استهتار من الدرجة الأولى
استطلاع/ فردوس العلمي:
> تضاربت الأقوال وتباينت التصريحات حول حقيقة اكتشاف فيروس كورونا في عدن، وبات المواطن غير مصدق لأي من تلك الأخبار، خاصة وأنه شاهد كيف حصد الفيروس أرواح الآلاف في البلدان التي تشفى فيها، فهو ينتظر أن تحل الكارثة ويرى بأم عينه الموت يطرق الأبواب حينها ربما يصدق.
لكن حالة الإنكار التي تملكت المواطنين في عدن، سببها فقدانهم الثقة في الجهات الحكومية المختصة التي باعت مصداقيتها وكشفت عن نواياها الخبيثة للإتجار بالوباء على حسب الأبرياء الذين فرحوا بأن الله جنّب بلادنا الغارقة في الأوبئة والمآسي والحروب هذا الفيروس، فالتشتت والخوف لدى المواطنين بين إعلان تسجيل حالات إصابة ونفي ذلك وفرض حظر تجوال شامل وإلغائه، قابله صمت رهيب من قِبل الجهات الحكومية ممثلةً بوزارة الصحة العامة والسكان التي أخذت على عاتقها إدخال الشعب في معمعة كورونا والتزام الصمت، بينما الصدمة تباغت أهالي عدن المترقبين للحدث من بين أكوام القمامة وبرك المياه الراكدة وطفح المجاري وآثار سيول الأمطار التي لم تعالج بعدُ من جهة والتنافس على إعلان وجود الفيروس من قِبل الحكومة والانتقالي، فيما يموت العشرات على عتبات المستشفيات بلا رحمة.
رصدت «الأيام» لكم آراء حول حالة التشتت بسبب تضارب الأنباء ومدى استعداد الناس لمواجهة كورونا، إن كان قد وصل فعلاً.
د. غازي محفوظ، مأمور مديريتي خور مكسر وصيرة السابق، قال: "للأسف هذا التضارب قد يسبب كارثة لأن الناس أصبحت تصدق كل خبر ونقيضه، وللأسف إن العملية أصبحت مسيسة وتخدم مصالح السياسيين على حساب الناس وبدون ضمير، وكورونا برأيي لعبة سياسية تلعبها الدول العظمى كل يخدم مصالحه، والضحية الناس، وأشك أنها أداة من أدوات الصراع بين الصين وأمريكا المعلن، فأمور غريبة باتت تحصل على مستوى الإعلام الإقليمي والدولي فيما منظمة الصحة العالمية تحاول أن تقف موقفاً حيادياً، ولكن للأسف يريدون جرها في هذا الصراع الذي سيشكل ملامح النظام العالمي الجديد، وما يحدث لدينا هو باعتبارنا جزءاً من منطقة النفوذ التي تتنازعها الصين وحلفاؤها وأمريكا ومع موقف خجول من الاتحاد الأوروبي، والمشكلة الموقف المحير للتحالف العربي بقيادة السعودية إزاء ما يحدث".
شفاء باحميش، ناشطة مجتمعية تجاهد في مجال التوعية بكيفية الوقاية من الفيروس، تقول: "مع الأسف تضارب الأخبار ضاعف التوتر العام بالمجتمع وزاد من سوء الأوضاع وأفقد الشعب ما بقي من ثقة بالقيادات الحكومية"، وأشارت إلى أن الأفضل هو التعامل مع الأمر بمنتهى المصداقية والدقة وإعطاؤه حقه من الأهمية، ومنع غير المختصين من التدخل والإدلاء بتصريحات لا فائدة منها سوى إثارة القلق والهلع مجتمعياً". مضيفة: "فرض الحظر خطوة سليمة لأجل الاحترازات الوقائية، ولكن بتحديد توقيت يتناسب مع المجتمع وليس على مدى 24 الساعة ولمدة ثلاث أيام، فهذه الخطوة زادت من قلق المجتمع ولا يمكن منع الناس من الخروج طيلة هذه الفترة، كان يجب مراعاة الأوضاع الإنسانية والصحية، إضافة إلى ذلك كان من الجيد فرض حظر التجوال ما بين مديرية وأخرى فذلك يضمن السلامة المجتمعية ويخفف من الازدحام، وقرار إلغاء الحظر خطوةً سيئةً بتوقيت مروع، تزيد من تشتت المجتمع وتعزز اللامبالاة لدى المواطنين الذين هم بالأصل يتعاملون مع أمر الفيروس بمنتهى اللامبالاة ما سيجعل تطويقه والحد من انتشاره، إن وجد حقاً، أمراً في غاية الصعوبة وربما مستحيلاً".
وقالت باحميش: "نحن في عدن نعيش أسوأ مرحلة ما بين فقدان الخدمات الأساسية وتردي الأحوال المعيشية وتفشي الأمراض والأوبئة، وأخيراً ظهور كورونا الذي لا توجد إشارات تؤكد على حقيقة وجوده إلا أن الحذر واجب على الجميع"، مطالبةً الجهات المختصة بالإسراع في تجهيز مستشفيات الحجر الصحي، كونها تفتقر لكثر من المعدات.
فيما ترى الباحثة الاجتماعية والناشطة في مجال التوعية أن حالة التشتت والتخبط ليس لمكتب الصحة يد فيه، حيث إنه أعلن رسمياً عن وجود حالات مصابة بكورونا في عدن، وهذا ما يجب الاعتماد عليه، كونه تصريحاً من جهة مسؤولة مخولة بذلك، وأوضحت أن نفي وجود حالات مصابة بالفيروس حدث على مواقع التواصل الاجتماعي من قِبل أناس ليسوا معنيين بالأمر أي أنه لا يجب تصديقه.
وقالت: "الواجب حالياً على الجميع الالتزام بالإرشادات والوقاية الذاتية للحد من تفشي الفيروس، وذلك من خلال التباعد الاجتماعي والبقاء في البيت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، صحيح أننا نمر بوضع استثنائي بانعدام معظم الخدمات من كهرباء وماء وغيرهما، ولكن يجب على الجميع التحلي بالمسؤولية تجاه أنفسهم أولاً وأهلهم والمجتمع ككل، فالبقاء في البيت حياة".
فالنتينا مهدي، مديرة حالات العنف باتحاد نساء عدن، أوضحت بأنه على الجهات المعنية المختلفة فيما بينها التوحد في قول واحد تحت مظلة واحدة رسمية أمام الرأي لتجنيب المجتمع خطر الإصابة بالفيروس الذي لن يرحم أحداً، إلا أنها ترى أن السبب فيما تعيشه عدن الخلافات السياسية وتغليب المصلحة الشخصية ومحاولة التكسب من وراء الفيروس على حساب المواطنين بلا أية إنسانية.
الأستاذة الجامعية د. ياسمين باغريب، تظن بأن تضارب الأقوال لم يكن يوماً محصوراً على فيروس كورونا، إذ إن الشعب اعتاد على ذلك، فكل فريق سياسي له وجهة نظر مختلفة عن الآخر، وكل فريق يحاول أن يفرض وجهة نظره على الشارع، موضحة بالقول: "نحن الآن لا نستطيع المجازفة بتصديق أو تكذيب أي طرف منهم، كل ما علينا أن نتبع الإرشادات الاحترازية للوقاية من هذا الفيروس، فالوقائية خير من العلاج".
د.أنهار فيصل قائد قدمت العديد من التحذيرات والتنبيهات في صفحتها على الفيس بوك عن الفيروس ولم يلتفت أحد إلى هذه التنبهات، وفي تصريح مقتضب لـ«الأيام» قالت "كورونا في عدن وإذا لم يلتزم الناس بالإرشادات الوقاية ستكون كارثة حقيقية".
وختمت كلامها قائلة "لا تصدقوا الفيس... فقد تم الإعلان رسميا عن وجود كورونا في عدن والخبر صحيح".
أما د. أحمد مثنى ناصر البيشي فقد اكتفى بنصح المواطنين ودعاهم إلى أن يتبعوا إرشادات السلامة قدر المستطاع حتى تتضح الصورة.
من جانبه أكد د. محمد الإبى وجود حالات لفايروس كورونا، حيث قال "الحالات التي تم الإعلان عنها مؤكدة، وقد وتم إعلان حضر التجوال ولكن للأسف لم يلتزم أحد بذلك".
وينصح الدكتور الأبي المواطنين بضرورة التعامل بجدية مع سبل الوقاية وعدم الخروج إلا للضرورة فقط مع لبس الكمامات.
وبين هذا وذاك، لا زال المواطن يشكك بأنباء تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا، ولا يلتزم بالحجر المنزلي إلا قلة قليلة، فالأسواق مفتوحة والتزاحم في ازدياد رغم إعلان الجهات المعنية عن حالتي وفاة بالفيروس وتسجيل إصابات جديدة.
> تضاربت الأقوال وتباينت التصريحات حول حقيقة اكتشاف فيروس كورونا في عدن، وبات المواطن غير مصدق لأي من تلك الأخبار، خاصة وأنه شاهد كيف حصد الفيروس أرواح الآلاف في البلدان التي تشفى فيها، فهو ينتظر أن تحل الكارثة ويرى بأم عينه الموت يطرق الأبواب حينها ربما يصدق.
لكن حالة الإنكار التي تملكت المواطنين في عدن، سببها فقدانهم الثقة في الجهات الحكومية المختصة التي باعت مصداقيتها وكشفت عن نواياها الخبيثة للإتجار بالوباء على حسب الأبرياء الذين فرحوا بأن الله جنّب بلادنا الغارقة في الأوبئة والمآسي والحروب هذا الفيروس، فالتشتت والخوف لدى المواطنين بين إعلان تسجيل حالات إصابة ونفي ذلك وفرض حظر تجوال شامل وإلغائه، قابله صمت رهيب من قِبل الجهات الحكومية ممثلةً بوزارة الصحة العامة والسكان التي أخذت على عاتقها إدخال الشعب في معمعة كورونا والتزام الصمت، بينما الصدمة تباغت أهالي عدن المترقبين للحدث من بين أكوام القمامة وبرك المياه الراكدة وطفح المجاري وآثار سيول الأمطار التي لم تعالج بعدُ من جهة والتنافس على إعلان وجود الفيروس من قِبل الحكومة والانتقالي، فيما يموت العشرات على عتبات المستشفيات بلا رحمة.
رصدت «الأيام» لكم آراء حول حالة التشتت بسبب تضارب الأنباء ومدى استعداد الناس لمواجهة كورونا، إن كان قد وصل فعلاً.
د. غازي محفوظ، مأمور مديريتي خور مكسر وصيرة السابق، قال: "للأسف هذا التضارب قد يسبب كارثة لأن الناس أصبحت تصدق كل خبر ونقيضه، وللأسف إن العملية أصبحت مسيسة وتخدم مصالح السياسيين على حساب الناس وبدون ضمير، وكورونا برأيي لعبة سياسية تلعبها الدول العظمى كل يخدم مصالحه، والضحية الناس، وأشك أنها أداة من أدوات الصراع بين الصين وأمريكا المعلن، فأمور غريبة باتت تحصل على مستوى الإعلام الإقليمي والدولي فيما منظمة الصحة العالمية تحاول أن تقف موقفاً حيادياً، ولكن للأسف يريدون جرها في هذا الصراع الذي سيشكل ملامح النظام العالمي الجديد، وما يحدث لدينا هو باعتبارنا جزءاً من منطقة النفوذ التي تتنازعها الصين وحلفاؤها وأمريكا ومع موقف خجول من الاتحاد الأوروبي، والمشكلة الموقف المحير للتحالف العربي بقيادة السعودية إزاء ما يحدث".
شفاء باحميش، ناشطة مجتمعية تجاهد في مجال التوعية بكيفية الوقاية من الفيروس، تقول: "مع الأسف تضارب الأخبار ضاعف التوتر العام بالمجتمع وزاد من سوء الأوضاع وأفقد الشعب ما بقي من ثقة بالقيادات الحكومية"، وأشارت إلى أن الأفضل هو التعامل مع الأمر بمنتهى المصداقية والدقة وإعطاؤه حقه من الأهمية، ومنع غير المختصين من التدخل والإدلاء بتصريحات لا فائدة منها سوى إثارة القلق والهلع مجتمعياً". مضيفة: "فرض الحظر خطوة سليمة لأجل الاحترازات الوقائية، ولكن بتحديد توقيت يتناسب مع المجتمع وليس على مدى 24 الساعة ولمدة ثلاث أيام، فهذه الخطوة زادت من قلق المجتمع ولا يمكن منع الناس من الخروج طيلة هذه الفترة، كان يجب مراعاة الأوضاع الإنسانية والصحية، إضافة إلى ذلك كان من الجيد فرض حظر التجوال ما بين مديرية وأخرى فذلك يضمن السلامة المجتمعية ويخفف من الازدحام، وقرار إلغاء الحظر خطوةً سيئةً بتوقيت مروع، تزيد من تشتت المجتمع وتعزز اللامبالاة لدى المواطنين الذين هم بالأصل يتعاملون مع أمر الفيروس بمنتهى اللامبالاة ما سيجعل تطويقه والحد من انتشاره، إن وجد حقاً، أمراً في غاية الصعوبة وربما مستحيلاً".
وقالت باحميش: "نحن في عدن نعيش أسوأ مرحلة ما بين فقدان الخدمات الأساسية وتردي الأحوال المعيشية وتفشي الأمراض والأوبئة، وأخيراً ظهور كورونا الذي لا توجد إشارات تؤكد على حقيقة وجوده إلا أن الحذر واجب على الجميع"، مطالبةً الجهات المختصة بالإسراع في تجهيز مستشفيات الحجر الصحي، كونها تفتقر لكثر من المعدات.
فيما ترى الباحثة الاجتماعية والناشطة في مجال التوعية أن حالة التشتت والتخبط ليس لمكتب الصحة يد فيه، حيث إنه أعلن رسمياً عن وجود حالات مصابة بكورونا في عدن، وهذا ما يجب الاعتماد عليه، كونه تصريحاً من جهة مسؤولة مخولة بذلك، وأوضحت أن نفي وجود حالات مصابة بالفيروس حدث على مواقع التواصل الاجتماعي من قِبل أناس ليسوا معنيين بالأمر أي أنه لا يجب تصديقه.
وقالت: "الواجب حالياً على الجميع الالتزام بالإرشادات والوقاية الذاتية للحد من تفشي الفيروس، وذلك من خلال التباعد الاجتماعي والبقاء في البيت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، صحيح أننا نمر بوضع استثنائي بانعدام معظم الخدمات من كهرباء وماء وغيرهما، ولكن يجب على الجميع التحلي بالمسؤولية تجاه أنفسهم أولاً وأهلهم والمجتمع ككل، فالبقاء في البيت حياة".
فالنتينا مهدي، مديرة حالات العنف باتحاد نساء عدن، أوضحت بأنه على الجهات المعنية المختلفة فيما بينها التوحد في قول واحد تحت مظلة واحدة رسمية أمام الرأي لتجنيب المجتمع خطر الإصابة بالفيروس الذي لن يرحم أحداً، إلا أنها ترى أن السبب فيما تعيشه عدن الخلافات السياسية وتغليب المصلحة الشخصية ومحاولة التكسب من وراء الفيروس على حساب المواطنين بلا أية إنسانية.
الأستاذة الجامعية د. ياسمين باغريب، تظن بأن تضارب الأقوال لم يكن يوماً محصوراً على فيروس كورونا، إذ إن الشعب اعتاد على ذلك، فكل فريق سياسي له وجهة نظر مختلفة عن الآخر، وكل فريق يحاول أن يفرض وجهة نظره على الشارع، موضحة بالقول: "نحن الآن لا نستطيع المجازفة بتصديق أو تكذيب أي طرف منهم، كل ما علينا أن نتبع الإرشادات الاحترازية للوقاية من هذا الفيروس، فالوقائية خير من العلاج".
د.أنهار فيصل قائد قدمت العديد من التحذيرات والتنبيهات في صفحتها على الفيس بوك عن الفيروس ولم يلتفت أحد إلى هذه التنبهات، وفي تصريح مقتضب لـ«الأيام» قالت "كورونا في عدن وإذا لم يلتزم الناس بالإرشادات الوقاية ستكون كارثة حقيقية".
وختمت كلامها قائلة "لا تصدقوا الفيس... فقد تم الإعلان رسميا عن وجود كورونا في عدن والخبر صحيح".
أما د. أحمد مثنى ناصر البيشي فقد اكتفى بنصح المواطنين ودعاهم إلى أن يتبعوا إرشادات السلامة قدر المستطاع حتى تتضح الصورة.
من جانبه أكد د. محمد الإبى وجود حالات لفايروس كورونا، حيث قال "الحالات التي تم الإعلان عنها مؤكدة، وقد وتم إعلان حضر التجوال ولكن للأسف لم يلتزم أحد بذلك".
وينصح الدكتور الأبي المواطنين بضرورة التعامل بجدية مع سبل الوقاية وعدم الخروج إلا للضرورة فقط مع لبس الكمامات.
وبين هذا وذاك، لا زال المواطن يشكك بأنباء تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا، ولا يلتزم بالحجر المنزلي إلا قلة قليلة، فالأسواق مفتوحة والتزاحم في ازدياد رغم إعلان الجهات المعنية عن حالتي وفاة بالفيروس وتسجيل إصابات جديدة.