> مصطفى النعمان*

لا الحوثيون ولا الانتقالي ولا الحكومة بمقدورهم مواجهة الكارثة بدون أن تتواصل المؤسسات الطبية وتتبادل المعلومات.
في الجنوب لا يعلم أحد من الذي يدير الأمور هناك، بينما الحكومة المهاجرة والرئيس الغائب عن الأنظار ينتظرون فاعل خير لتجهيز عاصمة ثالثة جديدة!.

عدن تعيش في ظلام دامس، وبلا ماء، والمستشفيات عاجزة، فهل بالإمكان تنحية القضايا السياسية والعسكرية والأمنية المتعلقة بتنفيذ اتفاق الرياض، وبذل الجهود لضمان استمرار عمل المستشفيات والكهرباء والماء في عدن حتى لا يموت الناس مرضا وجوعا.
الاتفاق يهم المتصارعين على الحكم، أما الناس فهمهم مختلف جدا.

‏غردت في 20 مارس 2020 بأن اليمن لن يكون استثناء في هذا الكون، وقلت: "‏ليس مستبعداً أن يضرب فيروس كورونا بلادنا، وإذا ما حدث؛ فإن كارثة الحرب العبثية ستبدو تبعاتها ضئيلة. وقف الأعمال الحربية وكافة التحركات المصاحبة في كل اليمن واجب أخلاقي على كل إنسان الدعوة إليه فوراً دون شروط ولا تردد.. يجب إنقاذ اليمنيين من أنفسهم".

لذلك فإن التعامل الإيجابي مع إعلان التحالف تمديد الهدنة أمر حيوي من أجل حياة اليمنيين، رغم كل الاتهامات من الطرفين بخرقها.
لابد ان يعي المجلس الانتقالي أنه غير قادر على مواجهة الأمر لوحده، فلا قدرة إدارية، ولا أموال كافية.

هل يخجل من يسرق المال العام ويستغل الوظيفة العامة لمصلحة أسرته وأصدقائه؟
هل تستحي أسرته من ارتباطها به؟

ولماذا أصبح نهب أموال الناس ذكاء وحذقاً؟
مذهل حد العار أنه يفعل ذلك في وضح النهار، وأمام الجميع دون حياء وبلا قلق من المساءلة والعقاب، وصار في اليمن يلقب بالمناضل ورجل دولة!.

* سفير سابق