> لحج «الأيام» هشام العطيري
رغم التحذيرات التي أطلقها العديد من المختصين بضرورة التزام المواطنين لمنازلهم خشية الإصابة بفيروس كورونا، والذي بدأ بالانتشار في العديد من المحافظات، من بينها لحج التي شهدت إصابة ووفاة العشرات، جراء هذا الوباء والحميات الأخرى كـ "المكرفس" وحمى الضنك، ومع إطلالة شمس أول أيام عيد الفطر، لم يكترث الأهالي بالتحذيرات ونزلوا إلى الشوارع مع أطفالهم لقضاء العيد، رغم الوضع الصحي المتدهور.

مسدسات الخرز خطيرة على الأطفال
يقول وجدي خرابة، أحد سكان الحوطة، إنه رغم الأوجاع وتدني مستوى الخدمات والحالة النفسية التي تعيشها الناس وما تشهده المدينة من زيادة في حالة الوفيات، إلا أن الأهالي وأطفالهم فَرِحون بالعيد غير آبهين لما يحدث.

العيد في زمن كورونا وغياب المتنفسات الترفيهية بلحج
يشير المواطن أيسر العوامي إلى أن الوضع المعيشي والخدمي وخاصة الكهرباء حوّل فرحة العيد إلى حزن، إضافة إلى ما تعانيه المدينة من انتشار للعديد من الأمراض، مضيفاً أن "عدم توفر الخدمات دفع المواطنين إلى عدم تنفيذ إجراءات الحجر المنزلي لعدم توفر إمكانيات البقاء في المنازل".

شريف نعمان يقول: "إن مدينة الحوطة وضواحيها تفتقر إلى المتنفسات، مما أدى إلى تحول العديد من الحارات في المدينة إلى مواقع مؤقتة للترفيه بصناعة محلية لتغطية عجز السلطة المحلية في توفير أبسط احتياجات الأطفال".

منذ عشرات السنين والسلطات المحلية المتعاقبة تعلن عن إقامة مشاريع ترفيهية ومتنفسات، إلا أن تلك الإعلانات عبارة عن مسكنات فكل تلك المشاريع المعلن عنها لم تنفذ على أرض الواقع، فهناك العديد من المستثمرين الراغبين بإنشاء مشاريع ترفيهية بالمدينة غيروا رأيهم بسبب العراقيل والإشكاليات التي تواجههم في تنفيذ مشاريعهم، لتخسر لحج تلك المشاريع فتحول إلى محافظات أخرى، وهو ما حدث خلال العقود الماضية.

تكتظ بعض المواقع في المدينة بعشرات الأطفال في أيام العيد لممارسة هواياتهم في اللعب ونتيجة لضيق بعض الأماكن تشكل خطراً على الأطفال، وهو ما يستدعي قيام السلطة المحلية بتحديد مساحات واسعة في مواقع بعيدة عن التجمعات السكانية لنصب العديد من تلك الألعاب مع وجود المختصين في السلامة حفاظاً على أرواح الأطفال، جراء تلك الألعاب المحلية.

اليوم، تمر مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج بأزمة صحية وجائحة تتطلب تكاتف الجميع والالتزام بكل التعليمات الصادرة من المختصين، بخصوص الإجراءات الاحترازية لمجابهة كورونا حتى زوال الغمة.