ويرى عدد من السعوديين، وبينهم نخب تضم كتابا وإعلاميين معروفين، في الجبري خطرا أمنيا بمعلوماته الأمنية التي امتلكها إبان عمله لنحو أربعة عقود في وزارة الداخلية، وملياراته التي نهبها منها، ويطالبون بلادهم بمواصلة العمل لإعادته إلى المملكة ومحاكمته.
ويعتقد البعض منهم، أن مراجعة لعدد من قرارات وخطوات حكومية أشرف عليها الجبري في سنوات عمله، تكشف أنه كان متورطا في تمكين جماعة الإخوان المسلمين ورموزها في البلاد من الوصول لمفاصل مهمة في الدولة، وتحسين صورتهم ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم.
وتم ربط اسم الجبري، مع شخصيات معروفة، مثل الداعية الموقوف سلمان العودة، وزميله الآخر سفر الحوالي، واللذين ينظر لهما على أنهما من رموز الجماعة أو الداعمين لأفكارها، فيما ذهب آخرون لأبعد من ذلك، وقالوا إن الجبري سعى لإنشاء دولة عميقة داخل الدولة السعودية، على حد تعبيرهم.

الأسبوع الفائت عبر واشنطن بوست، حاول ديفيد اغناتيوس التمهيد لتلميع #سعد_الجبري ومحاولة ابعاد أي مصداقية لإعلان حرب على فساده أو فضحه. تقرير وول ستريت جورنال جاء بالأسماء والأرقام، كاشفاً تفاصيل صادمة للسعوديين عن شخص اخترق جهاز الدولة الأمني لخدمة الإخوان وابتلع ١١ مليار دولار.
— عضوان الأحمري (@Adhwan) July 18, 2020
ودعم آل الشيخ مبارك، رواية نشرها كاتب ومحلل في النسخة العربية بصحيفة ”إندبندنت“ البريطانية، وتضمنت تفاصيل كثيرة عن كون الجبري أحد المؤيدين والداعمين لجماعة الإخوان المسلمين، ولقيت روايته تلك للأحداث المتعلقة بقضية الجبري رواجا كبيرا بين السعوديين، على الرغم من شخصيته المجهولة؛ كونه يظهر باسم مستعار في حسابه بتويتر.
هل يخفي #سعد_الجبري ماهو أعظم من موضوع ال11 مليار أو ماظهر من تملكه لعقارات ضخمة في الخارج؟؟
— منذر آل الشيخ مبارك (@monther72) July 18, 2020
حقق مع الكثير في قضايا الفساد والمالية إما أن تثبت أو تسلم ما أخذته بغير وجه حق ولكن هروب الجبري يظهر أن أمر #فساد_سعد_الجبري المالي أقل بكثير من أشياء أخرى.
إعادة هيكلة أمنية
ويبدي بعض السعوديين، مخاوف من امتلاك الجبري، لمعلومات حساسة قد يسربها لدول مناوئة لبلاده، علاوة على استخدام ملياراته الموزعة في عدة دول على شكل أرصدة بنكية وعقارات فاخرة وشركات، في الظهور كمعارض سياسي؛ في محاولة لتقليل فرص إعادته للمملكة عبر الإنتربول الدولي.
لكن الرياض أجرت في العام 2017، وهو العام الذي فرَّ فيه الجبري من المملكة، تغييرات في مؤسساتها الأمنية، وُصفت حينها بأنها إعادة هيكلة، حيث أنشأت جهازا أمنيا مستقلا تحت اسم ”رئاسة أمن الدولة“، وجعلت تبعية عدة أجهزة أمنية له، بدلا من تبعيتها السابقة لوزارة الداخلية.
ماشاء الله ولاقوة إلا بالله ثريد رائع للرائع كريستوف ، كما قلت دائماً يأتي من زاوية مختلفة#فساد_سعد_الجبري https://t.co/PpAQ57V4XP
— منذر آل الشيخ مبارك (@monther72) July 18, 2020
كما أن الرياض منذ تصنيفها لجماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة ”إرهابية“، في العام 2014، قوضت من نفوذ الجماعة في البلاد، عبر توقيف الأشخاص المحسوبين عليها، أو الداعمين لأفكارها، وقيدت قدراتها على جمع الأموال والتبرعات.