> عدن «الأيام» خاص

كشفت مراسلات بين وزارة الصحة اليمنية ومنظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة أن لقاحات شلل الأطفال في اليمن سينتهي مفعولها يوم 31 أغسطس القادم، وأن هناك مخاوف بشأن مستقبل برنامج التحصين الموسع في اليمن، وأن الدولة نفذت فقط حملة واحدة من أصل اثنتين لتحصين الأطفال دون سن الخامسة خلال العام 2018م.

المراسلات بدأت برسالة من د. عبدالقادر أحمد الباكري، المدير العام التنفيذي للهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية، وجهها إلى مدير عام مكتب الصحة والسكان عدن، وقال فيها: "إن لقاح شلل الأطفال المتوفر في اليمن سينتهي مفعوله يوم 31 أغسطس 2020م القادم، وسيصبح المواليد الجدد بدون لقاح شلل أطفال في البلاد.

من جهتها، أكدت السيدة سارة نيانتي الممثلة المقيمة لمنظمة اليونيسف، في رسالة إلى وزارة الصحة العامة والسكان أن اللقاحات قابلة للاستخدام حتى تاريخ انتهاء الصلاحية، وقالت في رسالتها: "لقد تلقينا قلق وزارة الصحة العامة والسكان بشأن تواريخ الانتهاء الخاصة باللقاحات بامتنان كبير؛ لأنه أظهر حرص سلطات الوزارة تحت قيادتكم على سلامة نساء وأطفال اليمن الذين يتم تحصينهم بهذه اللقاحات، ونود التأكيد، بشكل مشترك، التزام منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف بتوفير اللقاحات الآمنة والفعالة سواء للتحصين الروتيني أو للحملات إلى جميع الفئات المستهدفة في اليمن.

بهذا أيضاً نود التأكيد أنه عندما يكون تاريخ انتهاء الصلاحية المذكور على فيالات اللقاح مكتوب بالشهر والسنة فقط، فإنه يمكن استخدام اللقاحات حتى آخر يوم في ذلك الشهر، أما إذا تمت الإشارة إلى اليوم والشهر والسنة في تاريخ انتهاء الصلاحية، فإنه يمكن استخدام اللقاحات حتى نهاية ذلك اليوم فقط، ولا يجوز استخدام اللقاحات بعد ذلك.

في حالة اللقاح الخماسي المستخدم حالياً في النشاط الإيصالي للدفتيريا فإن تاريخ انتهاء الصلاحية مكتوب بالشهر والسنة، وبالتالي فإن الدفعة التي تنتهي صلاحيتها في شهر أغسطس تكون آمنة للاستخدام حتى اليوم الأخير من شهر أغسطس بشرط أن يكون مؤشر اللقاح بحالة جيدة".

لكن في رسالة مشتركة من حلف اللقاح العالمي ومنظمة الصحة العالمية - اليمن والممثل المقيم بالإنابة اليونيسف إلى رئيس الوزراء، أعرب الموقعون عن مخاوف بشأن مستقبل برنامج التحصين الموسع في اليمن.
وقالت الرسالة:"يهديكم حلف اللقاح العالمي (جافي) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية أطيب التحايا.

على مدار الأعوام الماضية، ومن خلال تقديم الدعم المالي والفني عملنا بشكل وثيق مع الجمهورية اليمنية على تعزيز أنشطة التحصين بشكل خاص والنظام الصحي بشكل عام في سبيل تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، الذي يهدف إلى ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية لجميع الأعمار في البلاد، نكتب لكم الآن للتعبير عن مخاوفنا الكبيرة جراء الأحداث الأخيرة التي تؤثر على برنامج التحصين في اليمن، والتي سيكون لها تبعات كبيرة على البلاد مستقبلاً.

بعد تفشي مرضي الحصبة والدفتيريا في البلاد عام 2018م تمت الاستجابة بسلسلة من حملات التحصين الوطنية للحصبة والحصبة الألمانية والدفتيريا، التي تستهدف الأطفال في الفئة العمرية بين 6 أسابيع و 15 سنة. إن تفشي هذه الأمراض يشير بوضوح إلى ضعف تغطية التحصين الروتيني في البلد وزيادة احتمالية إصابة الأطفال بالأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتحصين. من الجدير بالإشارة إلى أن معدل التغطية بالتحصين الروتيني للعام الماضي تراوحت بين 60 - 65 % فقط حَسَبَ التقديرات المشتركة لمنظمتي اليونيسف والصحة العالمية.

 في إطار الجهود العالمية لاستئصال فيروس شلل الأطفال، يوصى بتنفيذ جولتين من حملة وطنية لتطعيم الأطفال دون سن الخامسة في اليمن كل عام، ومن المقلق جدا إنه تم تنفيذ جولة واحدة فقط من الحملة خلال العام 2019م، أما بخصوص الجولة الثانية فقد تم تأجيلها، ومن ثم تعليق تنفيذها بسبب الجائحة العالمية لفيروس كوفيد 19 بالرغم من توفير اللقاحات اللازمة لها التي ستنتهي في شهر أغسطس 2020م، وسيتم حرمان ما يزيد عن 800 ألف طفل من الحماية ضد فيروس شلل الأطفال.

معالي دولة رئيس الوزراء، من المؤكد أنك توافقنا الرأي أن جائحة فيروس كوفيد 19 سيزيد من ضعف النظام الصحي في اليمن، مما سيؤدي إلى تفشي محتمل للكوليرا والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، كما سيزيد في نفس الوقت من فرص عدم حصول الأطفال على التطعيمات الأساسية، من المعلوم أنه بضمان تطعيم الأطفال، فانت تحمي حقهم في الصحة، وهو مسؤولية أساسية لحكومة أي دولة واستثمار للأجيال القادمة للبلد.

نقدر دعمكم في التأكيد على أن تعزيز أنشطة التحصين تظل من أولويات الدولة من خلال ضمان ما يلي:
- توفير بيئة تمكينية تسمح بتنفيذ مختلف أنشطة التحصين المخطط لها من خلال اعتماد استراتيجيات تتوافق مع الوضع الحالي لجائحة كوفيد 19 لضمان حماية العاملين الصحيين والمجتمعات المستهدفة.
- المصادقة على تنفيذ حملة الكوليرا في المديريات المستهدفة مع التشديد على الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كوفيد - 19. تم اقتراح عقد هذه الحملة في يونيو 2020 وتأجيلها بسبب الوضع السائد.

- دعم تنفيذ حملات التخلص من كزاز الأم والوليد والدفتيريا وشلل الأطفال المخطط تنفيذها خلال شهر يوليو 2020م، مع مراعاة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كوفيد – 19 مع العلم أنه قد تم توفير اللقاحات المطلوبة لتنفيذ تلك الحملات.
- السماح بوصول شحنات اللقاحات وتسهيل توزيع اللقاحات وكذلك المستلزمات الطبية الأخرى لجميع أنحاء البلاد من خلال تذليل الصعوبات الحالية.
تبقى حماية أرواح أطفال اليمن مسؤولية أساسية للحكومة والشركاء، ونؤكد نحن في جافي واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية التزامنا بتقديم الدعم المطلوب للوفاء بهذه المسئولية
وتقبلوا خالص التقدير
-
ثاباني مافوسا
المدير التنفيذي
حلف اللقاح العالمي
--
الطاف موساني
الممثل المقيم
منظمة الصحة العالمية - اليمن
--
د. شيرن فاركي
الممثل المقيم بالإنابة اليونيسف - اليمن".​