مات د. عبدالعزيز الدالي في عدن بسكتة قلبية أمس، ولعل قلبه الرقيق المتعب لم يتحمل هول ما رآه يجري لمدينته عدن منذ سنوات، أو لوطنه اليمني من حروب وقتل ودمار، أو لوطنه العربي الكبير، وآخره ما جرى لبيروت قبل أيام قليلة من رحيله، مما لا يتحمله أي قلب ويثقل كل ضمير حي.
كان د. الدالي رحمه الله نوعاً من السياسيين يؤمن ببساطة الدبلوماسية دون صخب أو ضجيج، وظهر هذا في أدائه لسياسة اليمن الديمقراطية عندما تولى منصب وزير الخارجية في ثمانينيات القرن الماضي، ولعل قول أراغون الذي يتحدث عن بساطة الشعر ينطبق عليه إذا طبقنا هذا على السياسة، وما تتطلبه من مهارات لا حصر لها. وبصفة عامة فقد كان د. الدالي في أدائه السياسي والدبلوماسي، وفي حياته بصفة خاصة يتسم بالهدوء والكياسة، وبالأناقة في المظهر وفي اختيار العبارات، وينتمي إلى مدرسة لم يعد منها الكثير في عالم يتسم بالحروب والصراعات والصخب، لكن لا غنى عنها عندما نحتاج إلى المفاوضات لتحقيق السلام.
وبوفاته خسر الوطن والشعب وأسرته رجلاً صادقاً وإنساناً شريفاً، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون.