> فؤاد باضاوي
عانق الأشواق، اعتجن بحياة
المشتاقين والعشاق والمحرومين، وترجم آهاتهم وأحزانهم وآلامهم وأشجانهم،
كلمات، وألحان، ونغم، عايش البسطاء وناصر المساكين وعانقته الحبيبة عدن
فأسكنها فؤاده وأسكنته هي روحها وتاريخها، قال في العشق والغرام ما لم يقله
مالك في الخمر، عاش حياته بسيطا متواضعا عاشقا للحياة، لم تغريه حياة العز
والترف وفضل عليها العيش الهني في شوارع الشيخ عثمان يناجي الليل والنجمة
والأشواق ويكتب قصص معاناة وشجن لأناس عاشوا وعايشوا المعاناة وطحنتهم
الظروف.
محمد سعد عبدالله فنانا ملهما ثلاثي الأبعاد، كلمات ولحن
وغناء، حاكى الموسيقى وغاص في أعماقها وأنتج أغنيات وألحانا خلدها التاريخ،
عاش زمن الكبار والتنافس الفني الشريف في مدينة عدن والوطن وسابق الزمن في
عهد الكبار، فكان كبيرا صادقا مبدعا، تفرد في مسيرته وصنع مجدا وأسلوبا
غنائيا خاصا به تذكره الأجيال وستتذكر عهده وأغنياته كلماتا ولحنا وأداء.
اشتاقت
عدن والوطن لماضيه الجميل وطافت أغنياته في أزقتها وشوارعها وبيوتها
وبحرها تذكر بعهد وزمن أبو مشتاق (أوعدك إني أعيش العمر مخلص لك أمين،
مسكنك في وسط قلبي أنت في عيني اليمين، أنت يألي تستحقي كل عطفي والحنين،
يا بلادي يا بلاد الثائرين).. غنى للوطن روائع كثيرة واستوطن وجدانه ورفض
العيش بعيدا عنه، كنت عزيز قومك في زمن الجحود والنكران، وكنت للإنسانية
مثالا وعنوانا تقاذفتك صروف الزمان فبقيت شامخا صامدا تتكئ على ماضٍ تليد.
أجاد أداء الغناء الصنعاني وتألق وهو يداعب أوتار عوده في
الأغاني الصنعانية التراثية فكان أبرز فنانا جنوبيا يؤدي هذا اللون الصعب..
أجاد وأبدع في جميع الألوان الغنائية اليمنية، ظلم كثيرا وساهمت التقلبات
السياسية في الوطن في تجسيد معطيات الزمن وعاش آخر أيامه معدما يشكو من
الفرقة وجحود ذوي القربى.
عاش حياته مع الحب والأشواق والأنغام، كتب ولحن وغنى للزمن قصة
هواه فكان شاملا ينثر رحيقه ويوزع لآلي من الأغنيات العذبة المليئة
بالأشجان والأشواق ومعاناة العشاق، (غيروك الناس عني ليش بالله غيروك، أيش
لهم منك ومني ليش يشتهوا يبعدوك).
من مواليد محافظة لحج مدينة الحوطة في العام 1934م، توفي في 16 أبريل 2002 م.