ليس ترفا إعلاميا أن نصنف الحكومة الحالية المسماة زورا و بهتانا حكومة كفاءات بطاحونة هواء تعمل على تدوير البضاعة الفاسدة ذاتها .
العبد الفقير إلى الله، كان أكثر الناس فرحا بالتئام الشمل بعد عام مضن من المفاوضات، مر علينا كشعب، كالسبع العجاف التي تحدث عنها القرآن الكريم في سورة (يوسف).
إن العقل السياسي اليوم أدنى مرتبة من ذلك العام، رغم مآخذنا على (الوحدويين الاندماجيين) الذين قفزوا إلى الهاوية.
الحق أقول إن الساسة - كما يفترض أن ندعوهم وأن يكونوا أيضا- وفي الصدارة الشرعية، تكرس ذلك الوصف الذي ذهبت إليه في مستهل مقالتي هذه.
وأمثلة ذلك عديدة وليست حصرية في أحد الوزراء، إلا أن يتطوع ملأ من الإنس أو الجن ويقول إنه مرشح أمريكا و نرد: ألا يوجد بين المحظيين أمريكيا - وهم كثر - من يجمع القبول الشعبي أو الوطني إلى جانب محبة العم سام؟
اليوم تبدو الصورة قاتمة تماما، وطن تزرع فيه المأساة لتغدو سلما لمن يحاول الدوس عليه للوصول إلى مآرب شخصية. قطاعات بأكملها بدون مرتبات، والجيش العظيم والبطل في المقدمة، دون نسيان مؤسسة الأمن الوطنية. وهنا لا نجد غضاضة من تذكير فخامة الرئيس أنه أحد رجالات الجيش!
وتساءل رئيس الغرفة التجارية عن موانع إقصاء هذه المؤسسة العتيدة من مشاورات تشكيل الحكومات وهي بإمكانها أن تمد الوطن بخيرة الخبراء المحايدين من التكنوقراط ضمن معيار العمل المجرد وتحت مبدأ الشفافية والثواب والعقاب.
ليس بإمكان المواطن العادي أن يأمل خيرا إلا أن تحدث معجزة في زمن ولت عنه المعجزات إلى غير رجعة، فلا الإرادات الوطنية ولا التدافع الإقليمي يدفعنا إلى التفاؤل.
وعلى الأخوة في التحالف العربي، وخاصة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، مد يد العون الحقيقي وأن تساعد في إعادة التوازن إلى هذا الوطن الكبير والعظيم فسقوطه- لا سمح الله- لن تقتصر تداعياته محليا.
وأمر تجفيف منابع الفساد أمر ممكن عندما تكون الإرادة حاضرة، ويجب أن نكون - كشعب - عونا لكل بارقة أمل تشرق في نهاية النفق المظلم، فنحن والعنقاء كأصبعين في اليد الواحدة عندما ننهض - وسننهض - من تحت الرماد .
مع احترامنا وتقديرنا لعدد قليل من رجالها ممن لا تنطبق عليهم هذه الصفة القبيحة.
وكان بالإمكان أفضل مما كان، وحقا إن كانت العقول التي تتقاسم الكيكة بمستوى وطن واستيعاب واع لحالته وتمتلك إرادة أن تخرجه من الوضع السيئ المعقد الذي اضر بالناس وأوصلهم إلى حافة الكارثة، لما اعتمدت الأطراف المعنية على تقاسم يدفع إلى الذاكرة تقاسم العام ١٩٩٠م بين طرفي الحكم في صنعاء وعدن الذي أوصل البلاد الموحدة إلى كارثة الحرب العدوانية على الجنوب في صيف ١٩٩٤م.
إذن أين هي الحكمة المتوخاة والدرس المستفاد المستقى من نتائج ذلك التاريخ القريب جدا؟!
تكرس الولاء على الأداء و تضع أوجاع الوطن جانبا أو هي قد وضعتها منذ زمن.
و لا يعني ذلك أن (المقتسمين) الآخرين قد جادوا بما جادت به ماليزيا بمهاتير محمد.
وهناك جيوش من المتسولين والنازحين وأسر لا تجد ما يستر عريها أو يسد رمقها. والمجاعة تقترب حسب أحدث تصنيف ipc في هذا العام مع تزايد الخوف من اجتياح ثان لفيروس كوفيد١٩.
استمعت بالصدفة ذات ليلة إلى رئيس غرفة تجارة عدن وهو يقدم تشخيصا اقتصاديا للوضع بعيدا عن مقولات السياسة، كما نفهما نحن في هذا البلد المنكوب. كان الرجل واقعيا في طرحه معتمدا على الممكنات الوطنية، معيدا الأمور إلى نصابها بفصل الإدارة عن السياسة وتحديدا السياسات الحزبية، والبحث في ركام الوطن عن الكفاءات الإدارية صاحبة التجربة والخبرة والمتسلحة بالعلم.
خلاصة الأمر أننا نتقدم خطوات إلى الوراء، فالكفاءة في وادي النسيان، والوطن وهمه الكبير مقصي في عقول النخب الحاكمة والمتحكمة بالمسار السياسي. وهو وضع يشبه إلى حد بعيد ذلك الطفل الذي يبني بيتا من الرمل في ساحل أبين، وعلى عجل قبل أن تبدده الأمواج القادمة.
وعلى الأخوة في التحالف العربي، وخاصة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، مد يد العون الحقيقي وأن تساعد في إعادة التوازن إلى هذا الوطن الكبير والعظيم فسقوطه- لا سمح الله- لن تقتصر تداعياته محليا.
وأمر تجفيف منابع الفساد أمر ممكن عندما تكون الإرادة حاضرة، ويجب أن نكون - كشعب - عونا لكل بارقة أمل تشرق في نهاية النفق المظلم، فنحن والعنقاء كأصبعين في اليد الواحدة عندما ننهض - وسننهض - من تحت الرماد .