> «الأيام» + صحيفة عاجل
حلت أمس السبت الذكرى الـ 20 على الهجمات الشهيرة التي استهدفت قلب أمريكا في 11 سبتمبر 2001 في واشنطن ونيويورك، وغيرت تلك التفجيرات العالم بعد ذلك.
ووفقًا لـ«قناة العربية»، التي أعدت ملفًا كاملًا عن الأرواح العربية المنسية في سجلات هذه الهجمات، فلم يأت ذكرهم على أحد طوال 20 سنة كانوا فيها منسيين ومحرومين من الظهور مع كل ذكرى تمر على الهجمات، عربيًا ودوليًا، إلا مرة واحدة ذكر فيها السفير الأمريكي الأسبق لدى لبنان، جيفري فيلدمان، في كلمة ألقاها يوم 11 سبتمبر 2005 أسماء اللبنانيين القتلى في معرض حديثه عن الهجمات لمناسبة ذكراها الرابعة.
ونجد بالإنجليزية أيضًا عن ملاحي تعازي وإطراءات كتبها 21 شخصًا، بينهم 3 عرب فقط، في كتاب للزوار بموقع «فليكر» على الإنترنت مرفقًا بصورته، ومعظمهم كتب عن شجاعته وإنسانيته كشاب واجه الموت لينقذ غيره. مع ذلك لا يتذكره أحد مع ذكرى الهجمات، لا اليمن ولا المنطقة العربية ولا الولايات المتحدة التي لم تضعه ضمن الأبطال. وممن دخلوا لدفتر الزوار، نجد واحدًا مميزًا كتب فيه يوم 21 سبتمبر 2010 يقول: أنا مالك عبده الملاحي.. عبده هو أبي. وقبله بعامين كتبت ابنة عم للقتيل، واسمها جميلة الملاحي، كلمات مؤثرة بالإنجليزية عرفنا من بدايتها أن اسمه الكامل عبدالسلام، ومن فقرة ثانية كتبتها أن له شقيقة اسمها إلهام.
وكان بطرس، الذي ولد في بلدة العاقورة البعيدة في الشمال اللبناني 70 كيلومترًا عن بيروت، حجز تذكرتي سفر إلى لوس أنجلس، له ولشقيقته روز، في رحلة من بوسطن، حيث كان يعمل مديرًا للإنتاج بشركة «تيرادين» للإلكترونيات، ويقيم مع زوجته وابنة خالته، ريتا الهاشم. ولأن روز تأخرت بتحضير أمتعتها، فإنها أخبرته في اللحظة الأخيرة بأنها لن تسافر معه، فمضى وحيدًا على الطائرة إلى مصيره المحتوم، تاركًا أرملة وابنين: باتريك وكريستوفر، البالغين 29 و31 سنة الآن.
وولد إسكندر في 1967 ببيروت وترعرع صغيرًا في الكويت، وهو متخرج بالهندسة من جامعة هارفارد الأمريكية، وعمل بعد تخرجه في شركة «مونيتور كونسالتينج» الأمريكية لأجهزة الحاسوب، ثم أصبح شريكًا مساهمًا فيها، ومن بعدها تسلم فرعها في لندن.
وكان جود موسى مراهقًا حين هاجر في 1984 إلى الولايات المتحدة ليتابع دراسته، وبعده هاجرت عائلته بأكملها إلى جزيرة غواديلوب ببحر الكاريبي، فاعتاد الاتصال صباح كل يوم بوالدته، وفعل ذلك صباح الهجمات، وبعد ربع ساعة حدثت الكارثة، ولأن والدته مرت بتعقيدات نفسية بعد مقتله فقد عادت وزوجها في 2008 إلى قرية العائلة، وهي كوسبا في قضاء الكورة بأقصى الشمال اللبناني.
ولم يمض عام إلا وتزوجها، فعاشا فترة قصيرة في تورونتو، وفيها تلقى الألفي عرضًا للعمل تقني حاسوب بشركة "كانتور فيتزجيرالد" البائسة في نيويورك، فقبله وعاش الزوجان في المدينة، حيث حملت غرغيس بجنينها الأول. لكن الأقدار لم تسمح للألفي بأن يرى طفلته تبصر النور، فقد قضى وعمره 30 سنة داخل مكاتب الشركة حين ارتطمت الطائرة بمقرها في برج التجارة العالمي، فترك مع أرملته ابنة وحيدة عمرها الآن 19 عامًا.
وولد تلحمي في الباكستان، حيث كانت تقيم عائلته التي هاجرت إلى الولايات المتحدة حين كان عمره 7 سنوات، ثم هاجرت العائلة إلى فنزويلا حيث عمل والده، إلياس تلحمي، لدى شركة مشاريع هندسية. وفي كاراكاس أنهى روبرت في 1979 دراسات عليا، عاد بعدها إلى الولايات المتحدة، ثم غادرها للعمل في طوكيو من 1990 إلى 1994 ثم عمل في لندن من 1994 إلى 2001 وفي أبريل من ذلك العام عاد ليقيم ويعمل في نيويورك، حيث قتل تاركًا أرملة أميركية اسمها ديانا وابنين صغيرين: جاك ونوا.
ويذكرون عن دواني أنه ما أن دخل إلى مكتبه صباح الهجمات حتى أسرع إلى الحاسوب ليكتب رسائل بثها إلى ذويه وبعض أصدقائه ليخبرهم بعودته من رحلة عمل كان غائبًا بسببها عن نيويورك.
وولد دواني في عمان لأبوين فلسطينيين، وكان هاويا كبيرا للطهي، وأنهى دراساته الثانوية في مدرسة داخلية بلندن قبل هجرته وهو بعمر 19 سنة إلى الولايات المتحدة، فتخرج في 1992 بإدارة الأعمال وعمل في شركات عدة، آخرها في فرع «مارش أند ماكلينن» التي قضى في مقرها مواطنه روبرت تلحمي.
وكان رمزي دواني محبًا لعمل الخير على ما يبدو، فقد كان يسرع لمساعدة أي طالب لخدمة، ورأوه يعتني بامرأة مريضة كانت أما لولدين وليس لها زوج، بل استضاف في إحدى المرات صديقا له وزوجته لمدة عامين في شقته بعد أن وجد حالتهما غير ميسورة، لذلك حضر العشرات إلى «جناز كنسي» أقاموه له في كنيسة الفادي بعمان، وشاركوا أهله العزاء من دون أي دفن، لأنهم في نيويورك لم يعثروا على جثته.
ونجد أيضًا اسم جاكلين صايغ، التي قتلت وعمرها 34 سنة بالطابق 107 من برج التجارة العالمي، حيث مطعم «وندوز أون ذي وورلد» الذي كانت تنظم له موائد يقيمها. وكانت جاكلين تزوجت قبل مقتلها بستة أشهر من زميل أمريكي لها في العمل.
أما من قضى من مسلمين بالهجمات، حسب ما اطلعت عليه «العربية.نت» فعددهم 6 نساء و26 رجلا، وهم: 6 باكستانيين و6 بنغاليين و4 من غويانا، المجاورة للبرازيل، و 2 من كل من: سيريلانكا وغامبيا وساحل العاج، ثم واحد من كل من: اليمن وإيران وإثيوبيا وتركيا وترينداد وتوباجو وبورما وألبانيا واليونان والهند، وكلهم قضوا أبرياء كجميع القتلى بالهجمات باستثناء انتحاريين منحرفين تدربوا على خطف الطائرات لتفجيرها في ناطحات السحاب.
رغم مرور 20 عامًا على هذه الهجمات إلا أن كثيرين لا يعرفون أنه سقط خلال هذا الحادث ثمانية من العرب بينهم مسلم وحيد.
- اليمني عبدالسلام الملاحي
الملاحي قتل وهو ينقذ سواه، ولا يوجد شيء في أي موقع على الإنترنت عن المسلم الوحيد بين قتلى 11 سبتمبر من العرب، حتى ولا اسمه المنشور بالإنجليزية باختصار دائمًا، وهو عبده ملاحي، فيما نجد القليل عنه في عدد 10 فبراير 2002 من صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التي ذكرت أن «عبده» قتل وعمره 37 سنة، وكان متزوجًا من يمنية مقيمة في بلدها وأب منها لابنين، وكان يعمل لإحضارهم إلى نيويورك للعيش معه هناك، وأنه كان مهندس صوت وصورة في فندق ماريوت الذي كان يعمل فيه، ومقره البرج الشمالي من مبنى التجارة العالمي، حيث قتل 2752 شخصًا، وحيث كان الفندق يؤجر قاعاته لراغبين بعقد اجتماعات ومؤتمرات.
- اللبناني بطرس جرجس الهاشم
من معلومات ذكرها القنصل اللبناني الأسبق في نيويورك، حسن نجم، الذي تحدثت إليه بعد 13 يومًا من الهجمات ودون ما قال في أرشيف ما زال بحوزتي، تعرفنا إلى 4 قتلى لبنانيين مهاجرين في الولايات المتحدة. وحسب ما اطلعت عليه «العربية.نت» من أرشيف الهجمات نجد راكبين لا يعرفان بعضهما على متن الطائرة التي أقلعت من بوسطن إلى لوس أنجلوس، وجعلها الانتحاريون قذيفة إلى البرج الشمالي من مبنى التجارة العالمي في نيويورك، فارتطمت فيه بما كان عليها من ركاب، فقضى بالارتطام كل ضحايا عرب 11 سبتمبر، ومنهم الراكبين، وأولهما هو بطرس الهاشم، المعروف باسم بيتر في الولايات المتحدة التي هاجر إليها في 1969 من لبنان مع والديه، نمرة وجرجس، وأشقائه السبعة وهو طفل عمره 5 سنوات.
- وليد إسكندر.. خطيبته نجت أيضًا في اللحظة الأخيرة
وولد إسكندر في 1967 ببيروت وترعرع صغيرًا في الكويت، وهو متخرج بالهندسة من جامعة هارفارد الأمريكية، وعمل بعد تخرجه في شركة «مونيتور كونسالتينج» الأمريكية لأجهزة الحاسوب، ثم أصبح شريكًا مساهمًا فيها، ومن بعدها تسلم فرعها في لندن.
- جود موسى
وكان جود موسى مراهقًا حين هاجر في 1984 إلى الولايات المتحدة ليتابع دراسته، وبعده هاجرت عائلته بأكملها إلى جزيرة غواديلوب ببحر الكاريبي، فاعتاد الاتصال صباح كل يوم بوالدته، وفعل ذلك صباح الهجمات، وبعد ربع ساعة حدثت الكارثة، ولأن والدته مرت بتعقيدات نفسية بعد مقتله فقد عادت وزوجها في 2008 إلى قرية العائلة، وهي كوسبا في قضاء الكورة بأقصى الشمال اللبناني.
- روبرت ديراني
- المصري ألبرت الألفي
ولم يمض عام إلا وتزوجها، فعاشا فترة قصيرة في تورونتو، وفيها تلقى الألفي عرضًا للعمل تقني حاسوب بشركة "كانتور فيتزجيرالد" البائسة في نيويورك، فقبله وعاش الزوجان في المدينة، حيث حملت غرغيس بجنينها الأول. لكن الأقدار لم تسمح للألفي بأن يرى طفلته تبصر النور، فقد قضى وعمره 30 سنة داخل مكاتب الشركة حين ارتطمت الطائرة بمقرها في برج التجارة العالمي، فترك مع أرملته ابنة وحيدة عمرها الآن 19 عامًا.
- الأردني روبرت تلحمي
وولد تلحمي في الباكستان، حيث كانت تقيم عائلته التي هاجرت إلى الولايات المتحدة حين كان عمره 7 سنوات، ثم هاجرت العائلة إلى فنزويلا حيث عمل والده، إلياس تلحمي، لدى شركة مشاريع هندسية. وفي كاراكاس أنهى روبرت في 1979 دراسات عليا، عاد بعدها إلى الولايات المتحدة، ثم غادرها للعمل في طوكيو من 1990 إلى 1994 ثم عمل في لندن من 1994 إلى 2001 وفي أبريل من ذلك العام عاد ليقيم ويعمل في نيويورك، حيث قتل تاركًا أرملة أميركية اسمها ديانا وابنين صغيرين: جاك ونوا.
- الأردني رمزي دواني
ويذكرون عن دواني أنه ما أن دخل إلى مكتبه صباح الهجمات حتى أسرع إلى الحاسوب ليكتب رسائل بثها إلى ذويه وبعض أصدقائه ليخبرهم بعودته من رحلة عمل كان غائبًا بسببها عن نيويورك.
وولد دواني في عمان لأبوين فلسطينيين، وكان هاويا كبيرا للطهي، وأنهى دراساته الثانوية في مدرسة داخلية بلندن قبل هجرته وهو بعمر 19 سنة إلى الولايات المتحدة، فتخرج في 1992 بإدارة الأعمال وعمل في شركات عدة، آخرها في فرع «مارش أند ماكلينن» التي قضى في مقرها مواطنه روبرت تلحمي.
وكان رمزي دواني محبًا لعمل الخير على ما يبدو، فقد كان يسرع لمساعدة أي طالب لخدمة، ورأوه يعتني بامرأة مريضة كانت أما لولدين وليس لها زوج، بل استضاف في إحدى المرات صديقا له وزوجته لمدة عامين في شقته بعد أن وجد حالتهما غير ميسورة، لذلك حضر العشرات إلى «جناز كنسي» أقاموه له في كنيسة الفادي بعمان، وشاركوا أهله العزاء من دون أي دفن، لأنهم في نيويورك لم يعثروا على جثته.
- أربعة من أصول لبنانية بعيدة
وهناك 4 أمريكيين من أصل لبناني قتلوا بالهجمات أيضًا، ونجد أسماءهم في لائحة أصدرتها كنيسة «سيدة لبنان» المارونية في بروكلين بنيويورك، ومنهم جود صافي الذي كان يعمل سمسارًا منذ 4 أشهر في كانتور فيتزجيرالد وقضى وعمره 24 سنة مع موظفيها ببرج التجارة العالمي. وكان جده لأبيه هاجر أصلا من بلدة عينطورة بكسروان في لبنان إلى الولايات المتحدة.
كما نجد اسم كاثرين كارمن غريّب، القتيلة بعمر 41 سنة في مبنى التجارة العالمي حين كانت تحضر مؤتمرا بتكليف من شركة «راندوم وولك» التي كانت تعمل فيها مديرة لتسويق أجهزة الحاسوب بنيويورك، فرحلت عن الدنيا وهي أم عزباء لابنة وحيدة. كما هناك لبناني الأصل اسمه مارك هندي قتل وعمره 28 سنة، وكان يعمل أيضًا في كانتور فيتزجيرالد كسمسار.
ولا نرى في الأرشيفات الأمريكية سوى هؤلاء الأربعة من أصول عربية قتلى في الهجمات، وهم إضافة إلى الثمانية المولودين في اليمن ومصر والأردن ولبنان، الضحايا الذين طوتهم 20 سنة، لم يكن أحد يذكرهم في أثناءها أو يكتب عنهم، بل لا تجد اسم أي منهم بالعربية في أي مكان، سوى أسطر قليلة.