> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:
- رافد سلبي يسهم في عملية تجهيل المجتمع وتدهور التعليم..
- لحج أنموذج.. 75 % من المعلمين في مدارسها من البدائل
جاء المعلم البديل ليكون بديلًا عن معلم أساسي يقوم بمهامه في تدريس الطلاب للمنهج في المدارس، ولهذا وصف المعلم بالبديل بهذا الوصف مقابل عدة آلاف من الريالات تستقطع من راتب المعلم الأساسي وتدفع للمعلم البديل بحسب رغبة هذا المعلم الأساسي الذي يبحث عن عمل آخر يساهم في زيادة دخله في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد أو الالتحاق بالمقاومة ضد المليشيات الحوثية، حيث قالت مصادر تربوية أن العديد من المعلمين تركوا مدارسهم للمعلم البديل وذهبوا للساحل الغربي.
فضل محمود، مسؤول سابق في مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج، يرى بأن الوضع في اليمن خلال العشر السنوات الأخيرة أدى إلى تدمير البنية التحتية في مختلف المجالات، ومنها قطاع التعليم الذي تعرض لكثير من الدمار خلال فترة الحرب، مشيرًا أن هناك أسباب دفعت للاستفادة من المعلم البديل ومنها توقف التوظيف منذ 11 عامًا؛ إذ لا يوجد أي رافد بمدرسين جدد للمدارس، إضافة إلى حالات الوفيات والتقاعد التي تعاني منها مكاتب التربية ومنها مكتب لحج.
وقال: "على سبيل المثال في المتوسط يتم تقاعد 500 معلم كل عام تقريبًا وخلال 11 عامًا الماضية يكون إجمالي المتقاعدين قد وصل إلى 6000 آلاف متقاعد يضاف إليهم المتوفين والجرحى والمرضى، كل هذا يسبب عجز لمكاتب التربية والتعليم"، لافتًا إلى أن ظاهرة المعلم البديل ظهرت في كل المحافظات نتيجة لظروف النزوح لهذا المعلم الأساسي أو انخراطه في المقاومة في الساحل الغربي أو غيرها وهو ما يؤدي إلى تركهم لمدارسهم ومهامهم.
وأوضح فضل أنه على الرغم من تلك المخالفة التي أقدم عليها هذا المعلم الأساسي إلا أنه لا يستطيع أي مكتب تربية أن يتخذ الإجراءات بفصل المعلم، حيث أن ذلك سيزيد الطين بلة،" فبعض المدارس تلجأ لإحلال المعلم البديل مع أنه قانونيًا لا يحق ولا يجوز ولكنها تعتبره أخف الشرين باعتبار إيجاد بدائل للمعلمين الأساسيين وهو ما يؤثر على التعليم في مدارسنا على الرغم من اعتماد العديد من المدارس على معلمين بدلاء لسد العجز لديهم".
وتابع التربوي بأن هناك إشكاليات يعاني منها المعلم البديل ومنها أن هذا المعلم(البديل) أقل إمكانية من المعلم الأساسي المنقطع عن العمل، هذه الظاهرة تحتاج إلى معالجة بقرار سياسي، إضافة إلى قيام السلطة المحلية بإيجاد المعالجات لمثل هذه القضايا الهامة لتحدد المنقطعين، لكنه يرى بأنها تعد إشكالية صعبة قامت بعض المحافظات بمعالجتها إلا أنها تظل مشكلة يصعب حلها، حسب تعبيره.
ويشير عبده صلاح كرد، رئيس مجلس الآباء في ثانوية الفاروق إلى أن انتشار ظاهرة المعلم البديل وتوسعها يرجع إلى تساهل الجهات المختصة المعنية بالعملية التعليمية في الإدارة أو المدرسة، مرجعًا أسباب ذلك إلى قلة المرتبات للمعلم الأساسي وإحباط بعض المدرسين وتوقف التوظيف الجديد، "كثير من المعلمين إما منتدبين أو متقاعدين لمرور الفترة القانونية على الخدمة، وأحيانًا يصيبهم الإحباط بعد عقود من التدريس".
إن من أسباب استحداث مدرس بديل عدم اكتفاء المعلم الأساسي براتبه، ما يدفعه للعمل في أعمال خارجية تدر له دخلًا إضافيًا، وإحضار مدرس بديل له مقابل مبلغ مالي بسيط.
ويؤكد كرد أن المعلم البديل لا يحمل أي كفاءات تخوله وتمنحه القدرة على التدريس إلا فيما ندر، ما أثر على مستوى التعليم فيما لا تستطيع الإدارات إلزام المعلمين بالحضور مع عدم قدرتها على إقامة دورات تأهيلية، " ما يحدث فقط ملئ فراغات، فمهما كانت صفتك تكفي لشغل الشاغر دون أدنى مواصفات، خاصة في المدارس الثانوية، حيث يكون الطلاب في سن مراهقة، ووجود معلم يفتقر لكفاءات عالية في التواصل والطرح يؤدي إلى إحباط الطلاب.. يجب أن يخضع المعلم البديل للفحص قبل دخوله الفصل، كما يجب تأهيله بدورات وامتحانات ليكون قادرًا على توصيل المعلومة للطلاب في الفصل".
وقال: "خريج جامعي أو خريجة في أي من التخصصات قام بإحضار معلم بديل خريج ثانوية عامة بمبلغ 20 ألف ريال فيما الخريج الجامعي أو الجامعية في البيت، فالبديل ماذا سيقدم للطالب بينما هو لايزال يحتاج إلى تأهيل وتدريب".
ودعا يحيى السلطة المحلية وقيادة التربية والتعليم على النظر لهذه الظاهرة حبًا في أبنائنا الطلاب والطالبات وحرصًا على مستقبلهم العلمي.
ويبرر مدير ثانوية الشهيد راجح عزب بمدينة صبر عواد أحمد محمد، ظاهرة المعلم البديل بأنها انعكاس للحالة الاقتصادية التي تعيشها البلد، موضحًا أنها مؤثرة فنيًا على العملية التعليمية وغير مضمون نتائجها وهو أن يكون المعلم البديل ليس بكفاءة المعلم الأساسي، مما يؤدي إلى حرمان الطلاب من المعلومات وأسبابها اقتصادية بحثة.
ويوضح مدير الثانوية بأن المعلم الأساسي يتحول إلى باحث عن عمل آخر ليحسن من مستواه المعيشي ويحل محله معلم بديل غير كفوء، ونادرًا ما تجد معلمًا بديلًا على مستوى كفاءات وخبرة المعلم الأساسي.
ناظم اللحجي، موجه في وزارة التربية والتعليم أرجع ظاهرة المعلم البديل إلى حالة الانفلات وعدم المتابعة من قبل الجهات المختصة فهي حسب قوله ظاهرة انتشرت في محافظات كثيرة تؤثر بشكل سلبي على العملية التعليمية. "المعلم البديل ماذا سيقدم للطلاب وخاصة ممن يدرسون في مراحل مهمة من سنواتهم الدراسية، بسبب غياب المتابعة تجد المعلم يسوق دراجة نارية أو يعمل في محل تجاري وترك طلابه في المدرسة وأحضر لهم معلمًا بديلًا بـ 20 ألف.. المعلم يجب أن يقدم كل ما لديه لطلابه ومتابعة للخطط الدراسية أما المعلم البديل فأثاره سلبية هو معلم بـ20 ألف ريال جاء ليمشي حاله يترك أثرًا سلبيًا على الطلاب ويرى أن ذاك ليس من شأنه".
وقال اللحجي:"لمسنا خلال نزولنا أن كثيرًا من المدارس في محافظات كثيرة تعتمد على المعلم البديل، المعلم البديل لا يمكن أن يعطي ما يعيطه المعلم الأساسي فالخبرة لدى المعلم البديل غير موجودة"، مطالبًا الجهات المختصة بمتابعة المعلمين الأساسين ورفع أسمائهم وتوقيف رواتبهم حتى يعودوا إلى عملهم في المدارس.