تطلق كلمة "عنف" على كل مبادرة تتدخل بصورة قصريّة في حرية الرأي والدين والتفكير والتقرير للآخر، وتحاول أن تحرِّمه بشدة وقسوة وضراوة من حقوقه الأصيلة، وتنتهي بظلم المختلف وإقصائه.
هذه الكراهية قد صدّعت بدورها أسس المجتمعات الإنسانية، وأحدثت شروخًا وكسورًا جديدة يصعب جبرها، لذا يتوجب علينا جميعاً تبني مسار السلام والتفاهم والتفكير والحوار، والدعوة إلى نبذ العنف والابتعاد عن السخرية والاستهزاء بالأديان، وعدم تأجيج الكراهية ونشر الفساد.
المحبة هي روح الحياة لجسم الكون المتباهي، وسبب تمدن الأمم في هذا الحياة الفانية، وهي الشرف الأعلى لكل شعب متعالٍ".
فلندع قلوبنا تشتعل حباً ومودة لكل من يصادفنا في الطريق، وغير ذلك فلندعه للخالق.
إن العنف يشير إلى خوف الإنسان من شريكه أو نظيره الآخر، فلذلك يلجأ إلى استعمال القوة ضده، خلافًا للأعراف أو القوانين السائدة، وغالباً ما نجد البعض يستخدمون الدين للتحريض واستعمال القوة وتأجيج ثقافة الكراهية والعنف، فعندما تتم مواجهة الطرف الآخر المختلف عنهم في فكرهم ووجهة نظرهم يتم تكفيره، وهناك أمثلة على ذلك في كل المجتمعات مما يؤدي إلى تقبّل استهداف المكونّات المجتمعية دينًا وعرقاً وثقافةً، ليصبح العنف سمة لصيقة من سمات بعض المجتمعات.
يجب أن يحل السلام على العالم، لأن هذا هو ما يجب أن يكون عليه العالم، فجميع الأديان من دون تمييز تدعو إلى السلام وتحث عليه، بل إن السلام هو جوهر أي ديانة وكل معتقد.
لكي ينجو مجتمعنا من مخالب وحش العنف والكراهية، علينا أن نشجع الشباب على حمل القلم والتعلم، فالتعليم هو السلاح الذي يساعد الشباب على ارتياد حقل المعرفة والتعرف على ثقافات الآخرين والعيش بتناغم مع المختلف في الفكر والعقيدة، وتحفيزهم على خدمة وبناء المجتمع بالتعاون يداً بيد مع بقية الشباب، والعمل على غرس قيم التسامح والتعايش التي هي نقيض العنصرية والعنف، لتقوية الروابط الإنسانية وإحياء مجتمعنا بروح الألفة والمحبة.
فلندع قلوبنا تشتعل حباً ومودة لكل من يصادفنا في الطريق، وغير ذلك فلندعه للخالق.