لقد كان طرح الأستاذ الدكتور علي صالح الخلاقي في برنامج السلطة الرابعة الذي بثته قناة عدن المستقلة مساء الثلاثاء، وتناول وضع الإعلام العسكري، طرحا موفقًا بحكم خبراته المهنية والأكاديمية المتراكمة، واستطاع وضع النقاط على الحروف، وتحديد مكامن الخلل، كغياب الإطار المؤسسي باعتباره العامل الرئيس لإنجاز وتنظيم بقية الأعمال والرقابة على الأداء مهنيًا، ومستوى الانضباط العسكري في تنفيذها.
صحيح أن هناك جهود وأعمال تبذل من هنا وهناك، إعلامية وتوعوية، لكن غياب الإطار المؤسسي خلق لها عوائق ومشكلات مهنية وانضباطية، وبالتالي أعاق أي خطوات تتخذ للارتقاء بعملها وانطلاقتها.
فوجود الإطار المؤسسي (دائرة التوجيه المعنوي) الذي يتطلب أيضًا إيجاد أطر مؤسسية أخرى موازية لها مثل غياب الناظم المهني العسكري، الذي بوجوده (عمليًا) وليس (أسميًا وشكليًا) يمكن تنظيم كل الجهود المتناثرة، وتنفيذ الأعمال المطلوبة بمسؤولية ودقة وانضباط بمستوى عالٍ من الاحترافية والمهنية.
كما أن هناك عوامل وشروط ضامنة للنجاح بشكل عام ينبغي أن تكون حاضرة عند تأسيس أي قوات مسلحة في أي بلد، لا مجال لسردها الآن.
وإجمالًا فإن غياب الناظم "الإطار المؤسسي" النشط يتسبب في خلق الفوضى والعشوائية في أي عمل ويغيب الانضباط وفرص النجاح.