> تقرير: وضاح الحالمي

  • الظروف الصعبة تضفي معاناة أخرى على  حال المعلمين والطلاب
  • مدير التربية: التدهور الاقتصادي أرهق الكادر التربوي
على تخوم وادي الربوة، تقع مدرسة الفقيد ثابت حسن الحقبي للتعليم الأساسي في مديرية ردفان، بمحافظة لحج، تم إنشاء المدرسة في سبعينيات القرن الماضي لاستيعاب الدارسين لسكان المنطقة القديمة والعزلة الصغيرة.
النزوح السكاني من مناطق ريف ردفان، إضافة إلى النزوح من مديريات مجاورة للاستقرار في هذه البلدة، وتزايد أعداد السكان، واستيطان مساحة شاسعة على طول الخط الرابط بين مديريتي الحبيلين وحبيل جبر إلى هذه المنطقة، ليتسبب هذا التوسع في كثافة طلابية تشهدها المدرسة.

تبعد المدرسة عن الخط الرئيس نوعا ما مسافة طويلة يقطعها المعلمون مشيًا على الأقدام، حيث يشكل غالبية المعلمين في المدرسة الذين يأتون من مناطق بعيدة عن المنطقة التي تقع فيها المدرسة نسبة تصل إلى 80 ٪.
وفي خضم الواقع التعيس للتعليم الذي يتزامن مع واقع معيشي صعب وظروف اقتصادية تعصف بالبلاد، نسلط الضوء وننقل واقع العملية التعليمية في المدرسة التي تعد واحدة من ضمن خمسين مدرسة تقع في نطاق جغرافيا مديرية ردفان - الحبيلين، ويدرس فيها حوالي 500 طالب وطالبة.

جهود وفق الإمكانيات
مدير المدرسة كاسترو حيدرة ثابت - أكد خلال مداخلة مع "الأيام" أن إدارة المدرسة والمعلمين يبذلون جهدًا في سبيل تطوير العملية التعليمية في المدرسة وفقا للإمكانيات المتاحة على الرغم من الصعوبات التي تواجه سير العمل.

وكشف أن العمل يجري وفقًا لخطة يتم السير بها والتنسيق مع مجلس الآباء والمجتمع المحلي في دعم المدرسة وإشراكهم، موضحًا أن مجلس الآباء لعب دورًا في مساعدة الإدارة والمعلمين وتنظيم جهودهم والحفاظ على التعليم من خلال فتح صف إضافي "صف تاسع" إضافة إلى إحضار معلمين بدائل لتغطية المواد الدراسية، ساعد ذلك في تشجيع الطلاب والطالبات على مواصلة الدراسة والحد من تسرب الفتيات.

وأضاف كاسترو أن الإدارة تعمل على أرشفة الملفات الإدارية وتحرص على حث المعلمين على تلخيص المواضيع الدراسية للمناهج في ظل عدم توفر الكتاب المدرسي.
وبين أن الإدارة سعت في ترتيب ملفات شائكة، ومنها تسهيل وتنسيق العمل في ترميم الفصلين الدراسيين في المدرسة من قبل منظمة دولية بالمدرسة وإصلاح بعض الاختلالات في الصفوف بجهود ذاتية من إدارة المدرسة وبمشاركة مجتمعية.

صعوبات موجودة
وعن الصعوبات قال كاسترو حيدرة أن الكثافة الطلابية التي تشهدها المدرسة في ظل إقبال الطلاب عليها نتيجة للتوسع السكاني ونقص القاعات وعدم وجود دماء جديدة لتنشط التعليم، إضافة إلى عدم وجود سور مكتمل، وعدم توفر الكتاب كلها عوامل تعيق التعليم وتحدث صعوبة في أداء الحصة الدراسية وتنظيم الطلاب.

ونوه إلى صعوبة المواصلات وأجرتها على المعلمين في ظل واقع معيشي صعب يشكل عبء عليهم، كاشفًا إلى أن غالبية المعلمين يأتون من مناطق بعيدة عن المنطقة التي تتواجد فيها المدرسة.

وناشد مدير المدرسة الجهات المسؤولة في المديرية إلى الاهتمام بهذه المدرسة، معتبرًا أنها من المدارس المحتاجة إلى الدعم والاهتمام، حيث أعرب عن تقديره لإدارة التربية ممثلة بالمدير الدكتور عادل قاسم ومدير عام المديرية الشيخ فضل عبدالله القطيبي على متابعتهم لسير العملية التعليمية في المدرسة وتسهيل الأعمال الداعمة.

واقع صعب ومساعي لتجاوز التحديات
أكد صالح عبدالحبيب رئيس مجلس الآباء أن هناك عوائق كثيرة في المدرسة تتمثل في نقص المعلمين وعدم توفر الكتاب المدرسي، وهي عوامل تعيق العملية التعليمية في المدرسة.
واستطرد أن المدرسة حقيقة في ظل الوضع المأساوي تعاني من ضعف في التعليم وهذا الوضع للأسف موجود في المدارس الأخرى، معتبرًا أن هذا من نتائج الوحدة اليمنية التي عملت على أضعاف التعليم في الجنوب.

وبخصوص دور مجلس الآباء في المدرسة أوضح أنه يقوم بدور إيجابي وعامل مساعد إلى جانب إدارة المدرسة وطاقم التدريس لخدمة المدرسة في ظل واقع صعب، مضيفًا إلى أن دور مجلس الآباء أيضًا متابعة إدارة التربية في المديرية لدعم المنشأة التعليمية وضرورة الاهتمام بها بهدف تعزيز المدرسة بالمدرسين ووسائل التعليم نحو الارتقاء بالعملية التعليمية، لكنه أشار إلى وجود إهمال ولا مبالاة، ونوه إلى أن المدرسة افتتحت خلال أربعة أعوام ماضية صف إضافي وهو الصف التاسع لإكمال المرحلة الأساسية في المدرسة لعدم اعتماد التربية هذا الصف، مشيرًا إلى أن أولياء أمور الطلاب تحملوا تكاليف توفير مدرسين بسبب نقص المعلمين، مطالبًا إدارة التربية باعتماد هذا الصف وأهمية توفير المعلمين.

مدير التربية بردفان الدكتور عادل قاسم قال: إن الصعوبات التي تواجه المدارس ومنها مدرسة الحقبي لا تختلف عن الصعوبات التي تعاني منها إدارة التربية والتعليم في المديرية، مبينًا أن إدارة التربية همها كبير والصعوبات التي تواجهها أكبر باعتبارها تحمل هموم خمسين مدرسة، إضافة إلى انعدام التوظيف منذ 2011، مشيرًا إلى أن الوفيات بالأوبئة مثل كورونا وغيرها والحروب والأزمات الاقتصادية زادت من معاناتنا في الكادر التربوي.

وقال إن الكثافة الطلابية بسبب الهجرة من الريف بسبب معاناة العملية التعليمية في مدرسة الحقبي وغيرها من المدارس.
وبخصوص مطالب المدرسة قال إنها مطالب واقعية وهي جزء من همومنا، حيث حث الجميع على التعاون لتغطية النقص.

ودعا مدير التربية في سياق حديثه الأهالي والمجتمع إلى مساعدة الإدارة، مشددًا على ضرورة أن يشارك المجتمع في دعم المدرسة وحل الإشكاليات.
ولفت إلى أن إدارة التربية تقوم بحل القضايا وتجاوز الصعوبات، عبر تسويق الاحتياجات للمنظمات الداعمة للقيام بدورها تجاه احتياجاتنا في ظل غياب الدعم الحكومي والتدهور الاقتصادي المخيف.