> تقرير/ عبدالرحمن زمام:
- مرتفعات غنية بالذهب يعبث بها الأهالي لمكافحة الفقر
حسب دراسة أجرتها الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروة المعدنية عام 2013، تُعد محافظة حجة من أهم محافظات الجمهورية اليمنية الغنية بالثروات المعدنية، وأبرزها الذهب. وقدّرت الدراسة احتياطي الذهب في هذه المحافظة الحدودية مع المملكة العربية السعودية، بـ 6 31 مليون طن.

ثروة ثمينة مهدورة
يبحث كثير من المواطنين عن الذهب في مديرية بني قيس، حيث أصبح البحث والتنقيب عن الذهب هوسًا شائعًا لدى أغلب السكان بحثًا عن الثراء السريع والتغلب على الفقر والحاجة. بشكل متواصل، يعمل في قرية "المخبل" عشرات من ذوي الخبرة الكافية بطرق البحث عن الذهب وكيفية استخراجه وإزالة الشوائب منه، ثم يتقاسمون الجرامات المستخرجة بنسب متفاوتة، يتحفظون على تحديدها عند سؤالهم عنها، تحاشيًا للفت أنظار الناس والجهات المختصة، وخشية من أي تدخل قد يتسبب في توقف عملهم وانقطاع ما يجنونه من العوائد المالية التي صارت دخلًا رئيسيًّا لهم لتيسير مشقة حياتهم.
يقول خالد إنه قرر خوض هذه التجربة مع بعض شباب قريته، حيث استمر بحثهم عن الذهب ثلاثة أيام عثروا خلالها على أربعة جرامات من الذهب الخالص. "هذا أكّد لنا أن منطقتنا تحتوي على كمية كبيرة من الذهب ومخزون لا يستهان به"، يضيف.
ورغم اختلاف إفادات من تحدثوا لــ "خيوط" عن كمية الذهب التي يحصلون عليها عبر التنقيب العشوائي، إلا أن اندفاع كثير من الناس نحو البحث عن الذهب وشراء البعض منهم طواحين أو ما تسمى "كسارة أحجار"، واستخدامها في عملية التنقيب، يعتبر دليلًا كافيًا على غنى المنطقة بمعدن الذهب، وحصولهم على عوائد مالية من ذلك.

ويعتقد المختصون عادةً، بوجود الذهب في الأحجار التي تلمع دون سواها، فيعملون على جمعها، وذلك من خلال الحفر اليدوي البسيط والبحث عنها وتفتيتها وغسلها في إناء بلاستيكي واسع، وإضافة مادة الزئبق لفصل الذهب منها بهذه الطرق البدائية وبتلك المعاول البسيطة، حيث ينجح البعض في الحصول على القليل من الذهب.
ويضيف المهندس عبدالقدوس: "يوجد الذهب في الدرع العربي في ثلاث بيئات وأوضاع جيولوجية مختلفة، وجبال حَجّة تندرج تحت النوع الأول، الذي هو نطاقات القصّ وعروق "المرو" الحاملة للذهب ضمن أحزمة الصخور الخضراء التابعة لصخور القاعدة القديمة".
سلسلة جبلية غنية بالذهب
ليست قرية "المخبل" في مديرية بني قيس الوحيدة الغنية بالذهب، إذ توجد مناطق أخرى بمحافظة حجة غنية بهذا المعدن النفيس الذي يشكل ثروة وطنية، منها: وادي الحريرة، وادي شرس، بعلان، عاهم، وادي مور، جبل المحرق أو الحارقة.
في العام 1996، بدأت شركة كانتكس الكندية تحضيراتها للتنقيب عن الذهب في جبل "الحارقة" (مديرية أفلح الشام)، وحسب بيانات وتصريحات متتابعة منذ العام 2006-2014، لهيئة المساحة الجيولوجية، ومسؤولين حكوميين في وسائل الإعلام الرسمية، تشير النتائج، التي توصلت إليها الهيئة في منطقة الحارقة، إلى أن احتياطي الذهب فيها يصل إلى 16 مليون طن.

وتذكر شركة كانتكس على موقعها الإلكتروني نبذة عن أعمالها في التنقيب واستخراج الذهب بمنطقة "الحارقة"، أنها نفذت 200 حفرة بعمق إجمالي يصل إلى 24500 متر.
وتضيف الشركة أنها تعتقد، اعتمادًا على استكشافاتها السابقة (200 حفرة) أن أقصى 1000 متر شمالًا من تمعدن الذهب في "الحارقة"، البالغ طوله 3700 متر، يمكن أن يحتوي على 400 ألف - 3 ملايين أوقية، موجودة ضمن 13 إلى 52 مليون طن، بمعدل من 1.0 إلى 1.8 جرام لكل طن.
فقر وحرمان في موطن الثروة
إضافة إلى ما هو معروف عن الفقر المتفشي في مناطق محافظة حجة، وحرمانها من المشاريع التنموية، تحدّث عدد من الأهالي لـ "خيوط"، عن افتقار منطقتهم لأبسط الخدمات والمشاريع التنموية، بالرغم من هذه الثروة المعدنية الكامنة في جبالهم ووديانهم. هم يعرفون أن الاستثمار المؤتمن على هذه الثروة من شأنه أن يحسن الوضع الاقتصادي في اليمن عمومًا، وليس مديريتهم فقط، ومع انكفاء الدولة عن الاستثمار في الثروات المعدنية وتحسين ظروف الحياة للمواطنين، يرى الأهالي أن عملهم في التنقيب الفردي "حق مشروع" لهم، كونهم لم يروا خير هذه الثروة على مدى 18 سنة من عمل الشركة الكندية.