نلاحظ هذه الأيام ارتفاعا في درجة حرارة الجو مع زيادة في ارتفاع الرطوبة إضافة إلى طقس خانق أحياناً، كل تلك العوامل تضغط على الخلايا العصبية للإنسان فيشعر بالضيق مما تجعله متوترًا عصبياً وليس نفسياً، وحينما يعطي لذاته أوامر بالتشاؤم والشعور بعدم تحمل الحالة التي هو فيها يتحول إلى توتر نفسي هو الذي خلق هذه الحالة لذاته فيكون على استعداد للتعارك مع أي كائن كان، الحالة الأولى طبيعية عند كل الناس، الحالة الثانية عنده هو فقط، فالإنسان في الحالة الأولى يسمى بالصبور، وفي الحالة الثانية يسمى بالعدواني، فمن صبر على ما أصابه وشكر ربه فله الجزاء الأوفر في الدنيا والآخرة، وأما من سخط وتجبر فعليه وزر أعماله، لأن الناس تعيش بنفس حالة الطقس الحراري وصابرون ولا يتقبلون استفزازا من أحد، وأشكال الاستفزازات عديدة ومتنوعة في البيت أو الشارع أو السوق أو العمل وفي المسجد، لذا نرى في هذا الطقس الحار العديد من الاشتباكات بالأيدي أو بالألفاظ يكون سببها واحد عدواني مع آخر عدواني مثله، أما إن صادف عدواني مع صبور عادة ما ينسحب الصبور ويتنازل للآخر عن سبب النزاع، وخاصة لو كان سبب الاختلاف آراء مختلفة في الكورة أو السياسة وغيرها.
نقول للشخص العدواني أنت من خلق الحالة لنفسك وأنت قادر على إزالتها لتعيش مثل خلق الله، بيدك الأمر كله زرعت فحصدت فتحمل عواقبها، فإن زرعت الخير فالطريق معبد لك بالخيرات ورحمة من الله تعالى وتكون على خُلق وأخلاق عالية وسمعة طيبة بين الناس، وإما أن زرعت الشر فتبعاته وعواقبه وخيمة ومعروفة لكل الناس.