كل شيء في الوجود يجيد نوعا من أنواع الفنون بداخله يؤديه بكل حب وبراعة، انظر لدوران الشمس وهي ترقص بثوبها الذهبي حول نفسها.. لحن تكسر الأمواج ومداعبتها مع الصخور.. تمثيلية الأرض والدراما التي تؤديها مع بقية الأجرام السماوية.. النقوش الرائعة التي ترسمها الفصول الأربعة بالتتابع على لوحة الحياة.. عزف الرياح ورقص الشجر وسيمفونية المطر ولوحة قوس قزح كم هي متناسقة وجميلة، حتى نحن البشر جوهرنا مليء بأنواع الفنون والمواهب.

تخيل الفنان وهو يختصر جمال الطبيعة في لوحة صغيرة، واللاعب البارع الذي يسدد الكرة في مساحة المرمى الضيقة ليُتَوَّج بالهَدَّاف، أو عالم يأتيه قبس من العلم يجعله باختراع صغير ينير ظلاماً ما كان ليضيء دون شرارة الدقة والتركيز، وبمثل المحامي يصل بخيط رفيع نسيج من الأدلة ويضيف أبعاداً جديدة للقضية دفاعاً عن حق المظلومين في تلك الملفات المنظورة أمام القضاء، وكمثل الثائر دائماً ما يجد درباً ولو ضيقاً نحو رحابة الحرية، بالحب والرغبة والشغف نستطيع اكتشاف فسحة للإبداع ونصقل المواهب مهما كانت صغيرة، وبالاهتمام تتوسع وتتنوع الإقدامات ثم تتشابك الأيادي معاً في خلق إنجاز عظيم يخلّدهُ الزمن في ذهن التاريخ، وبالتواضع والبساطة، سيغمره النور ويدخل أبواب القلوب بكل ترحاب.