عندما سُئِل أرنست هيمنجواي عن أكثر الصعوبات التي واجهها في حياته قال: تصارعت مع الثيران في إسبانيا، واصطدت وحوشا وحيوانات كثيرة مفترسة في غابات أفريقيا، ونجوت من رصاصة في الحرب في أثناء عملي مراسلًا حربيا، أما أكبر خطر واجهني في حياتي هو حمل القلم.
نعم في بداية الأمر يجب معرفة قيمةَ هذا القلم. إنه سلاح ذو حدين، ووسيلة لنشر العلم، وآلة بناء المجتمع، وشعلة لتنوير العقول ليحسن استخدامها.
نرى هذه الأمانة تتعرض للضياع في هذا العصر، فقد أصبح القلم ينضح منه سم الجهل والتعصب بعدما وقع في أيدي العابثين به والمُبطلين والمحرّفين والجاهلين والغاوين.
لهذا القلم قيمة عظيمة وخطورة كبيرة يجب على حامله أن يكون مجاهدًا في قول الحقيقة وساعيًا لنشر الخير ومكافحًا ضد الظلم، ومرابطًا على ثغور القيم والأخلاق، وإلا ستنتهك أمانة الكلمة وتسوّد بياض الورقة فيسلب من «عَلَّمَ بالقلمِ» قوة تأييده عن حامل القلم ويُمحي أثره من الوجود.
الكلمة لها قدرٌ عظيم لمن تدبّر، وشأنها جسيم لمن تفكّر، فقد أوجد الله الخَلْق بالكلمة، إذ قال سُبحانه جلّ في عُلاه "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ (كُنْ) فَيَكُون".
القلم بريد القلب نتمنى أن تصل الرسالة للقلوب بسلام، ودمتم سالمين.