> عدن/الرياض «الأيام» خاص:
تنتهي الهدنة بين الأطراف المتحاربة في اليمن يوم غد الأحد 1 أكتوبر وسط جهود محمومة لتمديد الهدنة من قبل مبعوث الأمم المتحدة هانس جروندبرج.
الهدنة التي أعلنت في 2 أغسطس الماضي في تمديدها الثاني، أوقفت الحرب عمليًا بين الحوثيين والتحالف، حيث توقفت الصواريخ البالستية التي كان الحوثيون يطلقونها على أهداف حيوية في المملكة العربية السعودية، لكن نشاطات الحوثيين وخروقاتهم استمرت على الجبهات المختلفة داخل اليمن.
لم تستفد الحكومة اليمنية من الهدنة المزعومة، بل تحملت العديد من الهجمات التي أوقعت قتلى في صفوف القوات الحكومية كان آخرها أمس الجمعة في يافع، حيث أوقع صاروخ حراري حوثي ثلاثة قتلى وأربعة جرحى على الأقل عندما تم استهداف دورية عسكرية حكومية.
ولم يشهد المواطنون في اليمن تحسنًا في مستويات المعيشة طوال فترة الهدنة، بل إن الكثيرين اليوم يرون أن أحوالهم المعيشية تدهورت في الثلاثة أشهر الأخيرة فيما يسعى الحوثيون مع كل تجديد للهدنة إلى انتزاع صلاحيات سيادية من الدولة وتوسع سيطرتهم على البنك المركزي.
وقال مصدر سياسي يمني رفيع في الرياض لـ "الأيام" طلب عدم كشف اسمه: "الحوثيون طالبوا بالكثير هذه المرة لتمديد الهدنة وإذا وافقت الحكومة على مطالبهم فسينتزع الحوثيون صلاحيات سيادية للمرة الأولى باسم الهدنة".
وأضاف المصدر: "أصبحنا نشعر بأن الأمم المتحدة تريد تسليم البلاد للحوثيين حتى تحرز تقدما ضيقا اسمه تمديد الهدنة بينما الحرب لاتزال مستمرة من قبلهم في الداخل".
وتسعى الأمم المتحدة لتجديد الهدنة لفترة أطول، وببنود اتفاق إضافية إلى الهدنة السابقة التي لم تنفذ كل بنودها من قبل الحوثيين.
وتضمن اتفاق الهدنة دعوة الأطراف إلى مفاوضات بشأن فتح الطرقات في مدينة تعز، والذي تعثر تنفيذه حتى اليوم، حيث تتهم الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بحصار المدينة منذ العام 2015.
وضمن جهود الأمم المتحدة لتجديد الهدنة في اليمن، زار المبعوث الأممي خلال الساعات الماضية العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لبحث جهود تجديد الهدنة.
ومساء أمس الأول غادر المبعوث الأممي جروندبرج مطار صنعاء مع مرافقيه إلى العاصمة الأردنية عمان، بعد زيارة التقى خلالها قيادات من جماعة الحوثي بغرض تجديد الهدنة في البلاد.
وكان مكتب المبعوث الأممي قد قال في بيان، يوم الثلاثاء الماضي، إن جروندبرج زار السعودية والتقى برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، د. رشاد العليمي في مدينة الرياض الاثنين الماضي لمناقشة الجهود الجارية لتنفيذ وتمديد الهدنة، واطلع العليمي على آخر التطورات وتمت مناقشة مقترح الهدنة الذي قدمته الأمم المتحدة.
وبحسب البيان، فإن المبعوث التقى يوم الثلاثاء الماضي في مسقط بوزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وأشاد خلال لقائه بدور سلطنة عمان الحيوي لدعم جهود الأمم المتحدة.
وأشار البيان إلى أن المبعوث وخلال "كل محادثاته شدد على أهمية التمديد لفترات زمنية أطول لإتاحة الفرصة أمام اليمنيين لإحراز تقدم على نطاق أوسع يستوعب الأولويات ويوفر مساحة للإعداد للتوجه نحو مفاوضات سياسية شاملة، بما في ذلك وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني".
وتسعى الأمم المتحدة إلى تجديد الهدنة لستة أشهر إضافية، وببنود اتفاق موسعة.
وأضاف المصدر الدبلوماسي، الذي فضل عدم ذكر هويته، لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن الحكومة اليمنية تسلمت رسميًا من المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، مسودة بشأن تجديد الهدنة لستة أشهر إضافية.
ويخضع مطار صنعاء وميناء الحديدة لسيطرة جماعة الحوثي.
وفي السياق ذاته، أكد مصدر حكومي يمني أمس، أن الحكومة تدرس مسودة تجديد الهدنة الأممية لستة أشهر إضافية.
وأوضح المصدر أن فتح وجهات جديدة من مطار صنعاء الدولي -حسب المسودة- وبجوازات صادرة من مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، يتنافى مع الحق السيادي للحكومة المعترف بها.
وفيما يخص فتح ميناء الحديدة، أكد المصدر أن مسودة المقترح تنص على الفتح الشامل للميناء، وهذا بدوره سيلغي دور الحكومة الشرعية، وسيصبح الميناء مفتوحًا لدخول النفط الإيراني المهرب والأسلحة للميليشيات.
وحسب مقترح تسليم المرتبات، أكد المصدر الحكومي أن الحكومة لا تمانع صرف المرتبات وفقا لآلية واضحة، تضمن جمع كامل إيرادات ميناء الحديدة، وستغطى الحكومة الفجوة في صرف المرتبات، وفقا لكشوفات الخدمة المدنية للعام 2014.
وأوضح المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، على حسابه في "تويتر"، أن "إيرادات اليمن السيادية من النفط الخام والغاز والتي تنهب من قبل دول العدوان وتورد إلى خارج اليمن كفيلة بصرف الرواتب لكل الموظفين اليمنيين ومعاشات المتقاعدين وتقديم جزء من الخدمات العامة للشعب".
وقال أحد أعضاء البرلمان اليمني يوم أمس لـ "الأيام": "هدنة أو تمديد أو لا هدنة.. لن تنتهي الحرب إلا بمنتصر عسكرياً خلي الأمم المتحدة تلعب بالوقت".