تنويه لابد منه، هذا الموضوع نشر وعمم وبنفس العنوان بتاريخ 18/يوليو/2020م بعد نجاح مليونية المكلا المؤيدة للإدارة الذاتية حينها، ونعيد نشره مجددا بعد نجاح مليونية سيئون التاريخية وفي ظل الجدل الدائر بشأن الاسم الجديد الذي سيختاره الشعب لدولته بعد استعادتها- بإذن الله قريباً - وفيما يلي نصه كما نشر حينها:
حضرموت كانت وستبقى ذلك المركّب الفريد الذي أمتزج واختلطت فيه أجمل وأعظم عناصر ومقومات الحضارة الإنسانية، الذي أجتمع في وعاء بديع واحد، جعل من الإنسان والتاريخ والجغرافيا مكوناً حياً لا يقبل الخمول أو الانكسار مهما اعترته من لحظات للوهن المؤقت أو الانتظار في ساحات التوثب والنهوض المتجدد، وهي لكل ذلك لا تشبه غير نفسها، كيف لا وهي التي انتصرت عبر مراحل التاريخ المختلفة لدورها الريادي وعلى مختلف المسارات والميادين، وجعلت من نفسها نموذجاً يحتذى به، ومنبعا للعطاء والنور والتنوير تجاوز حدود الجنوب الحضرمي التاريخي، إلى المحيط الجغرافي الأبعد وصولاً إلى مناطق وقارات بعيدة، ومازالت الشواهد على حضورها الفاعل كثيرة وعلى قدرتها الاستثنائية على التفاعل الواعي مع المتغيرات المختلفة ومواكبة التطورات العديدة دون أن تذوب فيها أو تفقد خصوصياتها الحضارية والثقافية أو تغير من عاداتها وتقاليدها وموروثاتها الإيجابية المتسمة بالبساطة والتسامح والوسطية والتعايش والانفتاح على الآخر وبشكل مثير للإعجاب.