غالبيتنا كنا ندرك أن شعار (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. إلخ) الذي اتخذه الحوثي وأتباعه، هو شعار ديماغوجي متفق عليه مع أمريكا وإسرائيل من تحت الطاولة.
اليوم بعض مسؤولي الحوثي خرجوا بنغمة جديدة حيث تحدثوا بالصوت العالي قائلين: فليريح المجتمع الدولي نفسه من عناء كتابة البيانات، فالقانون الدولي تحت أقدامنا. هكذا قفزة مظلية كبيرة يضع أتباع الحوثي القانون الدولي تحت الأقدام وكأنهم دولة عظمى.
يا ترى ما هي حبوب الشجاعة التي يتناولها أتباع الحوثي وسيدهم عبدالملك.
التصريحات التي تم نشرها في الصحف والمواقع وفيها حديث لمسؤولين حوثيين ربما هي فاتحة لصفحة جديدة من صراع يعلم الله وحده مساراته والمدى الذي سيصل إليه، أو أنها استجابة لتعليمات الراعي الإيراني الذي يعاني من أزمة داخلية تهدد كيانه ووجوده من خلال المظاهرات والتدهور الاقتصادي الحاد للنظام الإيراني.
بغض النظر عن ماهية الشجاعة الطارئة للحوثي ونوعية الحبوب التي تجعله بهذه الكيفية، فإننا مضطرون ومطالبون هنا في الجنوب بوحدة الصف والاستعداد بما يلزم لمواجهة المرحلة القادمة.
خلال مسيرته بشعاره لم يقتل سوى أبناء الشعب المسلمين السنة مواطنين وعسكريين خلاف من أرغمهم على ترك أرضهم ودارهم وفروا بجلودهم خوفًا من بطش أزلامه.
روسيا الاتحادية هي دولة عظمى وتتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لم تتحدث بلهجة كهذه رغم حربها على أوكرانيا وحلف الناتو الذي جعل من أوكرانيا ساحة صراع مع روسيا لتصفية حسابات قديمة جديدة بين القوى العظمى.
هل تلك الحبوب هي انتهاز فرصة انشغال العالم بقضايا كبيرة وخطيرة وأكثر أهمية من اليمن، أم أنها الترسانة التي امتلكها من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بكل أصنافها؟ أم أنه الخور والعجز الذي يهيمن على الشرعية منذ بدء الانقلاب في سبتمبر 2021م وكذلك بعد قيام الحرب (عاصفة الحزم)؟ تلك الحرب التي لم يحقق منها التحالف جميع الأهداف، وأيضا لم تستفد منها الشرعية السابقة لتلحق هزيمة منكرة بالحوثي وتطرده من صنعاء.
بغض النظر عن ماهية الشجاعة الطارئة للحوثي ونوعية الحبوب التي تجعله بهذه الكيفية، فإننا مضطرون ومطالبون هنا في الجنوب بوحدة الصف والاستعداد بما يلزم لمواجهة المرحلة القادمة.