> ناصر بامندود
كانت قيمة الدينار عملة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية "اليمن الجنوبي" منذُ الاستقلال في 30 نوفمبر (1967م) إلى غاية ما عرف بالوحدة اليمنية في 22 مايو (1990م) تساوي قيمته 3 دولار أمريكي مقابل الدينار الواحد، و10 ريال سعودي مقابل الدينار الواحد!
ومع انهيار العملة المحلية للبلاد "الريال اليمني" حاليًا والتي أصبحت تساوي أكثر من 1100 ريال مقابل الدولار الواحد و300 ريال يمني مقابل الريال السعودي الواحد!
بات هذا السؤال يجول في خاطري كثيرًا، وزادت رغبتي في معرفة الأسباب الاقتصادية للقوة التي كان عليها الدينار الجنوبي، وكل الأشياء المتعلقة به.
وفي هذا التقرير نتعرف على عملة دينار (اليمن الجنوبي) سابقًا والأسباب الاقتصادية التي أدت إلى قوة الدينار الجنوبي وارتفاع سعر صرفه إلى هذا المبلغ.
ظل التعامل بالدينار بعد الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م فأصبحت العملة الرسمية للبلاد، ولكن تغير اسم المؤسسة المسؤولة عن العملة من مؤسسة نقد الجنوب العربي إلى مصرف اليمن.


فالدولة هي من تستورد السلع وتحدد أسعارها، والاقتصاد بالكامل تحت سيطرتها، فمثلًا القمح والألبان والزيوت كانت تستورده الدولة، وتوزعه عبر التعاونيات الاستهلاكية وشركة التجارة الداخلية، كذلك الكهربائيات كانت تشتريها شركة التجارة الخارجيّة التابعة للحكومة، وشركة التجارة الداخلية التابعة كذلك للحكومة توزعها، الأمر الذي لغى احتكار التجار للسلع لأنه الدولة هي من توفرها للشعب ".
ويضيف الكسادي "وهذا عكس ما هو عليه الحال الآن الاقتصاد أصبح بيد التجار، وهم من يحددون العرض والطلب ".
استمر الحال في التعامل بالعملتين إلى سنة 1996م حين أصدر قرار في مارس بإلغاء التعامل به، فانتهى تداوله 32 عامًا من التعامل بالعملة التي على وجهها صورة مباني وميناء عدن ومركبٌ شراعي، وفي الوجه الآخر نخلة وأشجار القطن ورأس جملًا غير مرئي لمنع التزوير.
"أنباء عدن"
ومع انهيار العملة المحلية للبلاد "الريال اليمني" حاليًا والتي أصبحت تساوي أكثر من 1100 ريال مقابل الدولار الواحد و300 ريال يمني مقابل الريال السعودي الواحد!
بات هذا السؤال يجول في خاطري كثيرًا، وزادت رغبتي في معرفة الأسباب الاقتصادية للقوة التي كان عليها الدينار الجنوبي، وكل الأشياء المتعلقة به.
وفي هذا التقرير نتعرف على عملة دينار (اليمن الجنوبي) سابقًا والأسباب الاقتصادية التي أدت إلى قوة الدينار الجنوبي وارتفاع سعر صرفه إلى هذا المبلغ.
- معلومات عن الدينار الجنوبي
ظل التعامل بالدينار بعد الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م فأصبحت العملة الرسمية للبلاد، ولكن تغير اسم المؤسسة المسؤولة عن العملة من مؤسسة نقد الجنوب العربي إلى مصرف اليمن.
- طباعة الدينار
يقول الأستاذ، محمد سالم باصمد رئيس قسم الخزائن في مصرف اليمن فرع حضرموت، "أول ما بدأ التعامل بالدينار في 1964م كانت العملات الموجودة منه هي العملات المعدنية فقط، وفي العام التالي طبعت العملات الورقية له وكانت طباعتها في بريطانيا - وبالمناسبة كل طابعات الأربع لفئات الدينار منذُ بدء اعتماده والتداول به في عامي 1964م/1965م إلى آخر طباعة له في 1988م كانت تتم في بريطانيا- وكانت طباعةً ذات جودة عالية فالعملات الورقية كانت متينة على عكس طباعة الريال اليمني فيما بعد، والعملات المعدنية للدينار كانت تحتوي على نسبة قليلة محدودة من الذهب وأغلبه من مادة نحاسية لذلك كان له بريقه، وبعد الوحدة تم استخدام العملات المعدنية للدينار في الشمال بصناعة ( الجنبية) ".

فئة خمسة دنانير ورقية
ويضيف باصمد: "كانت تتطبع الكميات المطلوبة والمحددة منه فقط، وهي الفئات التي غالبًا ما تكون تعرضت للتلف بفعل تداولها لسنواتٍ طويلة، ولم تكن عملية الطباعة عشوائيةً البتة، إنما هي مبالغ محددة ومدروسة بعناية".
- فئات الدينار
يتحدث الأستاذ محمد باصمد عن مستويات فئات الدينار: "كانت أدنى فئة نقدية من فئات الدينار فئة الـ 5 فلس بالنسبة للعملة المعدنية، وفئة الـ 250 فلسا بالنسبة للعملة الورقية، بينما كانت أعلى فئة له هي فئة الـ 10 دينار والتي تساوي 200 شلن".

العملات المعدنية
- الاقتصاد المغلق
فالدولة هي من تستورد السلع وتحدد أسعارها، والاقتصاد بالكامل تحت سيطرتها، فمثلًا القمح والألبان والزيوت كانت تستورده الدولة، وتوزعه عبر التعاونيات الاستهلاكية وشركة التجارة الداخلية، كذلك الكهربائيات كانت تشتريها شركة التجارة الخارجيّة التابعة للحكومة، وشركة التجارة الداخلية التابعة كذلك للحكومة توزعها، الأمر الذي لغى احتكار التجار للسلع لأنه الدولة هي من توفرها للشعب ".
ويضيف الكسادي "وهذا عكس ما هو عليه الحال الآن الاقتصاد أصبح بيد التجار، وهم من يحددون العرض والطلب ".
- الإجراءات الحكومية
- المقاولات والمشاريع الحكومية
- رب أسرة عايش مرحلة الدينار
يحكي العم عبد الرحيم عتعوت باوزير (72 عامًا) عن تلك الأيام فيقول: "حين كانت عملتنا الدينار كان الراتب يكفي ويزيد، وكنا لا نحمل همًا فقد كان كل تفكيرنا كيف نقيم الرحلات نهاية الأسبوع، فالأسعار رخيصة وراتبك يسد كل الاحتياجات فمثلًا كان الكيس الرز أبو 50 كيلو بـ10 دينار، وكنت اشتري ثمن رأس لحم ب 3 شلن، والمواصلات كذلك كانت رخيصة، إلى أن جاءت الوحدة تغيرت الأحوال، وعرفنا الغلاء وصارت أحوالنا من أسوأ إلى أسوأ ".
- نهاية الدينار
استمر الحال في التعامل بالعملتين إلى سنة 1996م حين أصدر قرار في مارس بإلغاء التعامل به، فانتهى تداوله 32 عامًا من التعامل بالعملة التي على وجهها صورة مباني وميناء عدن ومركبٌ شراعي، وفي الوجه الآخر نخلة وأشجار القطن ورأس جملًا غير مرئي لمنع التزوير.
"أنباء عدن"