يقف اليوم الجنوب على مفترق الطرق إما أن نبني دولة النظام والقانون والمؤسسات وإما أن تقام دولة هوامير الفساد من اللصوص وناهبي الأراضي والفاسدين، فعندما يصل الأمر إلى البسط على أراضي أعضاء الهيئة التدريسية من الأكاديميين بالجامعات وهم نخبة المجتمع ومن يحمل مشاعل العلم والمعرفة ومن يدرس أبنائنا ويخرجهم مسلحين بالعلم والمعرفة، فإننا نقول بملء الفم إن الجنوب يقف على مفترق الطرق.

بالأمس كنا نشتكي من فساد نظام صنعاء ولصوصية المتنفذين من أبناء الشمال ومن نهبهم وبسطهم على الأراضي والمؤسسات والمنشآت الحكومية والخاصة في الجنوب، واليوم يعيد المشهد نفسه ولكن بحفنة من أبناء الجنوب.. للأسف ممن يمارسون نفس هذه الممارسات التي كنا بالأمس القريب ننتقدها ونرفضها ونحاربها هي في الأصل دخيلة على مجتمعنا الجنوبي الذي تربى على حب واحترام النظام والقوانين.

إن البسط على أراضي الجمعية السكنية الخاصة بأعضاء هيئة التدريس من الأكاديميين المنتسبين لجامعة عدن والجامعات الأخرى لحج وأبين وشبوة تحت حجج ومبررات واهية أمر غير مقبول ومرفوض، وخاصة أن الجمعية السكنية الخاصة بأعضاء هيئة التدريس من الأكاديميين تمتلك كل الوثائق والأوراق القانونية التي تؤكد ملكيتها لهذه الأراضي، ولديها توجيهات سابقة من دولة رئيس الوزراء د. علي مجور، وذلك بتاريخ 2011/5/4م والمخصصة بالمنطقة المحددة قطاع (L)، وعليها توجيهات من د. عبد الجليل شايف رئيس الهيئة العامة للمنطقة الحرة بتاريخ 2011/8/1م، ثم تلتها توجيهات م. أحمد الميسري حين كان نائبا لرئيس الوزراء ووزير للداخلية، ثم تلتها توجيهات حديثة صدرت من المناضل القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس المجلس الرئاسي، وأخيرا من الأستاذ أحمد حامد الملس محافظ عدن وزير الدولة، والتي تفيد بالحماية وتسوير أراضي الجامعات واستكمال إجراءات التوثيق في أراضي وعقارات الدولة والمنطقة الحرة وقد تفاجأ الأكاديميون كما جاء في بيانهم الصادر بتاريخ 2022/20/12 بالبسط على أراضيهم وتسويرها بحجة حجز أرض مطار اللواء العاشر طيران رغم أن أرض المطار تبعد عن موقع المخطط التابع للجمعية السكنية بعدة كيلوهات، وكما يظهر أن الباسطين قد اتخذوا من بناء المطار فقط حجة وذريعة للبسط والاستيلاء على أراضي الجمعية السكنية الخاصة بأعضاء هيئة التدريس من الأكاديميين باسم الدولة.

إن عملية النهب والبسط على الأراضي التي تتعرض لها محافظتا عدن ولحج منذ فترة وخاصة بعد تحرير العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى من قبل هوامير الفساد وناهبي الأراضي تقدم نموذج سيء لبقية المحافظات الجنوبية الأخرى التي تسعى لاستكمال تحريرها، وخاصة حضرموت التي تقبع تحت هيمنة قوات المنطقة العسكرية الأولى.

إننا نناشد من هذا المنبر الحر الأخ رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي وعلى وجه الخصوص الأخ القائد اللواء عيدروس الزبيدي الوقوف إلى جانب منتسبي الجمعية السكنية من أعضاء هيئة التدريس الأكاديميين بجامعة عدن والجامعات الأخرى وحماية أراضيهم من البسط والنهب من قبل هوامير الفساد وناهبي الأراضي التي تزداد شهيتهم يوما بعد يوم لابتلاع المزيد من الأراضي، لأنهم لا يجدون من يردعهم ويردهم إلى عين الصواب.