> مقديشو «الأيام» العرب:
بعد مرحلة فتور شابت العلاقات بين البلدين، تحرك الصومال وجيبوتي لمناقشة عدد من الملفات الأمنية والبيئية ما يعكس رغبتهما في التعاون من أجل مواجهة التحديات المشتركة التي في مقدمتها التهديدات المستمرة لحركة الشباب، وملف صومالي لاند بالإضافة إلى الجفاف الذي يهدد الأمن الغذائي للدولتين الأفريقيتين.
وتعتبر الزيارة تأكيدا على طي مرحلة الفتور بين البلدين التي شابت عهد الرئيس الصومالي السابق محمد فرماجو.
وكان جيلي من أوائل زعماء العالم الذين هنأوا شيخ محمود بعد فوزه برئاسة الصومال للمرة الثانية ولكن بشكل غير متتال، إذ كانت ولايته الأولى بين عامي 2012 و2017.
- زيارات كثيفة
وتعكس كثافة الزيارات المتبادلة بين الرئيسين في أقل من ستة أشهر رغبة البلدين في تمتين العلاقات الثنائية لمواجهة التهديدات والتحديات المشتركة.
ورغم أن العنوان الأبرز لزيارة جيلي الأخيرة هو المشاركة في الافتتاح الرسمي لمقر "الأكاديمية الإقليمية للغة الصومالية" في مقديشو، إلا أن عدة ملفات مشتركة تهم الجارين تم بحثها خلال الزيارة.
ويشكل الملف الأمني والتحديات التي تمثلها حركة الشباب إلى جانب الجفاف الذي يضرب منطقة القرن الأفريقي، والوساطة الجيبوتية في ملف المفاوضات مع إقليم أرض الصومال الساعي للانفصال عن البلاد، أبرز هذه الملفات ذات الاهتمام المشترك.
- الملف الأمني
تتزامن زيارة جيلي إلى مقديشو مع عدة انتصارات حققها جيش الصومال بدعم دولي ومشاركة مسلحين قبليين في قتال حركة الشباب، وتحرير عدة مدن وبلدات إستراتيجية وسط البلاد.
وجاءت الزيارة لتأكيد استمرار دعم جيبوتي للحكومة الصومالية في حربها ضد حركة الشباب التي تسيطر على أجزاء واسعة من الأقاليم الجنوبية للبلاد.
وتعد الزيارة استكمالا لزيارة شيخ محمود الأخيرة إلى جيبوتي والتي لم يخف جيلي خلالها سعادته بـ "الخسائر الفادحة" التي منيت بها حركة الشباب ووصفها بأنها "نمر من ورق".
وما زيارة الرئيس الجيبوتي الأخيرة إلى الصومال إلا رسالة للخارج بأن حركة الشباب لم تعد تمثل تهديدا وجوديا للبلاد كما في السابق، وأن العاصمة مقديشو أصبحت أكثر أمنا من أي وقت مضى، خاصة بعد تحرير المدن والبلدات المحيطة بها.
وأعلنت السلطات الصومالية الاثنين عن مقتل 61 عنصرا من حركة الشباب في غارة جوية نفذها جهاز المخابرات جنوبي البلاد.
- الوساطة مع أرض الصومال
لم يقتصر دعم جيبوتي للصومال فقط على الحرب ضد حركة الشباب، بل تسعى أيضا ضمن جهود دولية لإحياء المفاوضات بين مقديشو وإقليم أرض الصومال الذي أعلن انفصاله من طرف واحد عام 1991م.
غير أن هذه المحادثات الطويلة لم تخرج بنتيجة بالنظر إلى إصرار حكومة أرض الصومال على الانفصال، بينما تتمسك مقديشو بالوحدة.
والتقى شيخ محمود برئيس إقليم أرض الصومال، كما بحث الأخير مع وفد تركي - نرويجي تسهيل إجراء المفاوضات مع مقديشو.
وزيارة جيلي السريعة إلى مقديشو من المرجح أن تكون شملت سبل تمهيد إطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الطرفين، رغم الشروط الصعبة التي وضعتها حكومة أرض الصومال للبدء رسميا في المفاوضات.
وهذا الشرط يعني اعترافا رسميا من مقديشو بانفصال أرض الصومال قبل دخول المفاوضات، بينما يعارض الصومال أي انفصال للإقليم.
- الأمن الغذائي
وحذرت منظمة الصحة العالمية في أغسطس الماضي من أن منطقة القرن الأفريقي الكبرى تشهد واحدة من أسوأ المجاعات خلال الأعوام السبعين الماضية.
هذا الوضع دفع أعدادا كبيرة من الصوماليين للنزوح من قراهم بحثا عن الغذاء والماء لهم ولمواشيهم التي نفقت قطعان كثيرة منها بسبب الجفاف، بل إن برنامج الغذاء العالمي كشف في الصيف الماضي أن أكثر من 7 ملايين شخص في الصومال (نحو نصف السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأن 213 ألفًا يواجهون بالفعل ظروفًا شبيهة بالمجاعة.