> «الأيام» الخليج الجديد:
تعمل سلطنة عمان في كثير من الأحيان على لعب دور المحكم الذي يجمع الفرقاء على طاولة واحدة، بتوجيه قنوات التفاوض في السياق التي تراه السلطنة يصب في مصلحة بقائها الطرف الذي يعود له الجميع عند الاصطدام بحائط تعنت أطراف الخلاف.
ولعل أبرز رجال السلطنة الذي يقوم بهذا الدور، هو الفريق أول "سلطان بن محمد النعماني"، وزير المكتب السلطاني العماني، والمدير الفعلي لخدمات الأمن والاستخبارات في البلاد، الذي لا يقتصر دوره فقط على الوساطة، وإنما تعزيز العلاقات مع دول الجوار.
في 5 مارس 2011 تم تعيينه وزيراً للمكتب السلطاني في عهد "قابوس بن سعيد" سلطان عُمان الراحل، إبان احتجاجات شعبية خلفاً للوزير السابق الفريق أول "علي بن ماجد المعمري".
وفي يناير 2020، عقب وفاة "قابوس"، ترأس "سلطان النعماني" مجلس الدفاع العماني لاختيار من يتولى للحكم بدعوة مجلس العائلة المالكة إلى الانعقاد لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم، والتي أسفرت عن اختيار "هيثم بن طارق" ليكون السلطان الجديد.
وكانت النشرة الفرنسية "إنتليجنس أونلاين"، زعمت منتصف 2020، أن رئيس جهاز الأمن الداخلي "سعيد بن علي بن زاهر الهلالي" والمفتش العام للشرطة والجمارك "حسن بن محسن الشريقي"، الذي يشرف على أنشطته ديوان السلطان، كانا يغذيان شائعات بأن "النعماني" في الطريق للإطاحة به، حيث اعتقد البعض أنه لن يصمد أمام التغيير الوزاري الذي أجراه السلطان "هيثم"، بعد ذلك بشهور، إذ عزل السلطان عدد من الوزراء الرئيسيين.
إلا أن في أغسطس من ذات العام، صدر مرسوم من السلطان "هيثم" بتغيير وزاري موسع، بينما استمر "النعماني" في منصبه كوزير المكتب السلطاني.
وحسب الموقع الاستخباراتي الفرنسي ، فإن بقاء "النعماني"، في منصبه رغم قربه من السلطان الراحل "قابوس"، يثبت أنه يلعب دورا مركزيا في النظام الجديد في السلطنة.
وأوضح أنه كان مقربا من الاخ غير الشقيق للسلطان الراحل "أسعد بن طارق" قبل التعهد بالولاء لـ"هيثم"، وسيواصل العمل كجسر بين الأخوين، مع وعود "هيثم" له بالإبقاء على نفس الامتيازات التي تمتع بها.
ويؤكد الموقع أنه بمرور الوقت، يكتسب الرجل نفوذا متزايدا داخل الجهاز الأمني في السلطنة.
أما في إطار التعاون الخارجي، كان لـ "النعماني" دور هام في تحسين العلاقات مع السعودية، كما كان له الدور الأبرز في وضع خطط التعاون الأمني والاستخباراتي مع الإمارات، رغم حالة عدم الثقة التي كانت تنتاب البلدين خلال الفترة الماضية.
لم يقتصر الأمر على التنسيق الداخلي فحسب، بل بات "النعماني" بحكم مسؤولياته الجديدة، حلقة الوصل بين إيران والولايات المتحدة، وهو الدور الذي كثيرا ما أشاد به الطرفان.
وقاد "النعماني" مفاوضات سرية بين السعودية والمتمردين الحوثيين في اليمن، لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في أبريل الماضي، وانتهي بعد عدة أشهر، وسعى لتمديد الاتفاق إلا أنه لم ينجح في ذلك.
ورغم قيادته للوساطة، إلا أن السعودية وفق موقع "وطن" المختص بالشؤون الخليجية، تبدي تململا من "النعماني" وصعوده القوي داخل السلطنة، حيث سبق أن عدت الرياض اختيار "النعماني" لرئاسة الاستخبارات استفزازا لها بسبب تطورات الأوضاع في محافظة المهرة، والدور القوي الذي يلعبه الجهاز الأمني العماني، والمضاد لمصالح السعودية والإمارات.
وأنه عندما قاتلت قوات التحالف بقيادة السعودية في فبراير 2020 داخل محافظة المهرة اليمنية، بالقرب من محافظة ظفار العمانية، ضد مقاتلي القبائل الذين يسيطرون على معبر "شحن" الحدودي بين عمان واليمن، تلقت دعما مخابراتيا عمانيا.