لم يتمكن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية طيلة ثمان سنوات مضت منذ الإعلان عن بدء أولى عمليات عاصفة الحزم العسكرية من إلحاق الهزيمة بالحوثيين وكسر شوكتهم وإعادة الحكومة الشرعية من منفاها إلى صنعاء، فقد ارتأت المملكة أمام صمود الحوثيين وإصرارهم على مواصلة الحرب حتى النهاية وعجزها عن حسم المعركة عسكريا بالإضافة إلى التكلفة المادية الكبيرة التي تتطلبها مواصلة الحرب أنه ليس أمامها خيار آخر سوى الدخول في مفاوضات سلام مع الحوثيين والنزول عند شروطهم وطلباتهم لوقف الحرب … وهي بذلك إنما تطبق المثل الشعبي القائل يد ما تقدر تكسرها بوسها ...نحن لسنا ضد السلام ووقف هذه الحرب العبثية، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه .. أليس ذلك يعد إفراغا للعمليات العسكرية لعاصفة الحزم من مضمونها ؟! هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هل حقق التحالف بقيادة المملكة انتصارات مقبولة على الأقل خلال هذه الحرب؟ إن الشيء الثابت والوحيد في هذا الموضوع أن المملكة لم تكن موفقة في سياساتها الخارجية؛ فخلال كل المعارك السياسية والعسكرية التي خاضتها وعلى مر الفترات السابقة لم تنجح المملكة في معركة واحدة منها، فقد فشلت في لبنان وانتهى الامر بهذا البلد الجميل الى أن أصبح رهينة في قبضة حزب الله ذراع إيران هناك، رغم أنه كان للمملكة ثقل سياسي وحضور جيد في لبنان قبل أن ينشأ حزب الله وذلك من خلال اتفاق الطائف الذي عقد بين الأطراف اللبنانية المتقاتلة والذي كانت المملكة الراعي الأول الرئيس له وكانت لها مكانة تحترم عند جميع اللبنانيين باختلاف طوائفهم ولكن ما الذي حصل؟! لقد تركت لبنان فريسة سهلة يلتهمها حزب الله ذراع إيران بسبب سياستها الفاشلة، وهاهو لبنان اليوم نجده بلدا منهارا وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا لم تعمل على احتواء النظام وتركته يرتمي في أحضان إيران عدوها اللدود، وذلك أيضا بسبب سياستها الخارجية الفاشلة .. ولم يكن الأمر مختلفا في العراق الجار السني القوي الذي ذهب برمته إلى إيران؛ حيث لم تستطع انتزاعه من مخالب إيران التي أصبحت تتحكم بقراره السياسي السيادي وتستنزف ثرواته لصالحها. كل هذا بسبب سياسة المملكة الخارجية الفاشلة .. وكانت آخر محطات فشلها كعادتها في اليمن الشمالي البلد الذي يسميه أهله الحديقة الخلفية للمملكة وذلك من شدة تبعية النظام السياسي والاجتماعي وشيوخ القبائل والزعماء الدينيين لها ..لقد ذهب هو الاخر إلى أحضان إيران دون رجعة، ولم تستطع المملكة رغم الدعم السياسي والمادي الدولي والإقليمي الذي حشد لها إلى جانب تفوقها النوعي والكمي في السلاح وسيطرتها على الجو والبحر والبر من الانتصار على الحوثيين وإعادة اليمن إلى حضيرتها كما كان من سابق وهذا طبعا بسبب سياساتها الفاشلة.
ولم يبقَ اليوم معها سوى الجنوب ..جنوب اليمن وأبنائه كحليف صادق قوي سني .. فهل ستخسره هو الآخر في إطار صفقة مع الحوثيين والقوى الشمالية الأخرى. الأيام القادمة ستبين ما تخفيه الشقيقة الكبرى لنا.
ولم يبقَ اليوم معها سوى الجنوب ..جنوب اليمن وأبنائه كحليف صادق قوي سني .. فهل ستخسره هو الآخر في إطار صفقة مع الحوثيين والقوى الشمالية الأخرى. الأيام القادمة ستبين ما تخفيه الشقيقة الكبرى لنا.