> عبدالله الناحية
يتخذ المئات من العاملين بالدخل اليومي المحدود الأرصفة، بأكثر من مديرية في العاصمة عدن للبحث عن عمل في السباكة والبناء والحفريات وغيرها من الأعمال الشاقة، لتوفير لقمة العيش لأسرهم، ويعتبر هؤلاء العمال الأكثر معاناة ويعيشون بصعوبة بالغة.
إلا أن الاغلبية قد ياتون كل يوم ويعودون كما أتوا حاملين همومهم ومشاكلهم المادية والنفسية مع قسوة الضروف المعيشية، حتى إن تلك الشوارع اكتسبت شهرة المسمى (الحراج) والبؤس في آن، والاسم هنا يحمل دلالات مأساوية يتكبدها هؤلاء العمال منذ ساعات الصباح الأولى حتى المساء طيلة سنوات مخلوطة بالحزن والفرح، بالحرب والسلام، بالصحة والمرض، إلى جانب مخاطر العمل بالأدوات القديمة كالسلالم الخشبية والحبال غير الآمنة وغيرها.

السباك عبده ناجي يقول: "قَلت بشكل كبير فرصُ العمل والطلب على العمال ضئيلٌ جدا، منذ أربع سنوات أعمل في عدن وفي تغيرات كبيرة في أسعار المواد وكذلك إن العمل باليومية لا يغطي مصاريف العامل".
بينما يقول أدهم عباد شرف علي: "هناك فارق كبير في طلب العمل فيما سبق لايمكن كان يتوقف العمال كانت أعمال البناء مستمرة ألأن نقف ل أسابيع وأشهر أحياناً وزاد الحال سوء منذ سنة بغض النظر إذا كانت يومي السباك ممتازة إلا أنه يوقف اغلب الأيام اقيم هنا في لوكنده بالقرب من رصيف الحراج واخرج كل يوم أبحث عن فرصة أو عمل ولدي أطفال في تعز ولكني اعود خال الوفاض في أغلب ايامي واقول عن العمل ألأن لو سالنا أي شخص من الذين هنا منتظرين على رصيف الحراج هل فطر أو لا ل تجد الاغلبية ما عنده حق لقمة العيش".

نجيب رفيق عامل بلاط لا يجد شغل منذ ثلاث سنوات وأنا أعمل في التبليط في أسباب كثيرة ابرزها عدم حصول أصحاب البناء على تراخيص البناء بسهولة وكذالك ارتفاع تكلفة أسعار البلاط والنقل والشغل قبل كان شغل المتر من البلاط 2500 ألأن من 6000 إلى 8000 .

أحمد سالم القصيبي عامل بويه أعمل في الرنج منذ 15 سنة واغتربت فترة في الممكلة السعودية منذ شهر وأنا متوقف عن العمل حتى وإن جاء عميل (زبون) يتردد بسبب الأسعار، هناك زيادة كبيرة في أسعار المواد يصل سعر البرميل البوية إلى 200 ألف ريال يمني وأكثر حيث أنني آتي إلى هنا كل يوم، يجد العمال هنا معاناة، يعمل يوما ويتوقف شهرا، و معاناتهم بكونهم مغتربين من مختلف المحافظات، متحملين مسؤوليات ومعيلي أسر، متوقفين بشكل كلي مع غياب الفرص، وكذلك أغلبية القدامى تحصل لهم فرص عبر الاتصال من أصحاب عمل قدامى، إلا أن استمرار قطع تغطية (73) عمل فارق كبير، وأغلب أصحاب الأعمال يجلب رقم التلفون لأجل التواصل أصبح الوضع سيئا جدا.

رغم شظف العيش إلا أن عندهم عزة النفس، محمد علي أحمد زايد يعمل ملبس تلييس، منذ ثلاثة أشهر واقف عن العمل، وارتاد المكان بشكل يومي، أعمل في التلبيس، منذ خمس سنوات وأنا أعمل في عدن، بداية الأمر كانت تتراوح يومية الملبس من 7000 إلى 10000، الآن أصبح الوضع مخلتفا، وأصحاب الأعمال لا يراعون ما يعانيه العامل، ويطلبون منه العمل باليومية القديمة، وهذا إجحاف بحق العامل، الذي لا حول له ولا قوة، أصبح العامل يتضور جوعا، نحن نعيش على وجبة الغذاء والعشاء يقدمها فاعلو الخير في مسجد العيدروس، و بما أن التراخيص، هي السبب الرئيسي في توقيف أعمال البناء، وكذلك الأسعار أصبحت بالعملة الأجنبية، وارتفاع في أسعار المواد كل يوم.

يقول محمد علي الحبشي "عمري تجاوز السبعين عاما وما أخرجني إلا صعوبة الأوضاع المعيشية. أعمل في التلييس منذ أربعين عاما، وحاليا ارتاد رصيف الحراج كل يوم، ومنذ شهر وأنا متوقف عن العمل، أعيش على ما يقدمه فاعلو الخير في مسجد العيدروس .
يأتي تقديم هذا بمبادرة طيبة من الأستاذ عمر باصم أبو محمد مدير منتدى الصفوة، في مسجد العيدروس وهو القائم بالعمل على جمع ما يقدمه فاعلو الخير وتنظيمها وتوزيعها على هؤلاء.
