> شكري حسين
إنفض مولد بطولة كأس عدن، وصبغت كأسها بألوان مدينة الشيخ عثمان، حيث العشق يبلغ مداه والوله يصل إلى قمته، والهيام يحلق في سماء مآذن مسجدي "النور والهاشمي" ، حيث الحب المغروس في ملاعب الشهيد حامد وأزقة شوارع الجزائر وتونس والرباط، بعد مباراة متكافئة مع صاحب الشهرة والريادة "التلال" الذي استمد شموخه ذات "زمنٍ" من قلعة صيرة، ومن التاريخ الذي نقشت أبجدياته على جدران حافة حسين والطويلة ومسجد أبان.
مسك الختام كان جميلًا في كل تفاصيله وأحداثه، جماهير كبيرة غطت جنبات الملعب العتيق ومدرجاته منذ وقت مبكر، لكن ذلك، ومن وجهة نظري الخاصة، لم يكن كافيًا لإزاحة الوجه الشاحب الذي ظهرت به مباراة الختام والأندية العدنية في هذه البطولة، والتراجع المخيف والإنحدار اللافت للمستوى الفني لجميع الفرق ، بما فيها أندية الصفوة : "التلال والوحدة والشعلة" ، ومن خلفهم الميناء وشمسان.
محزنٌ بل مؤلمٌ هذا الحال المائل ، الذي وصلت إليه كرة عدن ، وهي التي سبقت باقي المدن اليمنية وربما العربية بسنوات طويلة.
ونعلم جيّدا أن الظل لا يستقيم والعود أعوج، وإن البناء لا يكتمل ، والتشققات تنخر جدرانه، ووسط هذه الفوضى العارمة، التي تعيشها الأندية في العاصمة عدن والتجاذبات التي تحيط بشبابها"إحاطة السوار بالمعصم"، وفراغ الرؤية الذي جثم على صدرها خلال السنوات الأخيرة ، حيث أضحت معظم البطولات وبكل أسف مجرد زوبعة في فناجين مقلوبة، فهي بطولات لا"تؤسس" لعملية بناء حقيقية ولا تستشرف مستقبلاً أكثر إشراقًا ونورًا، إذ لا يمكن لأندية عاصمتنا عدن أن تقبض على مقود القيادة كما كانت، وهي متقوقعة ومنكمشة على نفسها، ولا بمقدور فرقها أن تتبوأ مراكز الصدارة، وتصل إلى القمة كما كانت وجل لاعبيها أسرى للتباينات والتجاذبات المختلفة أو الاكتفاء والاحتماء بـ "جدران" التاريخ والجغرافيا ، أيُّ مستوى وتطوّر تنشده عدن ، وهي محصورة على ذاتها ، وتخوض مباريات ومنافسات ضعيفة، هي أقرب إلى طريقة أصحاب ألعاب القوى والمسافات القصيرة.