في مقابلة د. رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي مع صحيفة "الشرق الاوسط"، وفي مضمون التوضيح الذي صدر من مكتبه بعد ما أثارت مقابلة د. رشاد ردود أفعال جنوبية قوية ضد ما جاء في تلك المقابلة، جرت محاولات لخلط المفاهيم والمصطلحات المستخدمة بهدف التدليس على الوعي المجتمعي الداخلي والوعي الإقليمي والدولي، وتزييفه تمهيدا لتبني مواقف معادية لقضية شعب الجنوب العادلة، وتمييع الاتفاقات وخصوصا اتفاق الرياض، ونتائج مشاورات مجلس تعاون دول الخليج العربي والقفز على نتائج الحرب وما أفرزته من واقع جديد على الأرض، ومن هذا الخلط ما قاله د. رشاد في مفهوم المرحلة الانتقالية، والذي يحاول هو وفريقه أن يُدخل شعب الجنوب في مرحلتهم التي يسمونها انتقالية ومرجعياتها والتي بدأت في العام 2011 على ضوء مبادرة مجلس التعاون الخليجي والتي حددت لعامين فقط، واليوم قد مر عليها أكثر من 12 عاما، ويحاول أن يُدخل تحالف الجنوبيين في إطار الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي مع فريق د. رشاد الشمالي في هذا المفهوم ومرجعياته، هذا التحالف الذي بني على أساس اتفاق ومشاورات الرياض بعيدا عن مرجعياتهم، ثم يريد أن يمدد هذه المرحلة إلى بعد وقف الحرب وانتهاء العملية السياسية وعودتهم إلى صنعاء والاستفتاء على الدستور وإجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة منتخبة في صنعاء، ونسميها نحن شعب الجنوب وقيادته السياسية كما جاء على لسان مستشار رئيس المجلس الانتقالي لشؤون الخارجية مرحلة الحرب، وتحالفنا معهم من أجل مواجهة الحوثي فقط وحل المشكلة معه سلما أو حربا، ثم ندخل مرحلة أخرى بعد الهدنة، هي مرحلة انتقالية قصيرة جدا يتم فيه التفاوض من أجل وقف نهائي للحرب ننجز فيها إطارًا لحل قضية شعب الجنوب وفق مخرجات مشاورات الرياض، ثم الولوج في عملية سياسية تحل فيها قضية شعب الجنوب العادلة بما يرضي الشعب الجنوبي ، أن هذا الخلط في مفهوم المرحلة الانتقالية قد بنى عليه د. رشاد مفهومه لحل قضية الجنوب في إطار النظام السياسي وشكل الدولة الذي يجسده دستورهم المبني على مخرجات مؤتمر حوار موفنبيك في صنعاء، التي رفضها شعبنا وكان أحد أسباب الحرب القائمة اليوم والتي مر عليها حوالي عقد من الزمن جرت فيها مياه كثيرة في النهر وتغيرت الظروف والأوضاع كثيرًا، ولهذا لابد من التأكيد بأنه على الجميع أن يدرك أن قضية شعب الجنوب هي قضية بين دولتين وليست مشكلة سلطة ومعارضة، هي قضية فشل إعلان مشروع الوحدة، وأن آلية حلها هو التفاوض بين ممثلين لتلك الدولتين وإعادة صياغة العلاقة بينهما كون العلاقة السابقة المتمثلة بإعلان مشروع الوحدة قد تعثرت وفشلت فشلا ذريعا، وتسببت في مشاكل ومعاناة كثيرة للشعبين، أقلها الحروب المدمرة ومترتباتها.