> عدن «الأيام» عبدالله الناحية:

عمقت الحرب الدائرة بين الفرقاء اليمنيين وحلفائهم الدوليين للعام الثامن على التوالي، معاناة آلاف الشباب الراغبين في الزواج ودفعت المئات منهم للعزوف عن الفكرة وذلك بسبب التكاليف الباهضة التي يتكبدها الشباب بغية تأسيس حياة مستقلة ومستقرة في بلاد تعصف به الأزمات الاقتصادية والسياسية والإنسانية منذ انقلاب جماعة الحوثي المسنودة من إيران على الدولة في العام 2014م.


وفي الوقت الذي أصبح الزواج يحتاج لمعجزات في ظل الظرف العسر الذي تشهده البلاد إلا أن الكثير من الشباب يصرون على الالتحاق بالحياة الزوجية رغم ارتفاع أسعار الذهب والاحتياجات الأخرى وقبل ذلك رغم مغالاة الآباء بالمهور، الأمر الذي يصعب على الشباب الزواج.
ويعود الارتفاع الحاصل في المهور بشكل أساسي إلى تدهور سعر صرف الريال اليمني في مقابل الدولار الأميركي، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على متطلبات الزفاف من مجوهرات وملابس وباقي مستلزمات الحفل، فضلا عن ارتفاع قياسي في أسعار الأثاث المنزلي لمن يرغب في عشّ خاص للزوجية.

ويذكر أنه في الفترة السابقة كان النظام يعتمد على الأسرة الكبيرة سواء في المدن أو القرى بحيث يكون هناك بيت كبير يمكن للعائلة أن تستقبل وافد جديد وهي الزوجة، أما الآن مع النموذج الآخر وهو البيوت الصغيرة والتي بالكاد تتسع لأسرة واحدة أصبحت الاستقلالية ضرورية ومهمة.
وتزايدت الصعوبات التي تواجه الشاب عندما يقدم على خطوة الزواج لاسيما في هذا الوقت بعد أن فقد معظم الشباب فرص العمل بسبب الأوضاع العصيبة التي تعيشها البلاد.

وفي الآونة الأخيرة وخلال السنوات الماضية في عدن ارتفعت أسعار البيوت بشكل جنوني، بالإضافة إلى تكاليف المعيشة الباهضة التي باتت ترهق حياة آلاف الشباب.
وتسببت الأوضاع الخانقة التي عاشتها عدن بشكل خاص وباقي المحافظات بشكل عام خلال الأعوام الماضية على كافة المستويات بانخراط الكثير من الشباب في السلك العسكري ودفعت البعض الآخر لسلوك طرق الهجرة إلى الخليج أو أوروبا وغيرها من البلدان.

وتسبّب غلاء المهور في تزايد نسبة العنوسة، خصوصا في أوساط الشابات وبعدما قدّرت إحصاءات رسمية عدد غير المتزوجات بأكثر من مليونَي امرأة قبل الحرب، لم تُصدر السلطات أيّ إحصاءات رسمية في خلال الأعوام الأخيرة، وسط توقعات بأن يكون الرقم قد تضاعف مرّتَين مع زيادة عدد سكان اليمن إلى 30 مليون نسمة، وتشكيل النساء نحو نصفهم، بحسب العربي الجديد.


وفي هذا الصدد، تقول فكتورة سلال صالح أن جيل التسعينات تقف الظروف بينهم وبين الزواج حائلا بينهم وبين ما يريدون  وعندما تلوح فكرة الزواج  يحطمها واقع مليئ بالجشع من قبل أولياء أمور الفتيات فتتبخر الفكرة بين مفاخرة أولياء الأمور كبورصة ومنافسه كمناقصة يجب كسبها وبين بيوت يستحيل إعمارها وأخرى يقصم الظهر إيجارها وما بين أوضاع اجتماعية و اقتصادية مزرية وأسعار مهولة تتزايد كل لحظة.

وتتابع :"هنا تتغلل فكرة العزوبية حتى النخاغ لكي يرتاح من هذا كله ليستبعد فكرة الزواج إلى أجل غير مسمى وهذا ينعكس سلبيا على المجتمع للأسف يؤدي إلى انتشار الرذيلة وتحل السرقات وتسود العنوسة وتعم الاتكالية والبطالة وتنعدم المسؤولية".

علي مواطن( 32 عاما)، يعمل في أحد المحلات التجارية، يقول:"يمكن للشاب أن يتزوج بدون مهر أو حفلة زفاف، لكن لا يمكن الاستغناء عن وجود البيت وما يترتب عليه من إيجار منزل يعادل راتب شهر كامل، وهو غير موظف، وليس له دخل محدد أو ثابت، ويعتبر أنّ الإقدام على هذه الخطوة مغامرة، وغير مستعد للخوض فيها وهو يعرف النتيجة ونلاحظ ازدياد أعداد حالات الطلاق والانفصال في الفترة الأخيرة وهذا عدم المعرفة العامة بحساسية الخطوة الذي يقدم عليها".