> «الأيام» غرفة الأخبار:
- دراع إيران وإسرائيل يدفع أزمة اليمن إلى كواليس الاهتمام الإقليمي
تأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه اليمن، منذ عام 2004، من تمرد مسلح مدعوم من إيران. ورغم حالة اللا حرب واللا سلم التي تعيشها اليمن منذ أبريل 2022، إلا أن اليمنيين ينظرون إلى التطورات الأخيرة بين إسرائيل وإيران على أنها ستكون ذات تأثيرات وتبعات على اليمن، وأن ما يجري يُعدّ شعاع أمل يثير حلم استعادة الدولة.
وحول تأثير هذا الصراع على اليمن ومعركته الممتدة منذ سنوات قال الباحث في المركز الشرق أوسطي للأبحاث بجامعة كولومبيا، د. عادل دشيلة، الذي قال إن الحكومة الشرعية لا تنوي حاليًا التصعيد العسكري ضد جماعة الحوثي، وذلك لأسباب عدة، أبرزها الموقف الإقليمي المائل إلى التهدئة، خصوصًا من قبل الدول الداعمة للحكومة، وعلى رأسها التحالف العربي.
وأضاف بتقرير نشره موقع ”يمن ديلي نيوز" أمس: "التحالف العربي لدعم الشرعية يسعى في الوقت الراهن إلى تهدئة الصراع بين إيران وإسرائيل، وتفعيل دور الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، والعودة إلى مسار التفاوض من جديد".
وواصل: "القوى الإقليمية، في ظل التصعيد المتبادل بين طهران وتل أبيب، تفضّل الابتعاد عن أي مواجهات جديدة، وتسعى لتقليص حدة التوتر في المنطقة عبر الوساطات الدولية، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على تعاطيها مع الملف اليمني".
وأشار إلى أن الأزمة اليمنية تُعد حاليًا من الملفات الثانوية إقليميًا، بسبب التطورات المتسارعة في المنطقة، والتي قد تحمل تداعيات سلبية واسعة، خاصة على دول الخليج والدول المجاورة لإيران وإسرائيل، مثل العراق والأردن.
واستبعد الباحث دشيلة في حديثه أي تحرك عسكري للحكومة اليمنية في ظل غياب الدعم الإقليمي، معتبرًا أن أي تحرك دون غطاء سياسي وعسكري سيكون غير مجدٍ.
وشدد على صعوبة الحديث عن تأثيرات إيجابية محتملة على الملف اليمني في ظل هذا الصراع، مؤكدًا أن اليمن سيظل جزءًا من المشكلات الإقليمية، وسيتأثر بتحولاتها سواء أفضت إلى تسوية سياسية أو إلى استمرار التصعيد العسكري.
وأضاف: "من المبكر الحكم على التأثيرات المباشرة لهذا الصراع على اليمن، لكن الأيام القادمة ستكشف الكثير، ويجب الاستعداد لأسوأ السيناريوهات الممكنة".
من جانبها، قالت الباحثة في مركز صنعاء للدراسات، ميساء شجاع الدين، إن الحكومة اليمنية لا تمتلك خيارات حقيقية في ما يتعلق بالصراع القائم بين إيران وإسرائيل، كما لا تملك أي دور فاعل فيه.
وتابعت: التأثير اليمني في هذا السياق لا يتعدى ما تقوم به إيران من تحريك حلفائها في المنطقة، مرجحة أن تكون هناك هجمات منسقة من جبهات متعددة لزيادة الضغط الصاروخي على إسرائيل، وهو ما يبدو واضحًا على الأرض حاليًا.
وفي سياق متصل، لم تستبعد شجاع الدين لجوء إيران إلى إغلاق مضيق هرمز أو حتى باب المندب كخيار إضافي، لكنها شددت على أن هذا الإجراء – رغم خطورته – يظل جزءًا من المعركة المباشرة، ولا يرتبط بشكل مباشر بالحرب في اليمن.
وأشارت إلى أن معظم اليمنيين لا يُتوقع أن يصطفوا مع أحد طرفي النزاع، في حين تتبنى دول الخليج موقفًا محايدًا إلى حدٍّ كبير، ما يقلص من فرص أي تحرك فاعل للحكومة اليمنية.
واختتمت شجاع الدين حديثها بالتأكيد على أن التأثير الفعلي لهذه التطورات على اليمن مرهون بنتائج الحرب على إيران، وما إذا كانت ستؤثر على بنية النظام الإيراني أو مستقبل الدولة هناك، مؤكدة أن هذا لا يمكن تقييمه إلا بعد انتهاء المواجهات.
أما الباحث والمحلل السياسي مصطفى الجبزي، فقال إن اليمن مرشحة لتكون إحدى الساحات الرئيسة في الصراع الدائر، نظرًا للارتباط الوثيق بين جماعة الحوثي والنظام الإيراني.
وأضاف أن الأيام المقبلة قد تشهد تحوّل اليمن إلى ساحة عمليات عسكرية، مع احتمال مشاركة الحوثيين في الجهد القتالي، حتى وإن كان بشكل رمزي.
وأشار إلى أن انكشاف إيران في هذا الصراع قد ينعكس سلبًا على جماعة الحوثي، وربما يدفعها إلى إعادة النظر في هويتها وتحالفاتها الإقليمية.