> «الأيام» العربي الجديد:
يرى محللون أن مفاعيل الاتفاق المفاجئ لاستئناف العلاقات بين السعودية وإيران سيتردّد صداها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، إذ إنّ آثاره مرتبطة بالكثير من الملفات من حرب اليمن إلى دور الصين في المنطقة.
لكن حتى قبل ذلك، كانت القوتان صاحبتا الثقل الإقليمي، على طرفي نقيض في عدد من النزاعات الدامية في المنطقة.
ومن هذا المنطلق، تقول المحللة في "مجموعة الأزمات الدولية" دينا اسفندياري لوكالة "فرانس برس"، إن الاتفاق غير متوقع.
وتابعت: "إنه نوعًا ما يمهد الطريق للقوتين في المنطقة لبدء تحديد وحل خلافاتهما".
- من اليمن إلى سوريا
وقد تظهر آثار الاتفاق مباشرة في اليمن، حيث يقاتل تحالف عسكري تقوده السعودية جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المدعومة من إيران منذ عام 2015.
وقال العديد من المحللين، الجمعة، إن السعوديين ما كانوا ليوافقوا على تحسين العلاقات مع إيران من دون تنازلات بشأن دور طهران في اليمن.
ومن خلال إصلاح العلاقات مع إيران، يمكن للمملكة أن تواصل زخمها الدبلوماسي واسع النطاق الذي شمل أيضا التقارب الأخير مع قطر وتركيا.
ويقول توربيورن سولتفيدت من شركة "فيرسك مايبلكروفت" الاستشارية، إن الأمر يبدو منطقيا أكثر بالنظر إلى عدم وجود أي مؤشر لإحياء الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن.
وتابع: "من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأمور مرتبطة في هذه المرحلة، لكن تراجع العداء السعودي الإيراني يمكن أن يزيد التقارب السعودي السوري".
وقال الخبير السعودي المقرّب من مركز القرار في الرياض علي الشهابي: "الصين الآن هي عراب هذه الاتفاقية وهذا له وزن كبير".
وتابع: "قد تكون هذه علامة على ثقتها المتزايدة في وجودها الإقليمي، وقد تكون علامة على أنها تعتبر أن ثمة مجالا لتحدي الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط، على أي حال، يبدو أنه انتصار دبلوماسي للصين وخروج مهم عن نهجها الإقليمي".
وبحسب أبيش، فأن هذا الأمر سيثير بلا شك أسئلة في واشنطن، التي تقيم شراكة معقدة منذ عقود مع الرياض.
وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "نحن نرحب" بالاتفاق الدبلوماسي، مضيفا أنه تنبغي رؤية "ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها".
وتابع: "سوف نرى ما إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق، فهذا ليس نظاما يحترم كلمته عادة"، وقال كيربي: "نرغب في رؤية نهاية الحرب في اليمن وإن هذا الترتيب الذي توصلوا إليه قد يساعدنا في الوصول إلى هذه النتيجة".
وردا على سؤال حول الدور الصيني غير المعتاد في المساعدة على جمع السعودية حليفة الولايات المتحدة، وإيران، قال كيربي إنّ إيران حضرت إلى طاولة المفاوضات بسبب "الضغوط التي تتعرض لها" في الخارج والاستياء المحلي، وأضاف: "نحن بالتأكيد نواصل مراقبة الصين فيما تحاول كسب نفوذ وإيجاد موطئ قدم لها في أماكن أخرى في العالم من أجل مصلحتها الضيقة".