> "الأيام" سبوتنيك
أعلنت منظمة الصحة العالمية، في 11 مارس 2020، اعتبار فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض (كوفيد-19) "وباء عالميا".
قرار المنظمة التابعة للأمم المتحدة، جاء بعد نحو ثلاثة أشهر من ظهور أول حالة مصابة بالفيروس الذي كان حديث العالم وقتها، وتسبب في فزع الجميع، خاصة مع سرعة انتشاره وضغطه على المنظومة الصحية وبالتالي زيادة عدد ضحاياه، فالحصيلة الرسمية لضحايا الوباء تقترب من سبعة ملايين وفاة حول العالم، رغم التحليلات التي ترجح أن عدد الوفيات الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.
- أنانية الدول الغنية
وفي البلدان المنخفضة الدخل، لم يحصل على مقرر التطعيم الأولي الكامل سوى 37% من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وفي دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة "نيتشر" العلمية، كشفت أنه كان بالإمكان إنقاذ 1.3 مليون شخص من الموت بعد الإصابة بكورونا "إذا كانوا قد حصلوا على الجرعات بشكل عادل في عام 2021"، وهو ما يمثل بحسب الدراسة نفسها "حالة وفاة واحدة كان يمكن إنقاذها كل 24 ثانية" في ذلك العام.
- رسالة إلى من يهمه الأمر
في أكتوبر 2021، دعا مسؤولو مفوضية اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة في رسالة وجهوها إلى قادة دول العشرين إلى الالتزام بزيادة إمدادات اللقاحات لأفقر دول العالم، وضمان الوصول إلى اللقاحات لجميع الأشخاص المتنقلين ودعم البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل لمكافحة كورونا بكل الوسائل المتاحة.
في هذه الرسالة أشار المسؤولون إلى أن ما اعتبروه "فجوة التكافؤ في توزيع اللقاحات بين البلدان الأكثر ثراء والبلدان ذات الموارد المنخفضة"، مؤكدين أنها "تظهر تجاهلا لحياة أفقر البلدان وأكثرها ضعفا في العالم".
وأكدوا وقتها أن "عدم المساواة" هذه تتسبب في خسارة الأرواح كل يوم، ويستمر في تعريض الجميع للخطر.
- رسالة جديدة للدول الغنية
الآن ومع الذكرى الثالثة لإعلان الصحة العالمية كورونا "وباء عالميا"، وجه 200 شخصية عالمية رسالة مفتوحة إلى العالم، وجهوا فيها الانتقاد نفسه من "عدم المساواة في توزيع اللقاحات وتسبب الدول المتقدمة في وفاة أكثر من مليون شخص في الدول الفقيرة".
وقّع على الرسالة التي نسقها "تحالف لقاحات الناس"، وهي منظمة غير حكومية، شخصيات عامة وقادة سابقين لأكثر من 40 دولة، وحائزين على جائزة نوبل وزعماء دينيين، إلى جانب مجموعة من رؤساء وكالات الأمم المتحدة الحاليين والسابقين، ومن أبرز الموقعين الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون ورئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك، رئيس تيمور الشرقية خوسيه مانويل راموس هورتا، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1996.
أكد الموقعون على الرسالة على "الصعوبات التي تواجه البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في الحصول على لقاحات فيروس كورونا في المراحل الأولى من انتشار الوباء العالمي".
وأشار الموقعون على الرسالة إلى أن "القرارات التي يتم اتخاذها الآن ستحدد كيفية استعداد العالم للأزمات الصحية العالمية المستقبلية والاستجابة لها. ويجب أن يفكر قادة العالم في الأخطاء التي ارتكبت في الاستجابة لوباء كوفيد-19 حتى لا تتكرر أبدا".
وتابعت الرسالة :"هذه هي لقاحات الناس واختبارات الناس وعلاجات الناس (...) وبدلا من طرح اللقاحات والعلاجات وإجراء الاختبارات على أساس من يحتاجون إليها، عززت شركات الأدوية أرباحها من خلال بيع الجرعات أولا للبلدان الغنية".