لو أن شعب الجنوب العربي لم تقده شعارات بلا جذور تاريخية، ما تحوّل من وطن وتاريخ وحضارة إلى "قضية جنوبية" تحت رحمة نخب صنعاء وأحزابها وعسكرها ومخابراتها، وإرهابها وتجارها وفسادها، هذه هي أم الحقائق التي يخفيها "محمد غالب" في مدافعته عن اليمننة، التي حولتنا وطنا وشعبا إلى بلد وشعب يدار بالاستعمار باعترافهم، بل لو قُدِر لكيان "اتحاد الجنوب العربي" الذي يسخر منه أن يقود البلاد لما آلت أمور شعبه لما آلت إليه.
فمن الذي خدم بريطانيا يامحمد غالب وتنازل لها؟
شعب الجنوب يريد الخلاص من عقدة تلك المرحلة، بما فيهم القطاع الأوسع والمؤثر من الاشتراكيين في الجنوب، ولم يعد ينطلي زيف محمد غالب الذي يصر على أن يلقي حجارة تحرك مياه اليمننة الآسنة في الجنوب، لعلها تستعدي وتستجلب ردودا واستقطابات يريد أن يلوذ بها، بأن اليمننة لاتزال لتلك المرحلة مدافعون وهدفه خدمة اليمننة بطبعتها الحوثية.
كتب مطولة عن الجنوب والقضية الجنوبية يثبت يمننته، وخلط اتحاد الجنوب العربي بالجنوب العربي الوطن والهوية والتاريخ.
بريطانيا سلمّت البلاد باسم الجنوب العربي، ومعلوم تاريخيا من غيّر مسماه بلا استفتاء إلى (ج .ي .ج.ش)، بموجب نص وثيقة الاستقلال، وأجزم أنه لم يطلع على والوثيقة، التي حددت حدوده من المهرة إلى باب المندب، ومن البحر إلى الصحراء. ولم يطّلع أيضا على قرارات الأمم المتحدة بشأن تصفية الاستعمار. وإلا سيجد أن الجنوب العربي لا اتحاد الجنوب العربي، ولن يجد ذكر لليمن الجنوبية فيها، ولم يسمع مقطع للراحل جمال عبدالناصر، تتبادله وسائل التواصل الاجتماعي، ذكر فيه أن على بريطانيا أن ترحل عن الجنوب العربي، ولم يقل من اتحاد الجنوب العربي ولم يقل من اليمن الجنوبية.
كتب مطولته يغازل "سيده" في صنعاء على أمل الحصول على فتات في التسوية القادمة، أكثر مما هو تحقيق حقائق، يعلم الكل تهافتها وصاروا على قطيعة معها، فالتزييف وغسيل وعي شعب الجنوب العربي، بدأ بتغيير هويته ثم بالبروباجندا، التي كانت بلا أفق تاريخي، فتحولت إدارة بالاستعمار كما وصفها علي محسن الأحمر، الرجل الثاني في حكم عفاش ويشرعنها محمد غالب وأمثاله.
الاستشهاد بالاتحاد السوفيتي ليس حجة فقد كانت علاقاته تنظمها الحرب الباردة، ويدعم أي ثورة ضد بريطانيا والغرب، لكن عندما هُزِم في الحرب الباردة تخلى عن (ج.ي.د.ش)، ولأنها شعارات لا تمتلك بدائل، ذهبت لباب اليمن تصديقا لوهم شعاراتها، فاستفاقت على "تكفير الديلمي" ومطالبات "الزنداني" أن يلجأوا لأقرب مسجد لتجديد إسلامهم.