ينبري بين فترة وأخرى بعض المحسوبين من النخب ومن ذوي الألقاب العلمية، وذلك بنشر مقطع صوتي أو تغريدات، كلما رأوا تقدمًا واضحًا للقضية الجنوبية وخاصة في المحافل الدولية ومع ذوي القرار الدولي في العالم.

هولاء النخب وللأسف تطغى عليهم حزبيتهم عندما يحللون وغالبا ماخلطوا بين التحليل السياسي المبني على العلم والخبرة والموهبة المعطاة من الله سبحانه وتعالى ، فخلطوا بين هذا وبين تحليل المطلقات الحاصلات على الطلاق البائن.

وشتان بين تحليل سياسي رصين وعن فهم ودراية وحيادية وضمير وبين أجير ليكون جسرا محللا لمطلقة ما، وهؤلاء لايفقهون ولايدركون أن الشعب في الجنوب لديه من البصيرة مايكفي فهو يعلم بكل شبهاتهم ودسائسهم وخاصة أولئك الذين تعودوا أن يدسوا السم في العسل.

حقيقة الأمر هناك مصالح دولية وهذا شيء متعارف عليه، والمجلس الانتقالي وقيادته يدركون ذلك، ولايوجد أحد يستطيع فرض قرارات تنافي أو تنفي حق شعب امتلك قراره، واختارقيادته وفوض قائده، وهذا هو الأهم في المسألة.

مجلس الأمن، نعم اتخذ قرار 2140، والذي جاء تلبية لقرار داخلي في مؤتمر الحوار وألغى الدولة الوحدوية، وطالب ببناء دولة اتحادية، ولكنه لم يحدد أقاليمها وترك ذلك للقرار الداخلي بالتوافق وليس بالقوة.

ولكن هناك رفض شمالي أولا وقبل كل شيء، انقلب رغم أن الـ 6 الأقاليم ليس متوافق عليها، وتم تمريرها بالقوة والاستقواء الرئاسي فقط، وجاء الانقلاب وألغى ماسبق وجاءت الحرب في 2015م وألغت كذلك الواقع السابق والحرب انتجت ماكان قبل الوحدة والحرب لها ثمنها، ولايمكن القفز عليها أو تجاوزها ، المجتمع الدولي تهمه مصالحه فقط وليس من اهتماماته وحدة أو فك ارتباط لأي جهة.

المجلس الانتقالي واعٍ للمصالح الدولية ويسعى للتوافق والتوفيق بين مصالحنا ومصالحهم وهذه هي السياسة.

لايستطيع أحد أن يقرر مصير شعوب دون إرادتها مطلقا.

كلما هنالك أن الإخونجيين ومن يسيرون في فلكهم دائمًا مايقللون من نجاحات الجنوب بشكل عام وليس فقط نجاحات المجلس الانتقالي.

ومهما أراد صاحب المقطع أن يزرع الشقاق ويثير الشكوك حول قيادتنا فلن يفلح كما لم يفلح حزب الإصلاح بكل مقوماته وإمكانيته الكبيرة، زرع الوهن وهذا ما أراده صاحب المقطع الصوتي لن يتأتى له ذلك الهدف أبدا.

ورغم أنه استهل المقطع بثناء جميل للرئيس القائد عيدروس الزبيدي وكذلك في وسط المقطع ونهايته كأسلوب يتبع النفاق ليصل إلى هدفه بيسر ولكن هيهات أن يتحقق هدفه اللئيم الذي جاء في شكل رسالة توضيح وتبرير وتمهيد كما يظن.

استعادة الدولة الجنوبية آتية ولاريب ولكن هناك خطوات متدرجة ومحسوبة وبخطوات ثابتة لاتتوه ولن تخرج عن الخط المستقيم للوصول للهدف بأقل التكاليف والمعركة سياسية والسياسة حبالها طويلة كما يقولون في الأمثال والحكم.

المجلس وقيادته اليوم تسعى لرص الصفوف وتوحيد الكلمة على الهدف المنشود وهو استعادة الدولة والاصطفاف الجنوبي يسير قدما وإن كان فيه بعض البطيئ، دولتنا قادمة والعمل مع الكبار عالميا يسير وفقا وفقه سياسة الأمر الواقع وسنصل بعون الله وثبات وصدق القيادة وصمود الشعب.