> "الأيام" سبوتنيك:
أثارت مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، بعد نحو 12 عاما، الكثير من المخاوف في إسرائيل، يتعلق بعضها بمستقبل عمليات القصف التي يشنها الطيران الإسرائيلي على أهداف في البلد العربي.
يقول آيخنر: "في إسرائيل، تتم متابعة عودة سوريا إلى الجامعة العربية باهتمام كبير، وأخيرا جرت مناقشات حولها في جميع الأجهزة الأمنية".
وأضاف: "تنضم عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية إلى تطورات مقلقة إضافية من وجهة نظر إسرائيل في المنطقة، بما في ذلك استئناف العلاقات السعودية الإيرانية والتقارب بين تركيا وسوريا".
ومضى المحلل الإسرائيلي بقوله: "من ناحية أخرى، هناك مسؤولون كبار في إسرائيل يعتقدون أن هذه التطورات ليست بالضرورة سلبية، وصرحوا بأنه من المبكر جدًا تقييم أهميتها".
وتابع: "الاتفاق السعودي الإيراني، على سبيل المثال، يركز فعليًا على الحرب الداخلية في اليمن، ولإسرائيل مصلحة واضحة في عدم تصعيد هذه الحرب، وعدم تحول اليمن إلى مصدر عداء آخر تجاه الغرب وإسرائيل".
وقال إنه بالنسبة لسوريا فإن السؤال هو: ما هو اتجاه الرئيس بشار الأسد بعد إعادة وضعه كزعيم شرعي لبلاده؟ "إذا كان اتجاهه هو تقليص اعتماده على إيران وحزب الله، فهذا تطور إيجابي. إذا اختار أن يظل ملتزمًا بالمحور الراديكالي، فإن الدول المستعدة الآن لقبوله مرة أخرى في أحضانها - السعودية ومصر وقطر في المقدمة - ستعود لترى فيه ما رأته فيه في العقد الماضي".
وقال: "التقدير في إسرائيل هو أن هذا تطور سيئ على المدى القصير والمتوسط، لأن عودة الأسد إلى العالم العربي تخرجه من عزلته، وتجعل أي هجوم إسرائيلي عليه أقل شرعية. إسرائيل ستفقد شرعيتها لأن العالم العربي بأسره، إذا صح التعبير، سيقف في وجهنا".
وأردف المحلل الإسرائيلي: "السؤال هو إلى أي مدى سيكون الأسد على استعداد لمواصلة كونه منصة لنقل أنظمة الأسلحة الإيرانية إلى لبنان، ويبدو الآن أن هذا هو ما سيواصل فعله. سيتعين على إسرائيل الاستمرار في مهاجمة سوريا في ظل ظروف ستكون أقل مواتاة لها".
"بعثت إسرائيل برسائل واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن شرعية سوريا مرة أخرى بين العالم العربي لن تمنع تل أبيب من مهاجمة أي مكان يوجد فيه إرهاب. وقال مسؤول إسرائيلي كبير في هذا السياق، إن هذا لن يؤثر على تصرفات إسرائيل في المعركة بين الحربين"، يضيف آيخنر.
وأمس الجمعة، شارك الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماعات القمة العربية الـ 32 في مدينة جدة السعودية لأول مرة منذ نحو 12 عاما.