لا تنازل عن حق الجنوب الوطني ولن يجرّ الانتقالي أعداءه إلى المربعات المريحة لهم، بل يحدد زمان ومكان ومربع معركته بحساباته، ويدرك كيف ومتى يستخدم السلاح ونوعه !! ، لأنه يعرف ماذا يريد أعداؤه في معاركهم السياسية والإعلامية، فإن نجح إعلامهم في تسميم الوعي الشعبي الجماهيري، قالوا الشعب أراد ذلك !!
مثلما استخدمت اليمننة "الصفة الجنوبية" لمحاربة الجنوب طيلة عقود، فان الانتقالي يحاربها بيمننتها ومؤسساتها وخطابها، فلم يشارك الانتقالي في الحكومة اليمنية بدلاً عن جنوبيين آخرين، فالانتقالي لم يزيحهم أو يشترط إزاحتهم، لكنه لم يشارك بجنوبيته مثلهم بل بمشروعه الذي أقسم عليه، وتتبين ملامحه وخطورته على مشاريع اليمننة في ما يعج به الفضاء الإلكتروني، والتصريحات السياسية والتهديدات والكتابات ضد مايسمونه"الانفصال وتجزئة اليمن".
الخلاف مع أي جنوبي ليس حول جنوبيته، بل مع ذلك الصنف الذي انحدر في خطابه، فلم يعد يخجل بل يصرخ كالثكلى:
في زمن "دحبشة اليمننة" لابد أن يحاربها الانتقالي بأدواتها وبزيها وبشعارها وبخطابها وبعلمها وبمؤسساتها، ويجعل من كل أدواتها روافع لمشروعه لتجفيفها واجتثاثها من الجنوب، وأثر هذه السياسة الموجع ينكشف في صراخهم وعويلهم، ما سيجعلهم يدورون حول أنفسهم حتى يفقدوا وعيهم،
ألم يحاربوا الجنوب ومازالوا بجنوبية فلان وفلان وهو جزء من مشروعهم أو طرف له!!؟
أليس عدلا أن يسقيهم الانتقالي كأسهم ويحاربهم بمؤسسات اليمننة وأدواتها !!؟جلسة الجمعية الوطنية في المكلا جلسة عادية ليست جلسة فك الارتباط، ولا إعلان استقلال، ولن يصرّح أحد لا تصريحا ولا تلميحا بذلك، ولا تناوله الإعلام الرسمي، فالانتقالي يحدد زمان ومكان وخطاب كل مرحلة، فالمرحلة الآن محاربة "الدحبشة" بخطابها وأدواتها ومؤسساتها.
الالتفاف الشعبي لمشروع استقلال الجنوب تجلى في الاستقبال الشعبي والنخبوي للرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي ونائب رئيس المجلس الرئاسي لحضرموت، وما لاقت من حفاوة بالغة ولقاءاته بوجاهات حضرمية، فضجّت أقلامهم وأبواقهم ودواشينهم وقنواتهم، أن الرئيس الزبيدي في زيارته لحضرموت سيعلن فك الارتباط!! وهم يعلمون أنهم يكذبون، ففك الارتباط قادم، لكن لابد من استكمال ترتيبات إقليمية ودولية تعتمل "على نار هادئة" ، أما زيارته الآن فتحمل صفتين: الأولى صفته كنائب رئيس المجلس الرئاسي، والثانية صفته كرئيس المجلس الانتقالي.