حين ننظر إلى طبيعة الاعتداءات الحوثية المستمرة على عدد من الجبهات لا بد أن ندرك أن فكرة اجتياح جديدة ربما تعتمل في أذهان قيادة تلك الجماعات من منظور وعيها الذي يصور إمكانية تحقيق ذلك وبالتالي اختزال ما تعتبره تلك الجماعة ملف الجنوب المعقد الذي هو لبس ضمن نطاق دولتها بغض النظر عن تجربة الاجتياح المريرة التي دفعت ثمنها سابقا اللافت أن البعض يستبعد الأمر من منظور أن الحوثيين بصدد استكمال هيمنتهم على الشمال ومن الغباء التفكير بالجنوب من زوايا عدة منها قدرة الجنوب على مواجهة مثل هذا العدوان وعدم وجود حاضنة اجتماعية وعدم قبول أطراف كثيرة بذلك من منظور مصالحها التي منها أهمية الممرات المائية في منطقة باب المندب
بمعنى أننا أمام واقع ربما أكثر تعقيدا مما كان عليه الحال حينها والحوثي لم يعد نسخة مختلفة هو جزء من ذات الأطماع والعقلية بل أن تحالفات شتى هي من تجمع على الاجتياح الجديد بدليل الحشود العسكرية في مناطق الأطراف ونوعية الأسلحة ناهيك عن قوى التطرف والإرهاب التي هي على صلة بكل ما يعتمل.
اللافت أن الهدنة مع الحوثيين لا تبدو متصلة بالجنوب بدليل أن كل الجبهات مستعرة.