> إبراهيم العريس:
يحدث هذا في كل عام منذ زمن: ما إن تقترب نهاية سنة حتى تمتلئ الشاشات التلفزيونية في لبنان وربما في غير لبنان أيضاً بعدد كبير من "الدجالين" الذي يطلون من على الشاشات الصغيرة مبتسمين بجشع واضح، ولكن في نوع من جدية غامضة ليتحدثوا إلى متفرجين مبهورين غالباً، ساخرين في أحيان كثيرة، ليس عما حدث طوال العام الماضي بل عما "سوف يحدث خلال العام المقبل". نعم بكل بساطة يقوم كل واحد من هؤلاء "بالكشف" عن تفاصيل "مذهلة" وبالأسماء والتواريخ تتعلق بمن سيموت ومن سيعيش وأي نظام سينقلب وأي اقتصاد سيتدهور ومن سيتزوج من ومن سيطلق من، ومئات التفاصيل المشابهة. والغريب في الأمر أن ثمة من المعلومات ما يفيد بأن السياسيين هم أول من يصدق تلك الخزعبلات ويبنون على أساسها تكتيكاتهم وسياساتهم. ولعل هذا يذكر بعض الأجيال السابقة بسيدة كانت تقيم على طريق المطار في بيروت، واشتهرت في الخمسينيات والستينيات بالنوع نفسه من الدجل "التنجيمي" فكان من زبائنها كبار السياسيين اللبنانيين من الذين "يترحم مواطنون كثر اليوم على أيامهم"، وقد سهى عن بالهم أن أولئك السياسيين كانوا من زبائن تلك السيدة الدائمين وهم الذين مكنوها بكرمهم من أن تجمع ثروة كبيرة لمجرد أن تخمن لهم ما يخبئه المستقبل لهم ولبلدهم.
- في العالم "المتمدن" أيضاً
- بعد مبارحة الوظيفة
- المعروف وغير المعروف
- الجديد في مكان آخر