> التقاهم/ هشام عطيري:
عقب توقيع اتفاقيات الصلح وإنهاء الثارات بين القبائل.. السلام يعود إلى طور الباحة
> شهدت مديرية طور الباحة خلال الأيام الماضية حدثين هامين بعد نجاح الحملة الأمنية التي شهدتها المديرية وتجاوب الكثير من أبناء القبائل معها عقب جهود بذلها العديد من الشخصيات العسكرية والقبلية في إنهاء حالة التوتر بين عدد من القبائل أفضت إلى توقيع اتفاقيات صلح وإنهاء الثأر بينهما والاحتكام للقانون بعد سنوات من حالة التمزق وسقوط الضحايا جراء النزاع المسلح بين تلك القبائل. الحدث الأول، هو توقيع اتفاق الصلح وإنهاء الثأر بين قبيلتي المعامية والعطوين والحدث الثاني هو توقيع صلح بين قبيلتي العطويين والصميته حيث لاقت اتفاقيات الصلح تأييدًا واسعًا ساد فيها الأمن والسلام مديرية طور الباحة مع دعوات للقبائل الأخرى للحذوا مثل تلك القبائل التي تصالحت وأنهت مشاكل الثأر بينهما.

الشيخ أمين مقبل شيخ قبيلة المعاميه، تحدث قائلًا بإن ما حدث الأيام الماضية من عقد اتفاق صلح بين قبيلة المعامية والعطوين وكذلك العطويين والصميتة لم يأتي بتلك السهولة التي يتصورها البعض ولكن بهمة مشائخ وعقلاء تلك القبائل والقيادات والمشائخ التي دفعتهم لوضع الحلول المناسبة والتصالح والتسامح بين تلك القبائل وفتح صفحة الجديدة نأمل بإذن الله أن تكون صفحة بيضاء ناصعة البياض في المستقبل القادم إن شاء الله لأننا أمام عدو إرهابي غاشم وهو الحوثي وهذا التصالح هو لم الشمل والتكاتف بيد واحدة ضد العدو الخارجي.
وأشار الشيخ أمين إلى أن الأمن يسود عاصمة المدير بعد تلك الأيام التي كان يقتل فيها القريب والغريب والأبرياء سواء في الأسواق أو الطرقات وبدون أي ذنب وكان قتلهم يحصل نتيجة الثأر القبلي المتبلد والعصبية والجاهلية بل وكان هناك العدو الحوثي هو من يدعم عناصر وهي قلة قليلة لزرع الفتنة والاقتتال والثأر أما عن شبكة التهريب أو عبر بعض هوامير الأراضي الذين لهم يد وصلة بتلك الجماعة ونحن نقدر جهود بعض القيادات المخلصة وحبهم الخير للآخرين وبدأت المديرية تنعم بالسلام والوئام والمحبة وبدأ ينتشر الأمن والأمان داخل المديرية وخارجها ولله الحمد.
وأوضح أن ترك الحبل على القارب وزمام الأمور بأيدي خمسة نفر من كل قبيلة ودعمها وتكبريها أكبر من حجمها مما جعلهم يسرحون ويمرحون ويتبلطجون ويقتلون ويسرقون على حساب سمعة القبيلة لكون القبيلة لا تمتلك أبسط الإمكانيات التي لو حصل عليها مشائخ القبائل لردعوا بها هؤلاء البلاطجة والعصاة من قبائلهم، مشيرًا أن الحلول السابقة لم تنجح لغياب الدولة وعدم دعم الأعراف القبيلة بما تستحق.

وقال: "ليس كل أبناء القبيلة راضيين بما يحصل من قتل ولكن هناك قلة قليلة هم من يريدون أن يدخلوا قبائلهم في مستنقع الثأر القبلي مع أن معظم أفراد القبيلة بمعدل 95 % هم أصيلون ومحافظون على تاريخ الآباء والأجداد والأعراف والأسلاف ونحن نسمع عند العامة ونشاهد الكلام الذي ينشر على قبيلة فلان وقبيلة علان يقتتلون داخل السوق مع أنهم هؤلاء الأشخاص البلاطجة الذين يفعلون هذه الأشياء التي ليست من الأعراف والاسلاف لاتزال موجودة ومتوارثة عند 95 % من القبيلة ومحافظين عليها".
وبيّن شيخ المعامية أن "الحملة الأمنية في مديرية طور الباحة لاقت ارتياحًا كبيرًا على مستوى القبيلة التي انتمي إليها وارتياح القبائل الأخرى في المديرية وكذلك القبائل التي من خارج المديرية، وكذلك لاقت الحملة ارتياحًا شعبيًا كبيرًا من عامة الناس ومرتادي الأسواق من الرجال والأطفال والنساء، وكذلك لاقت ارتياحا من التجار والباعة الذين يتاجرون ويبتاعون داخل المديرية وخارجها وبدأ زرع الأمل والهمة والتحرك نحو مستقبل ينعم فيها الناس بالأمن والسلام والمحبة ونشر الثقافة والتعليم ونشر الألفة وكذلك الاستعداد للعدو الخارجي الإرهابي الذي كل تركيزه على الصبيحة بشكل خاص وعلى أرض الجنوب بشكل عام".
وأكد الشيخ أمين أن المطلوب لدعم السلام والأمن في عاصمة المديرية هو الاهتمام الكامل وتوفير الدعم والإمكانيات اللازمة لهم سواءً توعويًا أو عسكريًا أو أمنيًا واقتصاديًا وماديًا وبكل المقومات للقيادات العسكرية والأمنية والمسؤولين، مطالبًا في نفس الوقت من "القيادات العسكرية والأمنية الاهتمام بالجانب العرفي والأعراف والأسلاف وبالتاريخ القديم ودعم من لديهم تلك الخصال بالدعم الكافي والاهتمام بالمشايخ لأنهم بدرجة أساسية هم من يكونون بجانب الأمن والسلام لأنه لا يوجد قانون بدون أعراف ولا توجد أعراف بدون قانون".
وعبّر الشيخ أمين مقبل المعماي عن شكره لكل المشائخ والقيادات التي ساهمت في إنجاح اتفاق الصلح بين القبائل ومنهم الشيخ القائد حمدي شكري والشيخ القائد عبد الغني السروري الذي كان لهم الدور الفعال لنجاح هذا الصلح، مطالبًا من القبائل الأخرى التي يوجد فيها قضايا ثأر أن تحذوا حذوا القبائل التي عقدت اتفاقية الصلح وداعيًا القيادات إلى مواصلة المشوار وحلحلة مشاكل الثأر بشكل عام على مستوى الصبيحة والجنوب.

وأوضح الشيخ رواد، أن المديرية في الماضي أسوة ببقية المديريات عاش الكل حامل كفنه على كتفه في ظل ما شهدته المديرية في الفترة السابقة من انفلات أمني مخيف وهذا ليس بغريب والآن ومع تحسن المديرية أمنيًا وإداريًا في ظل تواجد الحملة الأمنية بقيادة المجاهد حمدي شكري وكذا المدير العام بسام الحرق الذين أولوا قضايا الثأر جل جهدهما ستتحسن المديرية أمنيًا وتنمويًا واجتماعيًا، مشيرًا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد أحداث مميزة فهناك إقبال كبير من جميع أبناء الصبيحة إلى ترك السلاح والتوجه للقانون في جميع قضاياهم.
ودعا الشيخ رواد الصماتي لدعم السلام وإنهاء الثارات بين كافة قبائل الصبيحة وعدم ترك الفرصة لصغار القوم بالتقدم في القضايا مع ضرورة نشر الوعي بأهمية السلام والتصالح والتعايش السلمي وتشجيع الأبناء على الالتحاق بالتعليم.
بدوره تحدث الشيخ عادل محمد سعيد العطوي، شيخ قبيلة العطويين، قائلًا: "أولًا ندين كل الأعمال التي حصلت في طور الباحة من اقتتال واحتراب بين القبائل ونتج عنها ضحايا كبيرة من كل الأطراف ولكن بفضل المولى سبحانه وبفضل الخيرين تدخلوا العقلاء والمشايخ لحل هذه المشاكل، وهنا لا يسعنا إلا أن نشكر محافظ محافظة لحج الذي دعا للقاء في منزل الأخ محمود أحمد سالم الصبيحي ودعا كل القادة العسكريين وقادة ألوية وقادة محاور وكذا مدراء عموم المكاتب التنفيذية من أبناء الصبيحة وكذا المشائخ والأعيان والمثقفين، والذي كان لقاءً نعتبره لقاء تاريخي في منزل الأخ محمود أحمد سالم بعد خروجه من الأسر وقد خرج هذا اللقاء بتوجيهات من الأخ العزيز محمود أحمد سالم وكذا قيادة المحافظة متمثلة بالأخ محافظ محافظة لحج لكل القادة العسكريين لحل المشاكل العالقة في مديرية طور الباحة من الاقتتال ومن قطع الطرقات ومن كل الأعمال المخلة بالآمن والاستقرار في المديرية".
وأشار الشيخ العطوي إلى أنه بعد اللقاء الذي عقد في منزل الأخ اللواء محمود أحمد سالم وزير الدفاع الأسبق تم تكليف الأخ حمدي شكري قائد اللواء الثاني عمالقة السابع مشاه بتوجيهات رئاسيه بإرسال حمله أمنية مشددة إلى مديرية طور الباحة لمتابعة المطلوبين واللذين توجد عليهم قضايا جنائية في المديرية وقد نجحت هذه الحملة نجاحًا كبيرًا جدًا تم بموجبه القبض على كثير من الخارجين عن القانون و إيداعهم السجن وعمل نقاط أمنية لحفظ الأمن والاستقرار في كافة الطريق المؤدية إلى طور الباحة وهي تعتبر الشريان الرئيسي لمحافظة تعز والتي كانت تحصل فيها التقطعات والاقتتال في سوق عاصمة المديرية، هذه الحملة تشكلت وبدأت بمنع السلاح أولا في عاصمة المديرية وهدة كانت الخطوة الأولى وكانت خطوة ناجحة بنسبة 100 % وبعد نجاح الحملة بمنع السلاح في عاصمة المديرية وعمل نقاط في جميع منافذ ومداخل ومخارج المديرية بدأت ملاحقة لكل الناس الخارجين عن القانون والحمد لله الأخ حمدي شكري كان عند مستوى المسؤولية هو وجميع جنود وضباط وأفراد هذا اللواء وقد قاموا بحجز كثير من الخارجين عن القانون.

وتابع الشيخ عادل العطوي بالنسبة لقضية الصميته هي نفس القضية التي حصلت بين العطوين وأبناء الصميته هذه القضية أيضا سببها أرض في لحج ووصلت امتداداتها إلى طور الباحة وذهب ضحيت هذه الاقتتال ما يقارب مقتل سبعة أشخاص من القبيلتين وجرح حوالي أربعة أشخاص هذه القضية أيضا تم احتوائها وتم برم الصلح وعمل العهود والحلول النهائية لها وتعتبر منتهية بإذن الله تعالى ونفس الشروط التي حطت مع أبناء المعاميه فإن أي قضية قادمة لا سمح الله مستقبلًا تكون هي قضية جنائية يتحملها الشخص الذي ارتكب الجناية ولا يجوز للقبيلة الوقوف معه أو إخفائه أو دعمه أو مساعدته ويجري القانون مجراه وتعتبر القضيتين منتهية ما بين العطوين والمعاميه وما بين العطين والصميته وانتهت هذه القضيتين التي تعتبر من أكبر القضايا الموجودة في قضايا الثأر في طور الباحة وبالنسبة لبقية القضايا نتمنى أن تحل بهذه الطريقة وأن يفرض القانون هيبته في طور الباحة وبقية المديريات بإذن الله تعالى.
وعن نجاح المساعي اليوم والتي لم تنجح خلال الفترة الماضية، أرجعها الشيخ عادل العطوي إلى وجود الأمن، وقال: "الناس شعرت الآن بالأمن، في الأيام الماضية كان الخارج عن القانون لا يحتكم لأي شخص لو يحتكم لقبيلته ولا يحتكم لكبيرة ولا يحتكم لأي كان لا لعاقل قرية ولا لشيخ ولا لعاقل القبيلة فكان متمرد وللأسف نلاحظ أن كل الخارجين عن القانون توجد لديهم إمكانيات كبيرة تفوق إمكانية الشيخ وتفوق أمكانية السلطة التي كانت هشة في ذلك الوقت، السلطة التي كانت في عاصمة المديرية لا تمتلك السلاح ولا تمتلك القوة ولا تمتلك الإرادة في متابعة الخارج عن القانون فكان الشخص الخارج عن القانون يمتلك عتاد وعده ورجال وإمكانيات تجعله أقوى من الأمن واكبر من الشيخ وأكبر من العاقل وهذه الأمور أدت الي استفحال المشاكل وزيادة في ارتفاع قضايا الثأر فلو رجعنا لقضايا الثأر أسبابها ودوافعها فهي أغلب هذه القضايا دوافعها كانت قضايا الأراضي وقضايا الأراضي للأسف انها تبدأ من بير أحمد ومن الوهط ومن صبر ومن الفيوش وتأتي نتاجها إلى طورالباحة اقلب قضايا القتل والثأر هي سببها أراضي وهوامير يشترون الأراضي من ناس ما يملكون وكانوا يستقلون الناس الخارجين عن القانون أو الناس للأسف الذين لم يخضعون لعقالهم او لكبراهم ولا للقانون وتلك كانت أسباب المشاكل التي حصلت في مديرية طور الباحة".

