> «الأيام» بلقيس:
تعمل الأمم المتحدة على إنهاء النزاعات والحروب في مختلف مناطق العالم، وقد تشكَّلت في الأساس لتكون أداة العالم الجديدة، لإدارة النزاعات وقيادة المفاوضات، وبناء العلاقات بين الدول، بعيدًا عن الحروب التي قضت على الملايين من البشر.
يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات، عبدالغني الإرياني: "دعوة مجلس الأمن إلى ضرورة أن تكون هناك مفاوضات يمنية - يمنية تشير إلى أن مواقف الأطراف ما زالت معقدة جدًا، وليس هناك تصور قدمه أي طرف من الأطراف عن شكل الدولة عند الوصول إلى الاتفاق".
- رؤية منطقية
وأضاف: "مليشيا الحوثي على رأس المعرقلين للمفاوضات والحل السياسي في اليمن، لكن الطرف الآخر الحكومي لم يقدم أي رؤية معقولة ومنطقية تعترف بالحقائق على الأرض، ولا زال يتحدث كما لو كانت مليشيا الحوثي ما تزال في صعدة، وأن عليها تسليم السلاح، والانسحاب من صنعاء، مقابل منحها منصبا في السلطة، وهذا غير منطقي، ولا يمكن الوصول إليه".
وتابع: "النجاح المبالغ فيه، فيما يخص التفاهم السعودي - الإيراني، ليس دقيقًا، والتفاهمات الحاصلة هي عبارة عن تفاهمات إجرائية أكثر من كونها تفاهمات سياسية عميقة، ولا تزال احتمالات عودة الصدام بين السعودية وإيران قائمة".
واعتبر أن "الأمم المتحدة هي جزء من المشكلة في اليمن، ولم تكن حتى هذه اللحظة جزءا من الحل، لأنه كان عليها واجب أساسي، باعتبار أنها طرف محايد، ولديها الخبراء والقدرات الفنية، وهو أن تطور رؤيتها في كيفية استعادة الدولة بشكل سليم".
وقال: "ثماني سنوات، والأمم المتحدة لم تطور رؤيتها، وعليها إذا كانت لا تعرف الطريق، الذي تسير فيه نحو إيقاف إطلاق النار، الذي يؤدي إلى سلام دائم، والبدء في تشكيل دولة قابل للتنمية، فإنه لا فائدة من جهودها للخروج من الأزمة".
- الرهان على الشعب
وأضاف: "نحن لدينا ثلاث مرجعيات، مخرجات المؤتمر الوطني الشامل، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، والقرار 2216، فهل ستستجيب مليشيا الحوثي لهذه المرجعيات حتى ندخل معها بحوار شامل وكامل؟".
وتابع: "مليشيا الحوثي لن تستجيب للمرجعيات بكل تأكيد، فهي التفت عليها في السابق، كما التفت على الاتفاقيات والمعاهدات، التي وُقعت معها في عهد النظام السابق، منذ العام 2004م، وحتى هذه اللحظة".
وزاد: "الحل مع مليشيا الحوثي يكمن في كسر شوكتها عسكريًا، وما دون ذلك فنحن نبيع لأنفسنا الوهم، ونخادع أنفسنا في الغالب، لأن هذه المليشيا ليست جماعة سياسية، وليست دولة، فهي عصابة مسلحة مليشياوية انقلابية، مثلها مثل تنظيمي القاعدة وداعش".
واستطرد: "الأمم المتحدة مهمتها توزيع مخيمات ومواد إيوائية وإغاثية للمشردين والنازحين، هذا كل ما نعرفه عنها، منذ أن تأسست في منتصف الأربعينيات، وحتى اليوم".
وأضاف: "نستطيع القول إن مليشيا الحوثي والحكومة الشرعية وصلوا إلى حالة من التوازن في الضعف، لكن الرهان اليوم هو على الشعب اليمني، ومعركتنا كيمنيين مع المليشيا لم تنتهِ ولن تنتهيَ حتى تستسلم للمرجعيات الثلاث، أو يتم كسرها عسكريًا".