عملية حماس تذكرنا بعملية 11 سبتمبر بمركز التجارة العالمي في أميركا، والتي من خلالها تمكنت أميركا من بسط نفوذها العسكري والسياسي على معظم دول العالم وبخاصة الدول العربية والخليجية.
موت بعض الشعب يُحيي كُله
إن بعض النُقص روح الاكتمال
وفعلًا نجحت أمريكا من هذا الحدث كما خططت له جيدًا وأرست قواعدها العسكرية في دول العالم، بخاصة في الدول العربية والخليجية.
صحيح أن هناك قتلى وجرحى يهود، ولكن إسرائيل مازالت محتلة وباقية بقوتها وجبروتها، وبدون شك سيكون ردها عنيف، فهل حماس مدركة وعملت حسابها على هذا الرد الاسرائيلي، والمجازر التي ستُرتكب بحق الشعب الفلسطيني نتيجة هذه العملية، وأول رد كان قطع الطاقة الكهربائية وقطع الوقود عن مدينة غزة.
بدأ الرأي العام العالمي ومنهم البعض من الشعب الأميركي نفسه والأوروبيين يتعاطفون مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وكان لابد من خطة ليتراجع هذا التعاطف ولا أرى تلك الخطة إلا عملية حماس، بدليل السماح بالتصوير ونشر تلك المقاطع التي تُسيء للشعب الفلسطيني وقضيتهم، حتى يقولوا شاهدوا من تتعاطفون معهم كيف يقتلون بوحشية ويمثلون بجثث القتلى وتعذيب الأسرى !!
الآن من المتوقع الرد الصهيوني العنيف وبمرأى ومسمع من القادة العرب كما جرت العادة، بينما حماس وقادتها أدوا دورهم المطلوب منهم وسيختفون تاركين الشعب الفلسطيني يواجه مصيره، خاصة وأن حماس من وجهة نظر إسرائيل لم تكن طرفًا من أطراف المواجهة المباشرة مع إسرائيل كحزب الله مثلًا.
كما لا ننسى الأدوات الإقليمية في المنطقة كالسعودية التي تتقارب حاليًا مع إسرائيل، وضد هذا التقارب إيران التي تدعم حماس، وبفضل هذا الدعم الإيراني كانت قنوات الحوثة هي أول من نشر مقاطع العملية في قنواتها.
الخلاصة أن المستفيد الوحيد من عملية حماس هم الصهاينة، فمن ناحية سُتظهر للعالم أن الشعب الفلسطيني لا يستحق التعاطف معه، ومن ناحية أخرى ستُبيد المزيد من الفلسطينيين، وتقصف مناطق سكنية، ومنشآت حيوية، وحجتها حق الرد على عملية حماس !!!
ندعو الله أن ينصر الشعب الفلسطيني، ويعينه على العدو القريب قبل العدو الغريب.