> «الأيام» القدس العربي:

حضرت القضية الفلسطينية بقوة في أول خطاب للأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، عبد الكريم بن مبارك الذي أكد أن عملية طوفان الأقصى كانت بمثابة سد أمام موجة التطبيع في الدول العربية.

وقال بن مبارك في كلمته بعد تزكيته أمينا عاما لأكبر حزب في البلاد إن “طوفان الأقصى طوفان يعاكس رياح التطبيع كظاهرة دخيلة وخائبة على الأمة العربية، فالهرولة نحوها غدت تعيسة ومكشوفة”، مبرزا أن “هذه الهرولة رفضتها القومية الوطنية وعبرت عنها العقيدة الدبلوماسية الجزائرية، مسجلة استشرافا موفقا رسميا وشعبيا للدولة الجزائرية”.

وأكد مسؤول الحزب أن “تمسك الجزائر بمواقفها الثابتة ونصرتها التاريخية للقضية الفلسطينية في وقت وهَنَ فيه الكثير في الجوار والإقليم، يعكس حسن الاستشراف وقوة الصمود وحدة البصيرة”. وأضاف قائلا “كيف لا، ورياح التطبيع هبت من الشرق والغرب، ترافقها إكراهات دولية وضغوط قوى ظلامية تُروّج لها أنظمة وظيفية”.

وأشار بن مبارك إلى أن “الظروف الحالية أكدت بشكل رهيب هشاشة المجتمع الدولي الذي يدير ظهره كلما تعلق الأمر بالصراع الدائر بين الشعب الفلسطيني الأعزل والكيان الصهيوني”. ولفت إلى أن “شعب غزة يقتل ويشرد ويُدمر على مرأى ومسمع العالم في إبادة جماعية لم يعرف العالم المعاصر نظيرا لبشاعتها، في سابقة إجرامية تدينها كل الأديان السماوية وكذا المواثيق والأعراف الدولية”.

وجدد المتحدث إدانة الاحتلال الصهيوني الغاشم بشدة وجرائمه وتثمين مواقف القيادة الجزائرية وتبنيها جملة وتفصيلا، ومناشدة أحزاب العالم التي يشاطرها حزبه الرؤى “التحرك والوقوف الى جانب المستضعفين حول العالم، وذلك بإحلال نظام عالمي جديد عادل يصون الحقوق المهضومة للشعوب المستضعفة”.

ويعد هذا الموقف استمرارا لنفس النهج السابق فيما يتعلق بدعم فلسطين. وكان الأمين العام المغادر للحزب أبو الفضل بعجي قد ذكر أن غزة وعموم فلسطين تشهد “محرقة موصوفة”، مؤكدا دعم حزبه للمقاومة الفلسطينية الباسلة، وتضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني” ومطالبته الملحة بالتدخل الفوري لحماية أبناء غزة من “شراسة عدوان هذا الكيان المجرم، قاتل الأطفال والنساء والشيوخ، على مرأى العالم كله”.

وفي سياق تجديد الدعم لفلسطين، أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بعد استقباله نظيره من دولة نيكاراغوا في الجزائر العاصمة، أن الجرائم المرتكبة في حقّ الشعب الفلسطيني، لا يجب أن تمرّ دون حساب.

ودعا الوزير إلى تحرّك الهيئات الدولية لمحاسبة الاحتلال الصهيوني، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، وهو مطلب يلي دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للتوجه إلى هذه المحكمة من أجل محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه.

وأكد عطاف أن الجزائر تسجل بكل اهتمام أن “القضية الفلسطينية التي طالما كانت أولوية ثابتة بالنسبة لبلدينا، قد سجلت عودتها بقوة على الساحة الدولية لتذكر المجتمع الدولي، وبالخصوص مجلس الأمن، بمسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال”.

ولفت رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أنه “لا مناص من تمكين هذا الشعب الأبي من تكريس حقوقه الوطنية المشروعة عبر إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف”. كما أشاد بالهبة التضامنية التي أبانت عنها شعوب العالم مؤخرا تجاه القضية الفلسطينية، بزخم بكبير وبوعي أكبر يتحدى ولا يزال آلة التضليل الإعلامية التي تحاول عبثاً طمس الحقائق، والتستر على الجرائم الثابتة والمثبتة التي يرتكبها الاحتلال “الإسرائيلي”.

واعتبر أن هذه الهبة تستحق فعلاً الثناء، مثلما تستحق أن يتم الإصغاء لها من قبل أهم الفاعلين الدوليين لوضع حد لهذا الظلم التاريخي الذي طال أمده بحق الشعب الفلسطيني”.

من جانب آخر، وتزامنا مع الذكرى الخامسة والثلاثين لإعلان قيام دولة فلسطين من الجزائر يوم 15 نوفمبر 1988، أعلنت الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون عن تنظيم جائزة أدبية وطنية في الشعر الفصيح والشعبي وفي القصة القصيرة.

وذكرت الاتحادية أن الهدف من ذلك هو تخليد ومواكبة بطولات المقاومة الفلسطينية الباسلة، وللتعبير عن مشاعر التضامن تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، والإدانة الأدبية لحرب الإبادة التي تواجهها غزة.

كما يأتي تنظيم الجائزة “تأكيدا على أهمية المقاومة الأدبية والوقوف ضد جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان المعتدي في حق الأشقاء الفلسطينيين، وتخليدا لأرواح الشهداء من أجل الحرية”.

وستحمل هذه الجائزة اسم الشاعرة الفلسطينية “هبة أبو ندى” التي استشهدت يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر 2023؛ والتي “كانت تقاوم العدوان الهمجي بالكلمة شعرا ونثرا إلى آخر لحظة من حياتها رحمها الله”، على أن تظهر النتائج في ديسمبر المقبل، خلال فعاليات ملتقى أدب المقاومة العربي التي تعمل الاتحادية على تنظيمه بحضور ومشاركة أسماء أدبية من دول عربية.