> «الأيام» القدس العربي:
“معاً ننتصر” يقول الشعار الذي احتل الشاشات وكل لوحة إلكترونية في دولة
إسرائيل. يا ليت. يخيل إليّ أنه من المهم أن نذكر أنفسنا بأن هذا ليس وصفاً
واعياً للواقع، بل أمنية. نحن في الواقع، نقف أمام قرارات صعبة
وسيناريوهات إنهاء أليمة. انتصار غير مرتقب هنا؛ وكلمة “معاً” أيضاً لا
تعكس ما يحصل في الحكومة.
المفاوضات الجارية بشأن تحرير المخطوفين تتقدم ببطء، ثلاث خطوات جانباً، خطوتان إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء، مثلما في رقصة تشي تشي تشي. وحسب كل المؤشرات، السنوار يتصرف كمن يتحكم بمقدراته، فهو يسعى لتحريرها قطرة تلو قطرة، في مجموعات صغيرة، وأن يتلقى مقابلها، إضافة إلى السجناء، توقفات نار أطول، كل نبضة ووقف نارها. هذا فضلاً عن أنه يسيطر على الرواية والدعاية.
كلما طالت توقفات النار وكثرت سيصعب على الجيش الإسرائيلي الإبقاء على الزخم في الخطوة البرية. الضغط الأمريكي سيشتد. الحرب ستطول، لكنها ستكون حرباً أخرى، أضيق، مبنية أساساً على وحدات الجيش النظامي.
يؤمن وزير الدفاع يوآف غالانت بأنه يمكن صد الضغوط واستئناف المناورة البرية حتى لو حدثت توقفات للنار. فالجيش الإسرائيلي يتصرف في القطاع حسب خطة منظمة أقرها “الكابينت” الموسع. تقوم الحملة على أساس خطة أعدها غالانت مع العميد تشيكو تمير في أثناء حملة “الرصاص المصبوب”.
المرحلة الحالية كفيلة بأن تستمر ثلاثة أشهر؛ المرحلة التالية تسعة أشهر أخرى. في أثناء هذه الفترة، ستبذل جهود لإقامة قوة متعددة الجنسيات تتسلم الحكم في القطاع مؤقتاً. رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، جند لإقامة القوة. وقد ضم إليه الجنرال كارتر الأمريكي. فلسطينيون محليون يفترض بهم أن يديروا الجانب المدني. ثم ستقام مدينة خيام للفلسطينيين النازحين من بيوتهم في المنطقة التي كانت فيها “غوش قطيف”. لن يكون هذا قصيراً ولا سهلاً، يقول أعضاء في الكابينت.
ليس مؤكداً حصول هذا: إسرائيل وحماس ليستا اللاعبتين الوحيدتين في هذه الدراما. نية حكومة إسرائيل لخلق حزام أمني حول كل قطاع غزة وإشغاله بقوات الجيش الإسرائيلي تتعارض وتصريحات صريحة لإدارة بايدن، تتحدث عن زيادة فلسطينية في قطاع غزة كاملاً، وعن عودة السلطة الفلسطينية للحكم في غزة. استعداد نتنياهو للتوافق مع السلطة كان سيتيح لبايدن صد النقد من جانب الجناح اليساري في حزبه ومن جانب حكام عرب. نتنياهو لا يمكنه المساعدة، ولا يمكنه وحتى الكذب في هذا الشأن: كل حديث عن مسيرة سياسية سيوقظ بن غفير وسموتريتش من سباتهما، ويكلفه كرسيه.
إن التصدي مركب أيضاً حيال “حزب الله”. يبدأ التوتر حول هذا الموضوع قبل شهر، في 11 أكتوبر، عندما اقترح غالانت -حسب مصادر أجنبية- حملة عسكرية ذات مغزى في لبنان، بتأييد قيادة الجيش. تم صد الاقتراح بسبب معارضة غانتس وآيزنكوت. منذئذ، تتراكض شائعات عن نية غالانت التدحرج إلى حرب واسعة في الشمال. استندت الشائعات إلى خطاب غالانت الكفاحي في لحظات ظهوره العلنية.
غالانت ينفي، ويدعي بأنه يفعل كل ما في وسعه منذ أن رفضت خطته، كي يركز على غزة ولا يتدحرج إلى حرب على نطاق كامل في الشمال. الخطاب معد أيضاً لردع نصر الله.
ناحوم برنياع
يديعوت أحرونوت
المفاوضات الجارية بشأن تحرير المخطوفين تتقدم ببطء، ثلاث خطوات جانباً، خطوتان إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء، مثلما في رقصة تشي تشي تشي. وحسب كل المؤشرات، السنوار يتصرف كمن يتحكم بمقدراته، فهو يسعى لتحريرها قطرة تلو قطرة، في مجموعات صغيرة، وأن يتلقى مقابلها، إضافة إلى السجناء، توقفات نار أطول، كل نبضة ووقف نارها. هذا فضلاً عن أنه يسيطر على الرواية والدعاية.
كلما طالت توقفات النار وكثرت سيصعب على الجيش الإسرائيلي الإبقاء على الزخم في الخطوة البرية. الضغط الأمريكي سيشتد. الحرب ستطول، لكنها ستكون حرباً أخرى، أضيق، مبنية أساساً على وحدات الجيش النظامي.
يؤمن وزير الدفاع يوآف غالانت بأنه يمكن صد الضغوط واستئناف المناورة البرية حتى لو حدثت توقفات للنار. فالجيش الإسرائيلي يتصرف في القطاع حسب خطة منظمة أقرها “الكابينت” الموسع. تقوم الحملة على أساس خطة أعدها غالانت مع العميد تشيكو تمير في أثناء حملة “الرصاص المصبوب”.
المرحلة الحالية كفيلة بأن تستمر ثلاثة أشهر؛ المرحلة التالية تسعة أشهر أخرى. في أثناء هذه الفترة، ستبذل جهود لإقامة قوة متعددة الجنسيات تتسلم الحكم في القطاع مؤقتاً. رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، جند لإقامة القوة. وقد ضم إليه الجنرال كارتر الأمريكي. فلسطينيون محليون يفترض بهم أن يديروا الجانب المدني. ثم ستقام مدينة خيام للفلسطينيين النازحين من بيوتهم في المنطقة التي كانت فيها “غوش قطيف”. لن يكون هذا قصيراً ولا سهلاً، يقول أعضاء في الكابينت.
ليس مؤكداً حصول هذا: إسرائيل وحماس ليستا اللاعبتين الوحيدتين في هذه الدراما. نية حكومة إسرائيل لخلق حزام أمني حول كل قطاع غزة وإشغاله بقوات الجيش الإسرائيلي تتعارض وتصريحات صريحة لإدارة بايدن، تتحدث عن زيادة فلسطينية في قطاع غزة كاملاً، وعن عودة السلطة الفلسطينية للحكم في غزة. استعداد نتنياهو للتوافق مع السلطة كان سيتيح لبايدن صد النقد من جانب الجناح اليساري في حزبه ومن جانب حكام عرب. نتنياهو لا يمكنه المساعدة، ولا يمكنه وحتى الكذب في هذا الشأن: كل حديث عن مسيرة سياسية سيوقظ بن غفير وسموتريتش من سباتهما، ويكلفه كرسيه.
إن التصدي مركب أيضاً حيال “حزب الله”. يبدأ التوتر حول هذا الموضوع قبل شهر، في 11 أكتوبر، عندما اقترح غالانت -حسب مصادر أجنبية- حملة عسكرية ذات مغزى في لبنان، بتأييد قيادة الجيش. تم صد الاقتراح بسبب معارضة غانتس وآيزنكوت. منذئذ، تتراكض شائعات عن نية غالانت التدحرج إلى حرب واسعة في الشمال. استندت الشائعات إلى خطاب غالانت الكفاحي في لحظات ظهوره العلنية.
غالانت ينفي، ويدعي بأنه يفعل كل ما في وسعه منذ أن رفضت خطته، كي يركز على غزة ولا يتدحرج إلى حرب على نطاق كامل في الشمال. الخطاب معد أيضاً لردع نصر الله.
ينجح الطرفان حالياً في التصرف دون شفا الحرب. لكن ثمة فخاً هنا: 60 ألف إسرائيلي اضطروا لترك بيوتهم في الشمال يشترطون عودتهم بإبعاد “قوة الرضوان” إلى ما وراء نهر الليطاني. نتنياهو وغالانت يعدان بمعالجة “حزب الله” فور استقرار الوضع في الجنوب. ظاهراً، على نصر الله أن يفهم بأنه مصيره قد تقرر، ومن الأفضل العمل بشأنه الآن. الخطاب ليس استراتيجية.
يديعوت أحرونوت