> تل أبيب «الأيام»:

وجه ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية تصريحاته الأخيرة حول هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر.

وقال نتنياهو إن المسلحين الفلسطينيين في 7 أكتوبر "دخلوا بالصنادل والنعال وبنادق الكلاشينكوف".

وقال الضابط، في تصريحات نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، إن "من كانوا في حالة ذهول واضطراب حقيقي هم القادة والقيادات العليا في إسرائيل، الذين اعتقدوا أن مثل هذا الهجوم لا يمكن أن يحدث". وأضاف: "تصريحات نتنياهو لا تقلل من شأن حماس، بل تقلل من قيمة مقاتلينا الذين سقطوا في ذلك اليوم".

وأشار الضابط، الذي يتمتع بخبرة تمتد لأربعة عقود في الخدمة العسكرية، إلى أن عناصر كتائب القسام كانوا "مجهزين بالكامل، من الرأس حتى أخمص القدمين، بترسانة من المتفجرات والأسلحة لا تقل شأنا عن تلك التي تملكها جيوش نظامية"، مضيفًا أن "مئات الطائرات المسيّرة استُخدمت لتدمير أنظمة سلاح متقدمة ودبابات مصنفة من بين الأفضل في العالم".

وكشف الضابط أن "حماس" أظهرت استعدادا لوجستيا عاليا مكنها من الصمود لفترات طويلة تحت الحصار، مشيرا إلى أن الحركة تمتلك "تمويلا كافيا لبناء صناعة عسكرية محلية، إلى جانب آلاف الصواريخ الدقيقة وأنظمة الاتصالات الحديثة". كما وصف المرافق التي اكتشفت في غزة بأنها "منشآت بمستوى عال من التنظيم، تحتوي على غرف إدارية وغرف عمليات متخصصة".

وفي تعليقه على وصف نتنياهو للمهاجمين بأنهم "مجرد لصوص يرتدون الصنادل"، قال الضابط: "نعم، ربما كان هناك من يرتدون الصنادل، لكنهم ظهروا في موجات لاحقة، وليسوا من نفذ الهجوم الرئيسي. هذا التوصيف لا يعبر عن الواقع، بل يشوه صورة ما حدث ويقصر في تقييم حجم التهديد".

تأتي هذه التصريحات ضمن سلسلة من الانتقادات داخل المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، التي عبرت عن قلقها إزاء "التجاهل السياسي للإخفاقات الاستخباراتية والتكنولوجية التي سمحت بحدوث الهجوم"، وفق القناة 12 العبرية. وتطالب هذه الأصوات القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بـ"تحمل المسؤولية واستخلاص العبر من الأحداث التي أدت إلى ذلك اليوم الصعب".

وذكرت القناة أن الجيش الإسرائيلي صادر منذ اندلاع الحرب نحو 70 ألف قطعة سلاح من قطاع غزة، شملت شاحنات صغيرة وجرارات، وصواريخ مضادة للدبابات، وقاذفات آر بي جي، وطائرات بدون طيار، وهو ما ينفي رواية أن المهاجمين كانوا مجرد مسلحين بأسلحة خفيفة.

كما أشار التقرير إلى أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، تطورت منذ السابع من أكتوبر إلى ما يشبه "منظمة شبه عسكرية"، قادرة على إدارة عمليات قتالية معقدة، ما يعكس حجم التحدي الذي واجهته القوات الإسرائيلية خلال المعارك.